فوق ساحل الوحدة بين نسمات الليل الباردة وأمواج البحر الهائجة جلست بألمي المميت ، وأحاسيسي المجهولة محدقة كعادتي الى الافق البعيد اناظر الامواج الهائجة بنظرتي الصامتة بعد ان مللت ألالم الملهب وعشت اسيرة تحت ظلال الوحدة، اخذتني خواطري وطارت بي أحاسيسي مع تلك السحابة المظلمة التي تحلق فوق افكاري تحدثت حينها بفؤادي مع الامواج ورميت بذكرياتي اليائسة التي قاع البحر، ليتني اخرج من وحدتي وأطفئ لهيب فؤادي المشتعل لاستنشق عطر الربيع، واناظر سناء المستقبل في وسط حياة تعطرها المحبة، يتدفق فوق أراضيها السعادة والوئام. حينها لن يكون للوحدة في حياتي عنوان، ولا للهيب الالم في جوف فؤادي اي مكان ، مازلت أكتم صوتي وألمي بين ضلوعي اناظر وتلك الامواج الهائجة على سواحل الوحدة والالم واستمع الى صوتها المضطرب، مستشعرة منها معنى القوة الحقيقية والصمود امام سهام النائبات الحادة، يدور في مخيلتي ما يكادني حملة فوق ظهري، تسائلات عديدة، تخنق انفاسي بعد ان تهت في دوامة الحياة هنا وهناك.. ترى اين الصديقة الحقيقية التي تمتلك نفس احاسيسي ومشاعري، وتقدر نظراتي لهذه الدنيا بقلب منصت وفؤاد تواق الى المستقبل عنوانه الامانة وضيائه الصدق في المعاملة، أيعقل ان أكون وحيدة؟! بين كل هذه التساؤلات اقف تائهة فوق الشاطئ حتى انني فقدت آثار قدمي التي تركتها خلفي ، لم يكن لدي القدرة على التعبير عم يجول في خاطري، ويسيطر على افكاري ومشاعري فالظلمة تحرقني والوحدة تذيد من لهيبي، ارهبني صوت مخيف فرفعت بصري بعد تحديق طويل لأقرأ اول سطور الاشراقة. بللتني قطرات المطر الثقيلة وأطفئ معها لهيب فؤادي وألم مأساتي الحارقة حينها صرخت بأعلى صوتي لانزف همومي دموعا منهدرة بعد ألم طويل. اشرقت الشمس ساطعة بأشعتها الذهبية لتعكس افكاري وتعابيري كلمات واحاسيس اكتبها فوق السطور، وألونها بضياء الامل والعزيمة للسير بحلمي الكبير نحو المستقبل الافضل. نعم.. الآن أبصرت الحياة بعدما كنت اناظر الظلمة وأعانق الوحدة ، ورأيت نفسي في عالم الكتابة والتعبير صديقة للقلم فأكتب كل احاسيسي ومشاعري بحرية مطلقة دون التقيد بأفكار تأسرني تحت ظلالها. وهاهو سناء الكون الباسم زهرة احسائنا العطرة معلمتي الغالية الاستاذة غادة الرشود بمكانتها السامية وشخصيتها المتميزة تنير تعابيري حينا بعد حين لتعيد الشجون والقوافي مع اول اشراقة شمس ناظرتها في حياتي، اشراقة قلمي الصغير بعد لهيب الوحدة الحارقة، اشراقة لن انسى ينبوعها الباسم ما حييت. ايمان عبدالله علي الخميس