اصابت النتائج والمستويات المتقلبة التي ظهر بها فريق الاتفاق الاول لكرة القدم خلال مبارياته في الدور الاول من مسابقة الدوري لهذا العام وهزيمته الأخيرة من الهلال في بداية الدور الثاني مسئوليه وجماهيره بخيبة أمل وصدمة كبيرة نظرا لمشاركته المشرفة والقوية في بطولة الاندية العربية التي اقيمت في القاهرة وخروجه المشرف من الدور قبل النهائي أمام بطل مصر وافريقيا الزمالك بعد أربعة أشواط كاملة وجاءت مشاركة الاتفاق في بطولة الدوري بعد أيام معدودة من البطولة العربية، وماقدمه الاتفاق في القاهرة جعل الكثير من المتابعين خصوصا المتعاطفين مع فارس الدهناء يرشحون الفريق للمنافسة بقوة على التأهل الى المربع الذهبي لهذا العام بعد ان غاب عنه منذ بضع سنوات لكن ماقدمه الاتفاق في لقاءاته ال 11 الماضية في الدوري من نتائج ومستويات سيئة وحصده 13 نقطة من اصل 33 نقطة أي فقد 20 نقطة جعل القلق يسكن قلوب مسئولي ومحبي هذا النادي العريق. فالاتفاق فاز في ثلاث مباريات وتعادل في اربع وخسر مثلها وفوزان من الثلاثة التي حققها طوال الدور الاول كانا في الجولتين الثانية والثالثة امام جاريه القادسية والخليج 4/2 و2/1 على التوالي وهذا مايعني انه تراجع للوراء كثيرا بعد هزيمته لجاريه اعتلائه القمة في مواجهات الديربي فما السر في ذلك هل يمكن القول ان تفوق الاتفاق على جيرانه كان اقصى طموحه هذا العام واذا كان الجواب لا فلماذا سقط بعد هزيمته للقادسية والخليج على التوالي وانتظر حتى الجولة العاشرة ليحقق فوزه الثالث على الشعلة بثلاثية نظيفة؟ وهل تليق الخسائر الثقيلة التي تعرض لها الفريق امام الاتحاد والشباب بالخمسة والاربعة وحتى امام الطائي بهدفين على ارضه ووسط جماهيره بغض النظر عن الهزيمة امام الرياض بهدف وحيد في الدمام ايضا هي مقبولة بالنسبة للاعبين أو المدرب أو الادارة وجماهير الفريق. مشوار الفريق بدأ الاتفاق دوري هذا العام بقوة كما هو متوقع بعد المستوى الرفيع الذي أظهره في البطولة العربية ففرط في أولى مبارياته في فوز كان في متناول يديه على ضيفه الهلال وطار الضيف بنقطة ثمينة من انياب المستضيف وواصل الفريق تقديمه المستويات الرائعة وسجل أربعة أهداف اشكالا وألوانا في شباك جاره ومنافسه التقليدي القادسية وهذا ما أدخل البهجة في نفوس مسئوليه وجماهيره لكن في لقائه الثالث أمام الخليج اظهر شوطا أولا قويا لكنه تراجع في الشوط الثاني بعد احرازه هدفين وكاد يفقد نقطتين هامتين ايضا لولا خبرة لاعبيه عكس لاعبي الفريق المقابل الذين لم يتمكنوا من تسجيل أكثر من هدف لكن كل ذلك لم يكن له أي بوادر بالسقوط أمام ضيفه المتأرجح الرياض بهدف وحيد في الجولة الرابعة مع اضاعته فرصة سانحة لحفظ نقطة على الاقل من هذا اللقاء خصوصا انه حصل على ركلة جزاء قبل احراز الضيوف هدف التفوق واضاعها محترفه البرازيلي كوستا الذي لم يقدم أي شيء يذكر كما فعل في البطولة العربية والتي على اثرها تم التجديد له بعد مستواه الرفيع لكنه اختفى وسط الزحمة من النجوم في الدوري المحلي وظل حبيسا للاحتياط في معظم اللقاءات الماضية. وبعد نهاية لقاء الرياض بالخسارة لم يكن غريبا ان يعود الفريق من مدينة جدة بعد لقائه بالاتحاد خاليا من النقاط لقوة الفريق المقابل وامكانيات لاعبيه ودعم جمهوره القوي لكن الغريب ان يعود الاتفاق متخما شباكه بخمسة أهداف تفنن نجوم الاتحاد في تسجيلها في شباك افضل حارس مرمى عربي ظافر البيشي وهو اللقب الذي احرزه ابان مشاركته مع فريقه في البطولة العربية سابقة الذكر. ومن هذه الخسارة الثقيلة اشتعل فتيل خوف مسئولي ومحبي الاتفاق على فريقهم وسط كل الضغوط التي يتعرض لها اللاعبون والمدرب والجهاز الاداري من كل صوب وحدب فالهزيمة بهذه النتيجة لم تعد مقبولة ابدا بالاضافة الى ان الفريق كان مفككا طوال اللقاء ودخل مستسلما للمضيف.ولم يمهل الوقت اللاعبين والجهازين الفني والاداري ليفيقوا من الصدمة القوية ليخوض الفريق بعد أربعة أيام فقط لقاءه السادس في ضيافة الشباب فبادر المستضيفون واحرزوا اربعة اهداف متتالية في شباك ضيفهم الجريح قبل ان يصحو لاعبو الاتفاق من نومهم العميق ويسجلوا ثلاثة أهداف في شباك الشباب حفظت ماء الوجه واعادت نوعا من الثقة في نفوس اللاعبين رغم الخسارة فجاءت فترة التوقف للدوري التي كانت مدتها 25 يوما وسعى المدرب فيرسلاين الى اصلاح الخلل ومساعدة الادارة في محاولة علاج اللاعبين نفسيا اضافة الى عودة المشرف العام على الفريق هلال الطويرقي بعد الصدمات الثلاث المتتالية الناتجة عن خسائر لم تكن في حسبانهم. ونجح المدرب والادارة في هدفهما واعادا للفريق الشيء الكثير من مشواره وقدم الاتفاق مباراة رائعة ومثيرة امام ضيفه النصر (الوصيف) وكاد وبعشرة لاعبين ان يذيقه أول خسارة لولا هدف التعادل النصراوي الذي جاء عن طريق ركلة حرة مشكوك في صحتها في الوقت بدل الضائع من اللقاء الذي انتهى بهدف لكل فريق وطرد لاعب الوسط الاتفاقي جونيور في الشوط الاول وبعد هذه المباراة والاداء الجيد من لاعبي الفريق عادت آمال مسئولي ومحبي النادي بان تكون تلك المباراة القادمة هي العودة الحقيقية للفريق الى جو التألق والانتصارات لكن ذلك اصطدم بخوض لقاء قوي أمام الاهلي (المتذبذب) على أرضه ووسط جماهيره في جدة فانتهى هذا اللقاء بتعادل عادل للفريقين (1 1). وحانت بعدها الفرصة المناسبة للعودة الى الانتصارات عندما حل فريق الوحدة ضيفا على الاتفاق لكن برود اللاعبين اجبرهم على الخروج بالتعادل الايجابي الثالث على التوالي بعد كبوة الهزائم حيث انتهى اللقاء بهدف لكل فريق فعاد الضيوف الى مكةالمكرمة ومعهم نقطة غالية وهذه النتيجة لم ترض أحدا من الاتفاقيين فمسلسل التفريط بالنقاط لايزال مستمرا وكان لابد من الفوز للخروج من الازمة العاصفة فكان لابد من العودة من لقاء فريق الشعلة بالخروج في الجولة العاشرة بفوز يداوي جزءا من الجروح. وهذا ما حصل بالفعل حينما سجل الفريق فوزا منطقيا على مضيفه المتواضع متذيل قاع الترتيب بثلاثة أهداف نظيفة لكنه خسر في هذا اللقاء السهل عنصرين فاعلين في التشكيلة الاساسية وهما صالح بشير والغاني جونيور بسبب طردهما بالبطاقة الحمراء. بعد هذا الفوز المعنوي توقع الكثيرون ان يكون ذلك دافعا لحصد ثلاث نقاط أمام ضيفه الطائي (المنتعش) لكن ذلك لم يحصل فغادر ابناء الشمال الى حائل عائدين بثلاث نقاط ثمينة بالفوز على الاتفاق بهدفين نظيفين ومن ذلك اليوم الذي شهد توقف قطار الدوري بختام الدور الاول لايزال مسئولو فارس الدهناء ومحبيه في حيرة من أمرهم والتساؤل والقلق يعلو محياهم عن مستقبل فريقهم الذي سيعود مجددا لمعترك المنافسات المحلية وتحديدا لبطولة الدوري بلقاء الهلال. الادارة بريئة من النكسات ويمكن اعتبار ان كل ماسبق كان نتيجة اخطاء كثيرة ارتكبها اللاعبون والجهازان الاداري والفني وسط محاولات متكررة من ادارة النادي برئاسة الخبير عبدالعزيز الدوسري للترميم المؤقت فالادارة قامت بمساع كبيرة لتوفير رواتب للاعبين حتى انها قامت في معظم الفترات بتسليمهم الرواتب الشهرية بطريقة (الاقساط) والدفعات بسبب الازمة المالية الخانقة التي جعلتها بين فترة وأخرى تعلن عن نيتها بالاستقالة لكن المساعي والمجهودات التي بذلها عدد من محبي النادي نجحت في اقناع الادارة بتحمل كل الظروف وبذل المستحيل من أجل انقاذ النادي بشكل عام من (الغرق) لكن في النهاية يبقى السؤال الاهم ماذا سيكون وضع الفريق مع ختام الدوري هذا العام؟. لايستطيع الاجابة عن هذا السؤال سوى اللاعبين والجهازين الاداري والفني. فهل يصحو الفريق من كبوته ويعود بقوة في الدور الثاني ويزحف نحو مراكز المقدمة وينافس على دخول المربع الذهبي. أم يواصل تأرجحه ويبحث في الجولات الاخيرة عن مراكز الدفء التي تضمن له الاستمرار بين الكبار كل الاحتمالات معقولة والتجارب السابقة خير دليل.