قدرت دراسة ميدانية حجم الأنفاق على التسول بالمملكة بما يقارب 700 مليون ريال سنويا "186 مليون دولار"، خاصة في شهر رمضان والعيد وموسم الحج حيث يكثر المحسنون من إعطاء الصدقات وتوزيع الأموال في الشوارع والطرقات. وتصل حصة المتسول الفرد إلى 1333 ريالاً في العام وان شوارع المدن يحوم بها 150 ألف متسول تقريبا يتركز الجزء الأكبر منهم في المدينتين المقدستين. وأشارت الدراسة إلى أن إدارة مكافحة التسول ضبطت قبل أشهر ما يقارب 140 ألف ريال في حوزة متسول مسن، و أن معظم المتسولين من المقيمين بصورة غير نظامية فهم إما متخلفون بعد أداء العمرة والحج أو عمال هاربون يعملون بعيدا عن كفلائهم. ورغم تعدد حكايات وقصص ملاحقة ومطاردة المتسولين بين مكاتب مكافحة التسول، والبلديات وادارة الجوازات وغيرها، إلا أنها جميعا لم تتوصل لنتائج او قرارات ايجابية تخفف هذه الظاهرة. كما يوفق نظام العمرة الجديد الذي بدأ قبل ثلاث سنوات في الحد من هذه الظاهرة، ويبدو ان هناك خلافا قائما بين شركات العمرة وادارة الجوازات في تحديد المسؤول عن تسرب المعتمرين والزوار. من جهة أخرى بدأت في سبتمبر الماضي لجنة مكونة من وزارتي الحج والعمل والشؤون الاجتماعية وامارة منطقة مكةالمكرمة والمدينة المنورة في عمل دراسة أبحاث علمية ميدانية تتعلق بالطرق العملية المناسبة والكفيلة بعلاج تفشي ظاهرة التسول في المشاعر المقدسة. وقد شكلت لجان مشتركة بين هذه الجهات الحكومية لدراسة المشكلة واتخاذ الاجراءات النظامية الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة التي تشهدها مكةالمكرمة والمدينة المنورة طوال العام، خصوصاً في مواسم الحج والعمرة ومدة الحملة 60 يوما. وأوضح عوض بن بنيه الردادي وكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية للشؤون الاجتماعية، ان هذه الدراسة ستضع حلولاً جذرية لظاهرة التسول في المشاعر المقدسة، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود الحكومية والمؤسسات الاهلية ودور المواطن في سبيل القضاء على هذه الظاهرة. وأضاف الردادي ان جهود الوزارة ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الاجتماعية ومكاتب مكافحة التسول في مختلف المناطق التي تعمل طوال العام في متابعة المتسولين وملاحقتهم والقبض عليهم بالتعاون مع الجهات المعنية الاخرى. ونوه بأهمية دور المواطنين في مساعدة رجال مكافحة التسول والابلاغ عن المحتالين الذين يستغلون الناس ويكذبون عليهم، محذراً من التعاطف مع المتسولين، معتبرا هذه الخطوة طيبة في سبيل القضاء على كافة المحتالين من المتسولين تمهيداً للحد من التسول بشكل كبير في المملكة. ويشترك في الحملة الوطنية المكثفة لمكافحة التسول كل من الأمن العام، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وزارة الثقافة والإعلام، وزارة البلدية والقروية، وزارة الصناعة والتجارة، وزارة الحج، تهدف إلى الحد من انتشار ظاهرة التسول وتبصير الناس بمساوئ التسول ومعالجة هذه الظاهرة حسب أصول الشرع وقواعده. يذكر أن 80 في المائة من المتسولين غير سعوديين وقد تم ضبط 3600 متسول ومتسولة من السعوديين وتعاملت الوزارة معهم بدراسة حالاتهم، كما رحل 19 ألف متسول ومتسولة من غير السعوديين. وفي رمضان حيث يعتبر أنشط موسم للمتسولين في السعودية، خاصة في المدن الرئيسية مثل مكةالمكرمة والمدينة المنورةوالرياضوجدة والمنطقة الشرقية، فإن حال المدينتين المقدستين يبدو اكثر انتعاشا من بقية المدن الاخرى، إذ ينتشر المتسولون بشكل ظاهر في كل الشوارع والطرقات وحتى حول المسجد الحرام وداخله، وتختلف اعمارهم ما بين اطفال وشباب ورجال ونساء.