لا ترغب دول منطقة آسيا المحيط الهادئ التي سبق ان ارسلت قوات الى العراق في سحب جنودها في الوقت الحاضر لكنها قد تقدم على هذه الخطوة في حال تفاقم الوضع الامني، حسبما ذكرت الفلبين أمس. وتخضع حكومات المنطقة التي تساهم بقوات في العراق لضغط متزايد من المعارضة والرأي العام مع تكاثر الهجمات التي تستهدف جنود الاحتلال والهجوم على القاعدة الايطالية في الناصرية (جنوبالعراق) الذي اسفر عن سقوط 19 عسكريا ايطاليا الاسبوع الماضي. وعززت من هذا الضغط التهديدات الجديدة التي اصدرها تنظيم القاعدة ضد حلفاء الولاياتالمتحدة : بريطانياوايطالياواسترالياواليابان مع تحذير صريح الى طوكيو من مغبة ارسال قوات الى العراق. في مانيلا، قالت الرئيسة الفيليبينية غلوريا ارويو ان الفلبين تعتزم سحب وحدتها العسكرية المنتشرة في العراق بسرعة اذا ما تدهور الوضع الامني في هذا البلد. وقال بيان صادر عن الرئاسة الفيليبينية اننا نراقب عن كثب تطورات الوضع على الارض في العراق مباشرة ونتأكد ان مواطنينا هناك سيكونون في مأمن وسيتم اجلاؤهم بسرعة اذا لزم الامر في ضوء التطورات. وقد ارسلت الفلبين حليف الولاياتالمتحدة الكبير في الحرب على الارهاب، 96 عنصرا الى جنوبالعراق من جنود وعناصر في الشرطة وعاملين اجتماعيين. وكان الجيش قد اعلن في وقت سابق ان عدد هؤلاء يصل الى 178. وتعهدت برفع عدد قواتها الى 500 عنصر بحلول بداية العام المقبل. وبعد هجوم الناصرية قررت الحكومة اليابانية ارجاء ارسال 150 جنديا كانوا سيقومون الشهر المقبل بمهمة استطلاع اولى في جنوبالعراق. لكن اليابان حيث يعارض 71% من السكان قرار ارسال قوات الى العراق على ما جاء في استطلاع للرأي، يجب الا تذعن للتهديدات بحسب رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي. وجددت استراليا ونيوزيلندا وتايلاندوكوريا الجنوبيةوسنغافورة التأكيد انها لن تسحب جنودها من العراق لكنها تراقب بطبيعة الحال مستجدات الوضع عن كثب. وبعد هجوم الناصرية اوضح رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد ان الجنود الاستراليين البالغ عددهم 900 سيبقون في العراق لفترة طويلة نسبيا. وفي نويزيلندا قالت رئيسة الوزراء هيلين كلارك انها لا تنوي سحب 61 عنصرا من سلاح الهندسة ارسلوا الى البصرة (جنوبالعراق) طالما انهم قادرون على القيام بالمهمة المكلفين بها. وفي تايلاند ارتفعت اصوات في مجلس الشيوخ للمطالبة بسحب نحو 400 جندي ارسلوا الى كربلاء (وسط العراق) في مهمات انسانية او في اطار اعادة الاعمار. ورفض رئيس الوزراء تاكسين شيناوترا هذه الدعوات لكن وفدا عسكريا سيزور نهاية الشهر الحالي العراق لتقييم الظروف الامنية المحيطة بالجنود التايلانديين. وفي كوريا الجنوبية لا تزال مسألة ارسال قوات اضافية موضع جدل كبير. وسبق لسيول ان ارسلت 464 عنصرا الى الناصرية. وقال الرئيس روه مو هيون الاسبوع الماضي انه يريد ارسال ثلاثة آلاف عنصر للمشاركة في عمليات غير قتالية في حين ترغب الولاياتالمتحدة في ان يكون العدد خمسة آلاف. وارسلت سنغافورة 161 عنصرا وقالت انها تنوي ارسال نحو ثلاثين عنصرا اضافيين رغم تزايد الهجمات على قوات التحالف.