بدا منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافير سولانا مهمة جديدة اليوم في الشرق الأوسط وتشمل الضفة الغربية وإسرائيل وفي وقت تواجه فيه الدبلوماسية المشتركة للتكتل الأوروبي مأزقا حقيقيا ومتصاعد الثقل في تعاملها مع المستجدات في المنطقة. وقال مكتب سولانا ان رحلة منسق السياسة الخارجية الأوروبية الجديدة تتضمن لقاءت مع مسئولي السلطة الفلسطينية في رام الله ومع كبار المسئولين الإسرائيلية اليوم ويوم غدا . ولكن المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل لم يفصح الى غاية نهار الأحد عن أية تفاصيل حول مهمة سولانا و لا عن موقف التكتل الأوروبي تجاه المستجدات الخطيرة الجارية حاليا في قاع غزة والتي بلغت أعلى درجة من العنف منذ إندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000م وامتنع مختلف المسئولين الأوروبيين داخل المؤسسات الاتحادية الأوروبية وداخل غالبية الدول الأعضاء عن الإفصاح عن أي موقف تجاه الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي وتحديدا القانون الإنساني الدولي واستهدافها المتعمد للمدنيين زمن الحرب وبما فيهم الأطفال والنساء . ويواجه التكتل الأوروبي في الواقع مأزقا مستعصيا في إدارة سياسته تجاه منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وتجاه الصراع العربي الإسرائيلي بوجه خاص. وراهن المسئولون الأوروبيون وفي مقدمتهم منسق السياسة الخارجية الأوروبية سولانا على إبداء اكبر قدر من التواطؤ والتساهل مع السياسات الإسرائيلية مقابل وعود إسرائيلية بتمكين الدبلوماسية الأوروبية من لعب دور أكثر فعالية في الشرق الأوسط. ولكن ومنذ إرساء ما يعرف باللجنة الرباعية ومشاركة التكتل الأوروبي رسميا في أعمالها وحتى تنظيم مؤتمر انابوليس الأخير اخفق الأوروبيون ورغم ما يلوحون به من مبادرات ووعود مالية في انتزاع أي دور عملي وفعلي على المسار الإسرائيلي الفلسطيني تحيدا وذلك لعاملين رئيسين. وهما أولا الارتباط العضوي والوثيق بين غالبية الحكومات الأوروبية وبمختلف انتماءاتها السياسية المحافظة او اليسارية مع السياسات الإسرائيلية الرسمية وثانيا انحياز الأوروبيين ومنذ عام 2005 رسميا وبتحريض مباشر من منسق السياسة الخارجية الأوروبية ضد الخيارات الداخلية الفلسطينية ودخول الأوروبيين في آلية مقاطعة رسمية للشعب الفلسطيني بسبب خيارتاه الانتخابية. // يتبع // 1344 ت م