لقد اعتقدنا أننا فزنا في الحرب الأولى على العراق في 100 ساعة ، وخسرنا تحقيق السلام بسبب هروب صدام واتباعه من حزب البعث ، وظننا أننا كسبنا الحرب العراقية الثانية بشكل حاسم وقاطع في أسبوع واحد ، لكن أنصار صدام القتلة والإرهابيين اختاروا الفرار والحرب من تحت الأرض.وها نحن الآن وعلى مدى 16 شهرا نخوض الحرب العراقية الثالثة وبلا شك لقد فازت قوات التحالف بمعركتين أو ثلاثة من المواجهات التي تعرضت لها . أكد فريق مراسلي تليفزيون ال إي بي سي ومجلة التايمز هذا الأسبوع أن العراقيين في الجنوب واكراد الشمال الذين يمثلون 80% من مجمل ال23 مليونا من الشعب يحرزون تقدما أساسيا تجاه التطور واعادة البناء والحكومة الذاتية ولكن المعركة في مثلث حول بغداد حيث كان أبناء صدام الجشعين والبوليس السري طالما يعاقب العراقيين هناك لم تحسم بعد. إن أحد أهداف الإرهاب الأساسية حاليا هو زيادة الضغط والمعاناة على قوات الأممالمتحدة والعاملين فيها ووكالة اللاجئين من قوات الصليب الأحمر. والهدف الآخر هو اغتيال القادة والساسة العراقيين الذين تجرأوا على التعاون مع قوات التحرير. ان الهدف الأساسي هو قتل العديد من الأمريكيين ليتسبب ذلك في إثارة الرأي العام الأمريكي وليطالبوا بالانسحاب قبل تحقيق الديموقراطية والقاء بذور حرب اهلية عراقية . ليس هناك شك في أن مسألة اصابة الهيليكوبتر الامريكية وقتل 16 واصابة 20 كان نصرا إرهابيا في حرب العراق الثالثة. والسؤال الآن هل مثل هذا العدد من الاصابات والجرحى قد يثبط من همة الولاياتالمتحدة؟ ويتسبب في فشل عملية إعادة إعمار العراق ويؤدي لانعزال القوات الامريكية في مهامها بل ويشجع الشعب الامريكي والحلفاء على التأكد من أن هذه الحرب مأزق يجب الخروج منه؟ لكن انسحابنا الآن هو أمر سابق لاوانه ويترتب عليه ان تفقد الولاياتالمتحدة شكلها ومصداقيتها امام الامم الاخرى التي تمتلك أسلحة نووية . العراق نفسه سينقسم وسيطالب بعودة صدام. والنتيجة لعودة الصداميين ان تصبح العراق بؤرة للإرهاب.. تستطيع ان تصدر القنبلة النووية والأسلحة البيولوجية والصواريخ ولا يوجد سبيل لندع ذلك يحدث. الاختيار الآن بين البقاء في العراق حتى تصبح منارا للديموقراطية يحتذى به العالم العربي كله وبين الانسحاب العاجل من هناك والسماح للإرهابيين ببناء عالمهم الخاص هناك. والفشل ليس اختيارا واردا. نيوريورك تايمز