قتل العديد من العراقيين أمس الثلاثاء في موجة عنف ومقاومة تعم العراق منذ أيام، فيما اعلنت القيادة العسكرية الأمريكية اعتقال 20 عنصرا يشتبه بهم وتوعدت بأنها ستتخذ إجراءات حرب واسعة ضد المقاومة وكشفت عن مغادرة الحاكم المدني الى واشنطن مساء الاثنين. ففي البصرة قتل اربعة اشخاص بينهم شرطيان واصيب تسعة آخرون بجروح في انفجار قنبلة أمس الثلاثاء. وقال العقيد في الشرطة محمد كاظم العلي لفرانس برس ان بين الجرحى طلاب مدارس يسلكون هذا الطريق للتوجه صباحا الى المدرسة، محملا انصار الرئيس صدام حسين مسؤولية الانفجار. وفي جنوببغداد، قتل عراقيان واصيب ثلاثة آخرون بجروح في تبادل لاطلاق النار في محيط قاعدة امريكية كما قال رجال شرطة وشهود. وقال مصور فرانس برس انه تم نقل جثتين. وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) عثر على الضابط في الشرطة العراقية علي طلال (30 عاما) مقتولا في سيارة حوالى الساعة العاشرة ليلا أمس الأول. وفي بعقوبة ايضا قتل طالب عراقي. وقال شقيقه وسام احمد ان الامريكيين كانوا يقومون بدورية في المنطقة. وقد طلب من الشرطة فتح تحقيق لمعرفة اسباب مقتل شقيقه كما اعلن الضابط وليد عدنان. واعلن ناطق عسكري في بيان أن الشرطة العراقية عثرت على سيارة اسعاف محملة بمتفجرات قرب مركز الدورة للشرطة في جنوببغداد. وأصيب عنصران في الشرطة العراقية واربعة سجناء بجروح في انفجار عبوة ناسفة بعد ظهر أمس امام محكمة الرصافة في بغداد على الضفة الشرقية لنهر دجلة، حسبما أفاد فرانس برس الشرطي صدام عبدرب علي. وقال ان الانفجار وقع في الساعة 13.15 وأن العبوة وضعت امام مبنى المحكمة مباشرة. وقال الضابط في الشرطة علي محل راويا ما حصل ان آليتين امريكيتين من نوع هامفي وشاحنة لنقل السجناء تقل 16 محتجزا من سجن ابو غريب وصلت صباحا الى المحكمة ثم نقلنا السجناء الى قاعات المحاكمة وفي الساعة الواحدة بدأنا باعادتهم الى الشاحنة ثم حصل انفجار وسمعنا اطلاق نار رد عليه الجنود الامريكيون. واضاف: من حسن الحظ اننا في شهر رمضان ولم تكن هناك زحمة امام المحكمة. ولاحظ مراسل فرانس برس أن زجاج البناء المؤلف من اربع طبقات تحطم جراء الانفجار، وظهرت آثار قذيفة انفجرت على الجانب الايمن لواجهة البناء. وكشف ناطق أمريكي في العراق أن الحاكم المدني الامريكي بول بريمر غادر العراق مساء الاثنين متوجها الى الولاياتالمتحدة وسيعود بعد ايام قليلة. وردا على سؤال حول اسباب مغادرته قال الناطق لا بد ان هناك اسبابا وجيهة لذلك. والغى بريمر الاجتماع الذي كان سيعقده أمس الثلاثاء مع رئيس الوزراء البولندي ليزيك ميلر الذي يزور العراق. في هذه الأثناء أشار أكبر قائد عسكري امريكي في العراق الى ان القوات الأمريكية ستتخذ اجراءات صارمة ضد المقاومة المسلحة محذرا من انه لن يتردد في استخدام أي سلاح متاح له لهزيمتهم. وقال اللفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز في بيان صحفي: بالرغم من ان قوات التحالف يمكن ان تصبح طيبة الا ان هذا مازال نفس التشكيل القاتل الذي اطاح بالنظام القمعي.وأضاف: بينما كانت تعرض في الخلفية صورة طائرة مقاتلة تسقط قنابل.. أننا لن نتردد في استخدام المستويات المناسبة من القوة القتالية. وسعى مسؤولون عسكريون امريكيون في العراق الى موازنة الحديث عن عمليات هجومية مع اعمال الاعمار. لكن مع تزايد الهجمات ضدهم بدا ان سانشيز وقادة آخرين مستعدون لتشديد لغتهم واعمالهم على الارض. وقال ان الجنرال جون ابي زيد قائد القيادة المركزية الامريكية أعرب في الآونة الاخيرة عن خط متشدد مماثل للزعماء المحليين في الفلوجة موطن العنف المعادي للولايات المتحدة غربي بغداد. وقال سانشيز أهم رسالة هي اننا سنصبح صارمين تماما، هذا هو مايلزم لهزيمة هذا العدو ونحن بالتأكيد لن نخجل من عمل ذلك. وأقر سانشيز: بأن الهجمات ضد قوات الاحتلال زادت من نحو خمس أو ست هجمات يوميا في مايو الى نحو 30 هجوما يوميا. واعلن سانشيز لدينا ما لا يقل عن 20 من المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة ويجري استجوابهم رغم أنه لا تتوافر حتى الان اي اثباتات حول انتمائهم لتنظيم ابن لادن. واعتبر أن هناك عمليات تسلل عبر الحدود قائلا: نرى يمنيين وسودانيين وسوريين ومصريين. وقد أصبحت المقاومة أكثر جرأة وفتكا بدرجة أكبر عما بدأت به منذ هبوط الاحتلال على العراق، حيث قتل 16 عسكريا أمريكيا بإسقاط مروحيتين عسكريتين الأسبوع الماضي. وفي واشنطن اعتبرت مستشارة البيت الابيض لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس ان العمليات العسكرية الكبرى لم تستأنف في العراق وان الهجمات التي تتعرض لها القوات الامريكية تصنف في فئة ما وصفتها بعمليات التمرد. واعلن بوش في الاول من مايو انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في العراق التي ادت الى سقوط نظام صدام حسين. وقالت رايس لإذاعة محلية في تكساس، نشر البيت الابيض مضمونها امس، أنه لا يمكن لاحد ان يتصور ان العمليات العسكرية الكبرى استؤنفت في العراق. ما يجري ان بعض عناصر النظام السابق انضموا الى مقاتلين اجانب ليصبوا فيما يمكن تسميته بحركة تمرد. وأضافت رايس ان هذا يختلف كثيرا عن معارك بين جيوش كالتي شهدناها في مارس وابريل في وقت كانت لا تزال هناك بنية قيادية قائمة على نطاق واسع، واكدت، ان العمليات العسكرية الكبرى لم تستأنف.