يحرص التاجر على ترويج بضاعته بكل الوسائل المتاحة لديه من معرفة وخبرة وقدرة مالية ويتبع الاساليب المشروعة للنفاذ الى المستهلك بالطرق المقننة له بالانظمة والتعليمات حسب تشريعات كل دولة وهذا مايفرز لنا التباينات في النهج التجاري من دولة لاخرى ومعظم القوانين تلزم التاجر باجراءات محددة للاعلان والدعاية وما ينظم افتتاحه الفروع ومراقبة الاداء والتسعيرة والممارسات من حيث تمشيها مع الاعراف السائدة من جهة الاغراق او الالتفاف على الانظمة ليتيح لنفسه بالتجاوزات التي تمنحه افضلية او غشا او احتكارا او عملا غير مشروع والقصد من كل هذه التشريعات ألا ينفلت زمام محركات الاقتصاد كي يصبح تنمويا بفاعلية جادة. من هنا نجد ان التاجر يبحث بشتى الاساليب طريقة للانتشار والتوسع في ظل هذه المنظومة من التشريعات ويسعى لتقديم الجودة في انتاجه ويحرص على توفير الصيانة وتحسين خدماته للعملاء وكل ذلك من اجل ان يكسب اكبر عدد من المستهلكين لانهم ركيزته الاساسية في الانتشار وبدونهم لايستطيع التوسع في الفروع وتشكيل قواعده التجارية وترسيخ اعماله لانه من البديهي ان البضاعة تحتاج الى المستهلك لانه الضامن للاستمرار في الانتاج وهذا ما استوعبه رجال الاعمال فلم يدخروا جهدا في ابتكار اساليب جديدة للبيع الا اتبعوها مثل البيع الآجل والبيع بالتقسيط والايجار المنتهي بالتمليك والبضاعة تحت التحصيل والبضاعة برسم البيع او بطريقة TRADE IN والغرض من كل ذلك مزيد من الانتشار وقاعدة اوسع من المستهلكين. كل هذه المقدمة لايضاح ان التاجر لايمكنه الاستغناء عن مستهلك وهذا المستهلك يجب ان يكون قادرا على الاستجابة لهذه الاغراءات ولديه القدرة الشرائية التي تمكنه من تحقيق رغباته فشعب الصومال مثلا مهما عملت له من تسهيلات لايمكنك تحقيق الهدف في بضاعة الرفاه مثل السيارة الفاخرة او الاشتراك في الاقمار الفضائية والجوال والانترنت ولهذا نجد ان الدول الصناعية الغنية تقرض الدول الفقيرة وتمنحها تسهيلات في الدفع لغرض حثها على الاستهلاك لتسويق انتاجها وبعض الدول تمنح قروضها بضائع استهلاكية وفي نفس الوقت تستفيد من فوائد قروضها. كل ذلك يحدث لايجاد روافد متواصلة لايجاد مستهلك لكل ماينتج من سلع وخدمات وهنا اكرر المستهلك القادر على الشراء والمستجيب للمحفزات هو المستهدف من هذه الافكار التسويقية وما سواهم سيكون من الطبقة الفقيرة التي لاتستطيع مجاراة هذه العروض مهما تفننوا في تطعيمها بالمغريات. وهذا ما يجب على تجارنا محاولة مسعدتهم واستقطابهم لفئة القادرين لانهم سيشكلون قادة عريضة للاستهلاك مما يعوضهم عما بذلوه من مساعدة على ان تكون هذه المساعدة على هيئة تشكيل حاضنات كمشروعات خيرية بدون ارباح مضافة والغرض منها نقل اهل الفاقة الى مصاف القادرين على مزاولة الحياة الكريمة بدون ضغوط من الديون او القروض او السلفيات وبامكاننا جعلهم منتجين برعايتنا لمشروعاتهم الصغيرة التي ستغذي منتجاتنا الاوسع عن طريق التمويل الخيري. وهذه الفكرة لمحاربة الفقر التي شكلت لها لجان والتي مضى على طرح فكرتها سنة كاملة دون ان نرى لها آليات لتنفيذها ولا يفوتني ان انوه عن امتناني لمشروع الاسكان الخيري وشكري للقائمين عليه وهذه خطوة على الطريق الصحيح والتي آمل ان تتلوها مشروعات منتجة لنقل الاحساس بالمشاركة وهذا عامل نفسي يصحح النظرة الدونية ويرفع المعنوية بفاعلية المنجز. وهناك الكثير من المنشآت الصناعية التي تحتاج الى جزئيات مكملة لانتاجها وهذه فرصة لها لانشاء الرديف الخيري الذي يساعدها ويساهم في فعل الخير.