قالوا: زادت عن حدها نغمة جيل مونديال 90 ، ومع كل اخفاقة او نتيجة سيئة للمنتخبب الاماراتي تدور الاسطوانة المشروخة ، مع ان الجيل طيب الذكر لم يحقق بدوره في تاريخه أية بطولة او لقب، امنحونا الوقت والفرصة مثله، ثم حاسبونا، لكن لا تجعلونا ندفع من رصيدنا وحدنا الفاتورة كلها عن الماضي والحاضر معاً.وقلنا: معكم حق، ولكن يبقى في الاعتبار شيء مهم جداً وهو انه لكي لا نتحسر على الماضي الجميل لا بد ان يكون لدينا في منجزات ومعطيات الحاضر ما هو أجمل لينسخه ويأخذ مكانه، لا سيما ان الجمهور بالذات ليس له إلا الذي أمامه ومن خلاله وعليه يبني أحكامه، الى جانب نقطة مهمة أخرى وهي ان منتخب جيل المونديال إياه كان عند اخفاقه في تحقيق بطولة ما يعزينا عنها بالأداء الجيد حيناً وبالروح العالية أحياناً وبلمسات النجوم في صفوفه أحياناً أخرى. والملاحظة الجديرة بالتسجيل في هذا السياق اننا جميعاً ومن دون ان نقصد تورطنا وما زلنا نتورط في مسألة عقد المقارنات بين الأجيال وبعضها على صعد عدة، والمقارنة في حد ذاتها غير واجبة ولا داعي لها لأن الأجيال يجب ان تتواصل وتتلاحم في نسيج واحد، لا سيما ان المنتخب يلعب لبلد واحد ولا يمكن بأي حال ان يختلف قدر الحب او مستوى التضحية من جيل الى جيل، فالحب واحد والتضحية واحدة ولكن تغير وتبدل الزمان وأصبحت له حسابات وأدوات وأساليب تعبير جديدة، وكل عصر وله متغيراته ولغته التي يتحدث بها ولكل زمان كما يقال دولة ورجال، فدعونا لا نتحسر على الماضي ولا نتسرع في الحكم على الحاضر، ولا نفقد الأمل في الغد. وقالوا: الإدارة أهم حلقة في حلقات نجاح أي عمل، وإذا تحقق أي انجاز فالفضل الأول لها، وإذا حدث أي اخفاق فهي في وجه المدفع لتكون أولى الضحايا. وقلنا: نعم هذا صحيح ولكن دعونا نزد على ذلك أكثر وأكثر ونقول انه في داخل عمل أية إدارة لا بد من وجود خطة لها هدف وعندها ميزانية وتحكمها ضوابط محاسبية، والرقابة لا بد ان تكون مستمرة مع كل مرحلة، وهذه المسألة لا تنتقص منها أبداً أية أمور شكلية، مثل ان تكون الإدارة دائمة او مؤقتة، معينة او منتخبة، لأن الإدارة بالأساس دور لا وظيفة. وإذا حدث فجأة انجاز ولم نعرف كيف نقيمه، او حدث اخفاق ولم نعرف كيف نحاسب المتسبب فيه، فهذا معناه اننا لم نضع مبدأ الثواب والعقاب ضمن أدوات الإدارة، وهذه النقطة بالذات، كانت وما زالت السوسة التي تتسلل الى أية إدارة لتوصمها بالفشل بعد حين، وهي نفسها التي جعلت لإدارات الأندية قوة وسطوة وهيبة أكبر من مثيلتها على صعيد المنتخبات في كل الاتحادات، وليس كرة القدم وحدها، ولهذه المسألة ارتباط بجدية وقوة العطاء من اللاعبين عند اللعب لأنديتهم مقارنة بالمنتخبات، ففي غياب مرجعية المحاسبة والمساءلة على صعيد المنتخبات وإدارات الاتحادات التي ترعاها ستظل الظاهرة وتظل الشكوى مستمرة، بغض النظر عن معاني الانتماء والحب والتضحية التي قلنا انها واحدة عند كل الأجيال وليس لها دخل، فالفروق تكون في الإدارة وشخوصها وأساليبها وأدواتها لا أكثر ولا أقل. *جريدة الخليج الاماراتية