الحزن خيم على أجواء البيوت السعودية بعد أن كرر الفريق الأخضر إخفاقاته الذي أصبح كمسلسل طويل لا ينتهي. كنت يوماً من عشاق الكرة وخاصة عندما يلعب المنتخب السعودي، كانت الأسرة تجتمع لتشجع وتستمتع بفنون الكرة مع جيل أصبحنا نردد بأنه لا يتكرر، حتى عندما يهزم كان يهزم بشرف بعد لعب وتفاني في أداء واجبه. لن أتحدث عن الأمور الفنية فهناك من هو أعلم مني بها، ولكن لي حق كمواطنة سعودية أحب وطني إلى حد العشق أن أقول بأن هذا الوضع أصبح محرجاً لنا جميعا، هؤلاء اللاعبون قدموا أردأ المستويات والنتائج، ولابد أن يُحاسبوا على ذلك، فكما صُرفت عليهم الملايين التي لم يكن لها طريق إلى جيوبهم إلا من خلال تضخيم إعلامي لأقل إنجاز يُقدمونه، والإنجازات هذه واجبهم نحو الوطن والجمهور الذي آزرهم وشجعهم. من حقنا اليوم أن نطالب بمحاسبتهم، فقد أعطيت لهم فرص كثيرة لتحسين الوضع، ولكن لم نرَ إلا أن الأمر يزداد سوءاً وتدهوراً. الأمر يتعلق باسم الوطن وشعار أخضر كان يوماً يُرفرف في محافل دولية وإقليمية، اليوم حرمنا حتى على مستوى دول الخليج أن نفرح، وفي كل يوم يتدهور ترتيب المنتخب السعودي حسب تصنيفات الفيفا. من اغتال الفرحة في قلوبنا لابد أن يُحاسب حتى لا يتكرر الحدث مرات ومرات، والقول العربي الأصيل الذي لابد أن نراعيه (من أمن العقوبة أساء الأدب). إن كان هؤلاء اللاعبون لا يعرفون إلا لغة المال الذي أصبح فائضاً عندهم ، إذن من حق الوطن أن يسترجع هذا المال في حال الإخفاقات، فقد يشعر حينها من يخاف على جيبه أنه سيخسر. كما يحصل المحسن على جائزة لابد أن يدفع المقصر جزاء تقصيره. لله درك منتخبنا السعودي في عام 1984 إلى نهاية التسعينات، لن ينسى التاريخ أسماء سطّرت بماء الذهب فناً وأدباً وخلقاً وإنجازات، تحية لماجد عبدالله أسطورة الكرة العربية وصالح النعيمة وصالح خليفة وشايع النفيسة ويوسف الثنيان ومحمد عبدالجواد ومحيسن الجمعان، تحية لخليل الزياني قائد ومدرب عايشنا معه إنجازات كبرى مازلنا نتغنى بها ونقول: (الله الله يا منتخبنا)، جيل تعلّمنا معه التفاني والعطاء والإخلاص في حب الوطن. هذه الأسماء كل فرد منها قادم من فرق كان بينها تنافس شريف، لكل انتمائه الخاص به ولفريقه، لكن إن ارتدوا القميص الأبيض والأخضر لا يعرفون إلا حب الوطن الذي جمعهم، كُنَّا نشعر بالحب والتكاتف وروح الفريق الواحد، لذلك خطة المدرب تتحقق وتثمر إنجازاً، أما اليوم أعتقد أن هذا الأمر لا ينطبق عليه مُسمَّى فريق، فكُلٌّ يُغرِّد على هواه، ولا روح تجمعهم. هذه كلمات من كانت تعشق كرة القدم السعودية، وأصبحت اليوم لا أريد أن أرى أو أسمع عنها شيئاً إلا إذا تغيّر الحال. [email protected] [email protected]