ميل الصين لاتخاذ مواقف سياسية بعيدة عن سياسة واشنطن قد يمنحها تفوقا سياسيا تفتقده اليابان ذات القوة الاقتصادية الهائلة. مازال النفوذ الاقتصادي لليابان قويا في آسيا التي تزخر اسواقها بالسلع اليابانية من صنع سوني وكانون وبريدجستون و"ان اي سي ومينولتا وتويوتا"، لكن الصين باتت تتفوق عليها اكثر فاكثر على الصعيد السياسي. وعكست قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) نفوذ الصين المتزايد في مواجهة القوة الاقتصادية الثانية في العالم. واوضح كافي شونغكيتافورن، المساعد السابق للامين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في صحيفة "نايشن" ان "نفوذ اليابان الاقتصادي كبير جدا، غير ان نفوذها في مجالات اخرى غير متناسب. واستثمرت اليابان حوالي ثمانية مليارات دولار في دول آسيان على مدى خمسين عاما. وتمثل الاموال التي وظفتها في تايلاند 40 % من الاستثمارات الاجنبية في هذا البلد حيث تعمل حوالي 1100 شركة يابانية. غير ان موقف طوكيو يبقى موضع انتقادات، اذ يؤخذ عليها عدم سعيها لاقامة روابط مع الدول الاسيوية المجاورة لها وانتهاجها سياسة زراعية حمائية. كما ان قيام اليابان باجتياح عدد من الدول الآسيوية خلال الحرب العالمية والتجاوزات التي ارتكبتها القوات اليابانية في هذه الدول خلفت في المنطقة احساسا بالمرارة حيال هذا البلد. وقال نارونغ شوكواتانا وهو رجل اعمال من بانكوك "تعاطف مع اليابان؟ لا. فاليابانيون ابدوا قسوة كبيرة خلال الحرب العالمية الثانية، قسوة كبيرة حقا حيال دول آسيا". كما ان موقف طوكيو المؤيد دوما للولايات المتحدة غالبا ما يكون موضع انتقادات. واوضح شوكواتانا ان "القادة اليابانيين يتبعون حقا الولاياتالمتحدة. الولاياتالمتحدة تريد عملة يابانية قوية، فيحاول اليابانيون ارضاءهم. اما الصين، فلديها موقف متميز حقا. وهي لا تسمح لاي كان بالاساءة اليها. انها قوة سياسية. اليابان لا تبدي أي دليل قوة". ووقعت الصين مطلع الشهر في بالي اتفاقية تعاون مهمة مع آسيان تنص على تعايش سلمي، وتعهدت باقامة منطقة تبادل حر مع جيرانها من جنوب شرق اسيا عام 2010. اما اليابان الغارقة منذ سنوات في الانكماش الاقتصادي بالرغم من بوادر الانتعاش التي عكسها اقتصادها اخيرا، فلم تقم باي بادرة مماثلة. ومن المتوقع ان تشهد الصين نموا بنسبة تزيد على 8 % هذه السنة، وهي الدولة التي تجتذب اكبر قدر من المستثمرين الاجانب في العالم.. غير ان مصدرا يابانيا مشاركا في قمة أبيك اعتبر ان الحضور التجاري الصيني في آسيا "مبالغ به"، وقال "ان نظرتم الى قيمة الاستثمارات والمبادلات التجارية، فان المبالغ ليست ضخمة ولا تقارن بالاستثمارات والمبادلات اليابانية".