يوكوهاما (اليابان) - أ ف ب - وعدت دول آسيا والمحيط الهادئ، ومن بينها الولاياتالمتحدة والصين، أمس باتخاذ تدابير ملموسة لتحقيق حلمها بتحرير التبادل في هذه المنطقة الشاسعة التي تمثل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ففي اختتام القمة التي عقدت خلال يومين في يوكوهاما قرب طوكيو، تعهد رؤساء دول وحكومات 21 بلداً في «المنتدى الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ» (أبيك) بمقاومة النزعات الحمائية المغرية في هذه الفترات الصعبة بعد الأزمة المالية التي عصفت بالعالم في 2008 و2009. وأكد القادة في بيان مشترك أن «الوقت حان لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لتحويل مشروع منطقة التبادل الحر فيها الى رؤية ملموسة»، و «لهذه الغاية نطلب من أبيك اتخاذ تدابير ملموسة في هذا الاتجاه». ويهدف هذا المشروع إلى إقامة منطقة واسعة للتبادل الحر من دون حواجز التعرفات الجمركية من شرق آسيا إلى السواحل الأميركية المطلة على المحيط الهادئ. ولدفع هذا المشروع قدماً، رأى القادة ضرورة «الاستناد إلى مشاريع إقليمية قيد التنفيذ مثل آسيان + 3 وآسيان + 6 والشراكة عبر المحيط الهادئ»، وكلها مناطق للتبادل الحر قيد الإنشاء لكن مساحتها الجغرافية أصغر. ويضم «آسيان + 3» الدول العشر الأعضاء في «رابطة جنوب شرقي آسيا» (آسيان) إضافة إلى الصين واليابان وكوريا الجنوبية. أما «آسيان + 6» فيضم كل هذه البلدان ومعها الهند وأستراليا ونيوزيلندا. وتقتصر «الشراكة عبر المحيط الهادئ» حالياً على بروناي وتشيلي ونيوزيلندا وسنغافورة. لكن الولاياتالمتحدة تريد الانضمام إليها وكذلك أستراليا وماليزيا والبيرو وفيتنام. وعُقدت أول قمة للدول الأعضاء وتلك التي تتطلع للانضمام إلى «الشراكة عبر المحيط الهادئ» في يوكوهاما بعد اختتام قمة «أبيك». وحددت الدول التسع المشاركة هدفاً يتمثل في «بدء العمل بالمعاهدة قبل اجتماع أبيك المقبل في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011» بحسب رئيس تشيلي سيباستيان بينيرا. وتقرر عقد اجتماعين قبل ذلك الحين بين الدول التسع في نيوزيلندا ثم في تشيلي. ووعدت الولاياتالمتحدة ببذل كل ما في وسعها لتسريع هذه المفاوضات كي لا تبقى في منأى عن الدينامية الاقتصادية الآسيوية. إلا أن الصين تفضل من جهتها التفاوض «بين آسيويين» في إطار «آسيان» مع أنها تدرك تماماً أن بعض دول المنطقة يرغب في إدخال الولاياتالمتحدة في الشراكة عبر الأطلسي لإقامة توازن مع نفوذها المتنامي». وحرص الرئيس الصيني هو جينتاو على توجيه رسالة مطمئنة إلى المنطقة. وقال أمام المشاركين في اجتماع «أبيك»، وبعضهم في نزاعات مع بكين حول أراض، «أن الصين ما زالت مصممة على مواصلة سياسة إقليمية ترتكز على علاقات حسن الجوار والصداقة». وقررت اليابان العضو في «آسيان + 3» التباحث أيضاً مع مجموعة الشراكة عبر الأطلسي. وقال رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان الذي تستضيف بلاده المناقشات «لا أعتقد أنه يمكن القول إن آسيان + 3 صينية وإن الشراكة عبر الأطلسي أميركية». ولفت البيان الختامي لقمة يوكوهاما إلى هذا النسيج المعقد للتبادلات والاتفاقات، الذي ينمو على خلفية تنافس أميركي - صيني للهيمنة في هذه المنطقة الاستراتيجية أكثر من أي وقت مضى. ويدعو البيان الختامي أيضاً للمرة الأولى إلى إعداد «الاستراتيجية الإنمائية» بحيث تركز دول آسيا والمحيط الهادئ على ضرورة تأمين «انتعاش دائم للطلب في القطاع الخاص» ووضع أسس ل «نمو أكثر توازناً» في المستقبل من ضمن روحية استنتاجات مجموعة العشرين في سيول. وعبرت «أبيك» أيضاً عن تأييدها ليكون «سعر الصرف محدداً أكثر من قبل السوق ما يعكس الأسس الاقتصادية» كما وعدت «بتفادي أي خفض تنافسي» للعملات في وقت يثير احتمال نشوب «حرب عملات» قلقاً في العالم.