طوكيو- أ ف ب - نجحت اليابان خلال نهاية الأسبوع الماضي في إعادة أواصر الحوار مع جيرانها الروس والصينيين، إلا ان النفوذ الياباني على صعيد العالم ما زال آخذاً في الانحسار بسبب تراجع القوة الاقتصادية للبلاد. وترأس رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان، الذي تسلم مهامه في حزيران (يونيو)، قمة «المنتدى الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ» (أبيك) التي انعقدت السبت والاحد في يوكوهاما، قرب طوكيو، بحضور رؤساء الولاياتالمتحدة وروسيا والصين. الا ان هذا النجاح الدبلوماسي الياباني لا يلغي الحصيلة المترتبة عن 14 شهراً من حكم حزب وسط - اليسار، طغى عليها التوتر مع الصين وروسيا والولاياتالمتحدة، الحليف الدائم لليابان. ويقول شينيتشي نيشيكاوا، البروفسور في «جامعة ميجي» في طوكيو، ان «ثقة كل من الصين وروسيا بنفسيهما ازدادت بفضل تنامي قوتيهما الاقتصاديتين». ويشدد نيشيكاوا على ان تراجع النفوذ الياباني يتجلى بتضاؤل المساعدات التي تقدمها اليابان لدول اخرى، نتيجة لضعف اقتصادي امتد طيلة عقدين من الزمن. وتراجعت اليابان إلى المرتبة الخامسة على قائمة الدول المانحة للمساعدات مع تراجع هباتها وقروضها بنسبة 40 في المئة، بعدما كانت تتصدر هذه القائمة في تسعينات القرن الماضي. وأقر رئيس الوزراء الياباني في قمة «أبيك» بأن بلاده لم تعد «قوة اقتصادية ساحقة» في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وقال كان إن «دولاً عديدة تنمو اليوم في شكل سريع، بل في شكل أسرع من النمو الذي شهدته اليابان خلال مرحلة نموها المرتفع» في ستينات القرن الماضي. ويواجه كان دَيناً عاماً ضخماً ونمواً اقتصادياً ضعيفاً كمّاً ومعدل إعمار سكاني مرتفعاً، ويتحتم على رئيس الوزراء الصمود خارجياً أمام الضغوط الصينية واستفزازات الكرملين. وتمكن كان من إعادة أواصر الحوار مع الرئيس الصيني هو جينتاو السبت في قمة «أبيك»، بعد شهرين من أزمة دبلوماسية خطيرة مع بكين على خلفية حادث بحري بين سفينة صيد صينية ودورية لخفر السواحل اليابانيين في أيلول (سبتمبر) قرابة سواحل جزر واقعة في بحر الصين الشرقي تديرها اليابان وتطالب الصين بالسيادة عليها. ولم يتم التوصل إلى حل للخلاف بين البلدين، مع تمسك مسؤولي البلدين بالسيادة على هذه الجزر. ولم تفلح هذه النجاحات الدبلوماسية الهزيلة في إقناع الرأي العام الياباني ووسائل الإعلام المحلية، وهو ما يظهره تراجع شعبية الحكومة اليابانية في استطلاعات الرأي. وانتقدت الصحيفة اليومية «أساهي شيمبون» «غياب النتائج الملموسة»، واعتبرت ان «الدبلوماسية ستتابع تقدمها على طبقة جليدية هشة». وفي مواجهة تهديدات جارتيها القويتين واستفزازاتهما، يبدو ان اليابان لمست أخيراً أهمية تحالفها الإستراتيجي مع الولاياتالمتحدة، بعد التوترات الأخيرة مع واشنطن على خلفية بقاء القاعدة العسكرية الأميركية المثيرة للجدل في جزيرة أوكيناوا (جنوب) على رغم معارضة السكان ونواب محليين. وينصح الدبلوماسي ميتوجي يابوناكا رئيس الوزراء الياباني بالتركيز في شكل اكبر على التحالف مع واشنطن. وقال لقناة تلفزيونية ان «التوترات التي شابت السنة الماضية العلاقات مع الولاياتالمتحدة شكلت درساً لليابان».