هوا هين (تايلاند) – رويترز، أ ف ب - ناقشت الدول الآسيوية أمس، خلال قمة مهمة لدول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) خططاً «لقيادة العالم» من خلال إعطاء دفع للتعاون الاقتصادي والسياسي في ما بينها وإمكان تشكيل مجموعة إقليمية على غرار الاتحاد الأوروبي. وبدأ زعماء يابانيون وصينيون محادثات مع نظرائهم الآسيويين، يناقشون أهمّية إنشاء منطقة تتبع أسلوبا شبيها بأسلوب الاتحاد الأوروبي، واحتمال إشراك واشنطن فيها. ودعم رئيس وزراء اليابان يوكيو هاتوياما، احتمال دور للولايات المتحدة من ضمن طرحه إنشاء «مجموعة شرق آسيوية»، وأبلغ زعماء منطقة جنوب شرق آسيا أن تحالف اليابان مع واشنطن أساس الديبلوماسية اليابانية. وأكد مشاركة ما من الولاياتالمتحدة. ونقل الناطق باسم الحكومة اليابانية عن هاتوياما قوله في قمة «آسيان»: «تضع اليابان التحالف الأميركي الياباني كأساس لديبلوماسيتها». وتابع: «أود أن أروج للتعاون الإقليمي في شرق آسيا برؤية طويلة الأمد، بتشكيل مجموعة شرق آسيا». وصرح الناطق بأن عدداً من زعماء آسيان أبدوا مساندتهم لتشكيل هذا التكتل ولم يتحدث أي منهم عن دور أميركي. وتعتبر المحادثات جزءاً من قمة تستمر ثلاثة أيام وتنتهي اليوم، وشابها نزاع تجاري في شأن تعريفات واردات الرز وغياب أعضاء من آسيان. واجتمع زعماء آسيان مع نظرائهم من الصين واليابان وكوريا الجنوبية، بعد يوم من إطلاق لجنة لحقوق الإنسان انتقادات تواجه خططهم لتشكيل مجموعة خاصة بهم بحلول 2015 . وتؤمن الأجواء فرصة للصين واليابان القوتين الاقتصاديتين الكبيرتين في آسيا، مناخاً جيداً للسعي وراء كسب نفوذ في جنوب شرق آسيا المنطقة التي يقطنها 570 مليون نسمة، باقتصاد حجمه في المجمل 1.1 تريليون دولار ويتعافى سريعا من الأزمة الاقتصادية العالمية. وترى الحكومة اليابانيةالجديدة أن نفوذها يرتبط بتشكيل «مجموعة شرق آسيا»، وهي فكرة تهدف إلى تشكيل تكتل تجاري إقليمي مستوحىً من نظم الاتحاد الأوروبي، تضم الهند واستراليا ونيوزيلندا إضافة إلى الصين وكوريا الجنوبية والدول الأعضاء في آسيان. وبصفتها تمثل نحو ربع الإنتاج الاقتصادي العالمي، يمكن لمجموعة شرق آسيا أن تتخطى العلاقات التجارية الحالية بين آسيان واليابان والصين وكوريا الجنوبية، وأن تتنافس مع «مجموعة العشرين». وذكرت وسائل الإعلام الأسترالية أن رئيس الوزراء الأسترالي كيفين رود يعتزم طرح فكرة أخرى خلال القمة حول تشكيل منتدى جديد لدول آسيا والمحيط الهادي والولاياتالمتحدة، من أجل التعامل مع الاقتصاد والأمن والأزمات البيئية والسياسية. وتبدي الصين فتوراً تجاه فكرة تشكيل مجموعة شرق آسيا، وتشعر بالقلق من أن يعزز ذلك النفوذ الياباني في وقت توسع بكين سريعاً التجارة والاستثمار والعلاقات الدبلوماسية في أنحاء جنوب شرق آسيا. وقال أستاذ الأمن الإقليمي في جامعة ريمين في بكين شي يوين هونغ: «تريد الصين تأسيس علاقات جيدة مع الحكومة الجديدة في اليابان، ومن ثم لن تعارض مناقشة الفكرة».