الاستفادة من العولمة ومسايرة الركب العالمي لا تعني الخروج عن العادات والقيم والتقليد الأعمى للغرب، بل يجب الاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات وثورة المعلومات في التقدم والرقي الإنساني الذي يساهم في البناء وذلك يمكن أن يحقق من خلال التعلم والعمل والقراءة الجادة ولأن المسلم يملك مخزونا علميا ودينيا وفكريا لابد أن يستفيد من الحضارات لكي يتعولم بما يناسب فكره الناضج، غير أن هناك سبلا للاستفادة من العولمة تقرؤها في الاستطلاع التالي : يرى الشاعر سعد الجحدلي أن الاستفادة من العولمة لابد أن تساير ركب الحضارة كون التاريخ الإسلامي ملىء بالإنجازات الإسلامية ولابد أن نستفيد من الحضارة الغربية لصناعة إنسان عربي واع. ويضيف الجحدلي: إن القنوات الفضائية التي تدعو إلى الانفتاح لم تنجح في اختيار برامج إيجابية تساهم في تثقيف المجتمع، وللأسف يرى البعض أن الحضارة والوعي مجرد زوابع واعتقد أن قيمة الوعي في الاستفادة من الحضارة المعاصرة وعلى كل إنسان واع أن يسخر أدواته لكي يتعايش مع التطور والفرد الصالح في المجتمع هو الذي يسعى إلى خدمة أمته ويكون قادرا على العمل بكل ما بوسعه من أجل خدمة الدين والوطن . وشدد الجحدلي على ضرورة تحصين الشباب من الأفكار الهدامة التي يقال أنها عولمة ولكنها زيف يراد من خلاله اسقاط الشباب في الرذيلة والانحراف وعلى الشباب أن يكونوا أكثر وعيا ودراية بما يحاك ضدهم . يشير محمد العثيم (كاتب مسرحي) إلى أن العولمة تعني أن العالم اتحد ثقافيا ولم تعد هناك حواجز ثقافية كما كانت في السابق ولم يعد الإنسان بحاجة الى السفر من أجل اكتشاف العالم ويضيف العثيم، أن هذا التفتح السمح تجاه، الحضارات الأخرى يؤدي إلى تفاهم معطيات الشعوب الأخرى، ثقافيا وفي الغالب الإنسان هو الإنسان إذا أخذناه بنظرته من هذا المفهوم نستطيع القول أن الاستفادة ليست غيابية وغالبا نحن نغمر ببحر من ثقافات مختلفة، والإنسان بطبعه مجهز بالاختيار والانتقاء، وكما نتصور إن الإنسان لا يختار معطيات ضارة لثقافته أو دينه أو تقاليده وعلى هذا فإني أرى أن جوانب كثيرة من العولمة في صالح الإنسان لأنها تتيح لمن هم أقل ثقافة ووعيا ورقيا التساوي مع غيرهم والاستفادة من علمهم وثقافتهم سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة واعتقد أن البلاد العربية استوردت كل أنواع الثقافات ولابد من الاستفادة من الحضارات الأخرى لصناعة الإنسان الواعي . العولمة والرأي الآخر يؤكد عبد الله المداح (ملحن) أن الشباب هم القادرون على الاستفادة من العولمة ومواجهة الآخرين بالعمل والعلم ولا تمثل الفضائيات الوجه الحقيقي للعولمة ، هناك بعض الفضائيات تقدم مادة ثقافية أو فكرية لكن اعتقد أن ما يقدم داخل إطار الانفتاح الثقافي في تلك القنوات مجرد أفكار سطحية ولابد من تسليح الشباب بالعلم والدين لكي يخرج لنا جيل واعيا. يرى محمد القرين (شاعر) أن الاستفادة من العولمة تتم من خلال تقديم أفكار تصب في صالح المجتمع وتحرص على خدمة الشباب ويوضح القرني أن الغرب ربما يرى للأسف المجتمعات العربية على أنها متخلفة لكن الحقيقة أن الشباب لابد أن يكون على قدر من الثقافة ولابد أن يستقي الثقافة من منابعها الأصلية ولابد أن تسخر الأفكار لصالح عولمة تخدم الأمة. وقمة الوعي أن تتم الاستفادة من العولمة وأن تصنع الإنسان الواعي من خلال تنمية مداركه العقلية والأدبية والثقافية .