مساء الأربعاء الماضي حل الشاعر خضير البراق ضيفا على برنامج "بحور القوافي" الذي يبث على الهواء مباشرة عبر القناة الفضائية القطرية , ويعده ويقدمه الشاعر والاعلامي القطري حمد محسن النعيمي , وقد كانت الحلقة فرصة ثمينة لسبر أغوار شاعر قدير واعلامي متميز له تجربته الطويلة في مجال الصحافة الشعبية , بالاضافة الى أن هذه الحلقة تأتي كأهم لقاء يعيد البراق لدائرة الضوء ويضعه في مواجهة مباشرة مع الجمهور بعد انسحابه الاختياري من الساحة برمتها . ما طرح في هذه الحلقة من محاور سواء من قبل مقدم البرنامج أو من الأخوة الشعراء والاعلاميين الذين شاركوا بمداخلاتهم وما تفضل به ضيف الحلقة من اجابات شكلت في مجملها آراء قيمة تصب في صالح الشعر والشعراء , خاصة وأنها تأتي من شخصية عرف عنها ولاؤها الكبير للشعر الشعبي وخدمتها الطويلة لكل ما يحفظ للشعر مكانته واحترامه . وفيما يلي عرض موجز لأهم ما تطرق اليه خضير البراق في حلقة الأربعاء الفائت من برنامج "بحور القوافي": أسباب الابتعاد من الأسئلة المهمة التي طرحها النعيمي على ضيفه سؤاله عن سبب ابتعاد البراق واعتزاله للصحافة ورئاسة المنتدى الشعبي بالمنطقة , الأمر الذي جعل البعض يجزم بوجود أسباب كبيرة وراء هذه الخطوات المفاجئة , وقد علل البراق اعتزاله للساحة بقوله أن المسالة تشبع لا أكثر ولا أقل وقال بأن الشعر خلق ليكون في أجواء صحية ومثالية , وعندما يتلوث هذا الجو يصبح العمل فيه اهدارا ومضيعة للوقت خاصة للانسان الجاد , وقد عقب النعيمي على كلام البراق وقال بأن الإنسحاب في هذه الحالة خطأ , ورد عليه البراق أن هذا الكلام صحيح كمبدأ ولكن عندما يغمرك السيل أنت مضطر لتنجو بنفسك ! الفجوة بين الأجيال الشاعر الكويتي حمود البغيلي طرح على البراق سؤالا مفاده : ما رأيك في محاولات الجيل الجديد من الشعراء للانفصال عن الأجيال السابقة وعن الفجوة بين هذه الأجيال , وأجابه خضير أن هذا صحيح وأن الشعراء الآن كل واحد منهم يبحث عن ذاته وقال بأن هذه من الظواهر السلبية خاصة في الجيل المعاصر , الانفصال ربما كان غير مقصود والمتسبب فيه البحث عن الشهرة والمحسوبيات وهذا كله خلق شعورا من عدم الإنتماء لدى الشعراء الحاليين. التحولات في القصيدة فرحان الفرحان الشاعر والكاتب سأل عن التحولات في القصيدة الشعبية لغة وأفكارا , وأجابه البراق أنه مع التجديد وأن تواكب القصيدة زمنها الذي تعيشه وتنتمي لمرحلتها دون أن تحمل مالا تحتمل , وأوضح بأن المسألة ليست تجارب عبثية بقدر ماهي تجديد مسئول مع الالتزام بالمنهجية للقصيدة والحيلولة دون اخراجها من هويتها . أسماء قدمها خضير سعود الشبرمي الشاعر والصحفي السابق سأل خضير عن الأسماء البارزة التي قدمها للساحة , وأجابه خضير أن تحديد الأسماء مسألة فيها صعوبة ولكن عموما من أسهمت بظهورهم سواء عبر المنتدى الشعبي أو عبر عملي بالصحافة هم في الأصل موهوبون ولو لم يكونوا كذلك لما ظهروا ولما عرفهم الجميع وكل ما هنالك أني كنت سببا لأن يعرفهم الآخرون , وأحمد الله أن معظمهم الآن هم ممن يحتلون مراكز مرموقة على خارطة الساحة وأن فخور بهم وأتمنى لهم المزيد والمزيد من التقدم والنجاح . وجع المبدع عدنان الدخيل تحدث في مداخلة له عن وجع الشاعر والمبدع وكان بذلك يعلق على ما قاله له البراق قبل تسجيل الحلقة حيث قال له : أن صوتك يا الدخيل لم يعد بنفس الشجن السابق وأنك كنت سابقا تحمل بداخلك وجعا معينا ارى أنه أختفى من حياتك , وقد علق الدخيل في مداخلته قائلا أن الوجع ما زال , وسأل عن أهمية هذا الوجع في حياة المبدع , حيث أجاب خضير أن الوجع أو المعاناة ضروري جدا في حياة المبدعين ليصبح للأبداع روح . دعوة للرجوع الشاعر الشيخ عيسى بن خليفة آل خليفة من مملكة البحرين رحب بالشاعر خضير البراق وعبر عن سعادته بإطلالته البهية عبر التلفزيون , وقال أنه يتمنى على البراق أن يعود لمنابر الشعر والصحافة من جديد , كما أوضح بأنه سعد بلقاءات عديدة مع البراق وأنه سبق له النشر لديه ووصفه بالشاعر والمحرر النادر بين أقرانه في هذا الوقت . من المسئول ؟ سالم صليم كانت مداخلته حول تحديد المسئولية فيما ينشر من قصائد للشعراء المعروفين حيث يعتبر البعض أن المحرر ليس مسئولا عن سقطات الشاعر النجم والمعروف , وأجاب البراق أن هذه اشكالية كبيرة , فمن جهة المحرر يبحث عن الاسم الذي يسوق للمجلة أو للصفحة ويفاجأ بنص ضعيف وركيك لا يضيف للصفحة أي شيء يذكر , غير أني أرى أن المحرر هو المسئول في الدرجة الأولى عن مستوى القصائد المنشورة لديه , غير أن المأزق الحقيقي هو أن بعض المحررين أو قل أكثرهم في هذا الوقت لا يمتلكون القدرة على الفرز بين الغث والسمين , كما أني أرى أنه من واجب المحرر الواعي مد جسور من الصراحة مع الشاعر سواء كان معروفا أو غير معروف للتناقش حول ما قد يراه من خلل في القصيدة قبل نشرها.