افتتح وزراء خارجية الدول الاسلامية اجتماعهم التمهيدي لقمة منظمة المؤتمر الاسلامي امس بدعوات الى وضع جدول زمني لسحب القوات الاجنبية من العراق وتولي الاممالمتحدة دورا أكبر في تحقيق استقراره واعادة اعماره. وقال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني في كلمة افتتاحية قبل ان يسلم رئاسة الجلسة لوزير خارجية ماليزيا سيد حامد البر ان الظروف التي يمر بها العراق الشقيق تحتم علينا ان نتعاون من أجل مساعدة الشعب العراقي على تجاوزها والتخلص من اثارها، وتداعياتها تتطلب منا تقديم العون اللازم الذي يحتاجه في شتى المجالات. واضاف: اذ نؤكد حرصنا على وحدة وسلامة العراق وسيادته على ارضه وتمسكنا بحق العراقيين في تقرير مصيرهم واستعادة استقلالهم من خلال وضع جدول زمني محدد لانهاء الاحتلال فاننا ندعو الى ضرورة اعطاء الاممالمتحدة دورا اساسيا لمساعدة العراق. وأدان الشيخ حمد ايضا الممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين مطالبا المجتمع الدولي بوقف هذه الممارسات وحماية الشعب الفلسطيني، واردف قائلا: ان القضية الفلسطينية وقضية القدس الشريف هي في قائمة اولوياتنا واهتماماتنا فالاراضي الفلسطينية تشهد وضعا خطيرا نتيجة استمرار اسرائيل في سياساتها العدوانية تجاه ابناء الشعب الفلسطيني وتماديها في انتهاكاتها المتواصلة لقرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي الانساني ولعل اخرها العدوان الذي استهدف اراضي سوريا الشقيقة واستمرارها في المماطلة في تنفيذ التزاماتها المتوجب عليها الوفاء بها تجاه خارطة الطريق وبناء ما يسمى بالجدار الامني. ودان الشيخ حمد الممارسات الاسرائيلية مؤكدا على التضامن مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية المنتخبة في نضاله العادل لاسترداد حقوقه.مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف هذه الممارسات والعمل على توفير الحماية للشعب الفلسطيني. وبدوره قال وزير خارجية ماليزيا في كلمته الافتتاحية: ينبغي على إسرائيل ان تتوقف فورا عن التوغل في أراض فلسطينية وما يصحب ذلك من أعمال عنف وإرهاب واستفزاز وتحريض وتدمير، مضيفا اننا نطالب إسرائيل بالتخلي عن أي تفكير لترحيل أو نفي أو تحديد حركة عرفات لان تلك الافعال من شأنها زيادة تعقيد الموقف المتفجر بالاساس في المنطقة. وكان فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير الفلسطينية قد طالب على هامش المؤتمر الدول الاعضاء بالضغط على كل الجهات المعنية لوقف العمليات التي تقوم بها اسرائيل ضد الفلسطينيين. وقال: نحن نطلب من الاشقاء في المؤتمر الاسلامي وهم قادرون على ذلك ممارسة الضغوط على كل الجهات على الولاياتالمتحدة وعلى اللجنة الرباعية من أجل ان تنشط من عملها لتوقف هذه العمليات التي تقوم بها اسرائيل. مشيرا الى ان على الدول الاسلامية في النهاية ان تقنع دول العالم بفرض العقوبات الاقتصادية على اسرائيل وبانها دولة عنصرية كجنوب افريقيا في الماضي، ماضيا في قوله: القمة الاسلامية مدعوة الى دعم الشعب الفلسطيني في كفاحه اليومي من أجل تحرير وطنه، لاننا قبلنا التسوية السياسية وقبلنا في نفس الوقت المبادرات السلمية التي تقدمت بها الولاياتالمتحدة من المبادرة التي قدمها الرئيس جورج بوش الاب الى خارطة الطريق ،الا انه اتهم الولاياتالمتحدة بانها لا تبذل قصارى جهدها لدفع عملية السلام للامام قائلا: نرى ان الولاياتالمتحدة لا تعمل بجد واجتهاد من أجل دفع المسيرة السلمية الى النجاح، بل انها لا تمارس الضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وحكومته.. وكان عبد الواحد بلقزيز أمين عام منظمة المؤتمر الاسلامي قد تحدث في بداية الجلسة قائلا ان الظروف التي تلتئم فيها القمة الاسلامية العاشرة التي نعد لها اليوم ظروف تعتريها تحديات جسام ومخاطر جمة قلما كان لها مثيل في التاريح الاسلامي المعاصر. فالاسلام متهم في حضارته وثقافته وخطابه. مؤكدا على ان مرور المسلمين في محنة في ديارهم ينتابهم الشعور بالعجز والاحباط وهم يرون بعض بلادهم تحتل وأخرى تفرض عليها العقوبات وانواع الحصار وثالثة تخضع للتهديد ورابعة توصم بانها تشجع الارهاب وغير ذلك. والمسلمون في ديار المهجر يؤخذون بالشبهة ويضيق عليهم الخناق ويحرمون من حقوقهم المدنية، كما تحدث في اشارة سريعة عن معاناة الشعب العراقي على مدى ما يزيد على عشرين عاما من المآسي التي انتهت بالاحتلال وفقدان السيادة والاستقلال، واشار في نفس الوقت الى ما يقع للشعب الفلسطيني من مآس على يد آلة بطش الاحتلال الاسرائيلي وسياسة الاستكبار التي تنتهجها الحكومة الاسرائيلية والممارسات الاسرائيلية اللاشرعية التي اصبحت قدر الفلسطينيين كفرض العقوبات الجماعية وسياسة الاغتيالات والقتل خارج نطاق القضاء وتدمير الابنية والمنازل والمزارع.