اختتم وزراء خارجية الدول الاعضاء بمنظمة المؤتمر الاسلامى اجتماعات الدورة الثلاثين مساء أمس فى طهران والتى استمرت ثلاثة ايام. ورأس وفد المملكة العربية السعودية لهذه الاجتماعات معالى الدكتور نزار عبيد مدنى مساعد سمو وزير الخارجية. وصدر فى ختام الاجتماعات بيان ختامى اكد فيه ضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وضرورة تطبيق جميع القرارات الدولية المتعلقة بقضية فلسطين. وجدد البيان دعمه وتبنيه لمبادرة السلام العربية لحل قضية فلسطين والشرق الاوسط والتى اقرها مؤتمر قمة بيروت العربية العام الماضى وقرر العمل بكافة الوسائل والطرق من اجل توضيح هذه المبادرة وشرح ابعادها وكسب التأييد الدولى لتنفيذها. واكد البيان دعم المؤتمر لعملية السلام وفق الاسس التى حددها مؤتمر مدريد والمرتكزة على ميثاق الاممالمتحدة وقراراتها ومبدأ الارض مقابل السلام والتى تدعو الى انسحاب اسرائيل من جميع الاراضى العربية والفلسطينيةالمحتلة بما فى ذلك مدينة القدس الشريف وتحقيق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطينى. ودعا وزراء خارجية الدول الاسلامية اللجنة الرباعية الدولية المكونة من الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبى والاممالمتحدة الى استئناف العمل لتحقق السلام العادل والشامل فى الشرق الاوسط تنفيذا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومرجعية مدريد والمبادرة العربية للسلام وتطبيق خارطة الطريق كما نشرت. وطالب البيان اللجنة الرباعية الدولية العمل على اجبار اسرائيل لوقف عدوانها على الشعب الفلسطينى ووقف عمليات الاغتيال والاعتقالات وهدم المنازل وتدمير البنى التحتية وتدمير وانتهاك الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية0 كما طالب بالوقف الفورى لجميع الاجراءات العدوانية ضد مدينة القدس الشريف وبقية المدن الفلسطينية لاسيما سياسة التهويد والاستيطان. ودعا البيان قوات الاحتلال الاسرائيلية الى الانسحاب وانهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطينى وقيادته ووقف جميع اعمال الاستعمار الاستيطانى فى الاراضى الفلسطينيةالمحتلة بما فيها مدينة القدس واطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين فى السجون الاسرائيلية وارسال مراقبين دوليين لتأمين الحماية الدولية الضرورية للشعب الفلسطينى والسماح بدخول المواد الغذائية والطبية الى الاراضى الفلسطينية والافراج عن أموال السلطة الفلسطينية المحتجزة لدى اسرائيل. وادان البيان سياسة اسرائيل الاستعمارية الاستيطانية واكد ضرورة العمل على وقف جميع اعمال الاستيطان والاجراءات والممارسات الاسرائيلية المخالفة لقرارات الشرعية الدولية والمنافية للاتفاقات الموقعة بين الطرفين الفلسطينى والاسرائيلى فى هذا الشأن. كما ادان بشدة محاولات اسرائيل المستمرة لفرض سيطرتها على الحرم القدسى الشريف ومحاولاتها المتكررة للتدخل فى شؤون ادارة الاوقاف الاسلامية وادان كذلك خطط اسرائيل الرامية الى فرض وقائع على الارض باستخدام القوة المسلحة والسماح للجماعات اليهودية المتطرفة بتدنيس ساحات المسجد الاقصى المبارك واحتلال المبانى الملاصقة له .. عادا هذه الاجراءات اعمالا استفزازية متعمدة. وايد البيان لبنان فى جهوده من اجل تحرير جميع اراضيه حتى الحدود المعترف بها دوليا .. وطالب الاممالمتحدة بإلزام اسرائيل بدفع التعويضات عن جميع الاضرار التى الحقتها او تسببت بها نتيجة لاعتداءاتها المستمرة فى لبنان. واعلن البيان عن مساندته لحقوق لبنان الثابتة فى التصرف بمياهه وفقا للقانون الدولى .. وشجب المطامع الاسرائيلية فى هذه المياه محملا اسرائيل مسؤولية اى عمل من شأنه المساس بسيادة لبنان واستقلاله السياسى وسلامة وحدته الوطنية واراضيه. واستنكر البيان بشدة سياسة اسرائيل لرفضها الامتثال لقرار مجلس الامن رقم 497 لعام 1981 ولقيامها بفرض قوانينها وولايتها وادارتها على الجولان السورى المحتل وما تنتهجه من سياسات الضم واقامة المستوطنات ومصادرة الاراضى وتحويل مصادر المياه وفرض الجنسية الاسرائيلية على المواطنين السوريين. واكد ان جميع هذه التدابير باطلة وملغاة وتشكل انتهاكا لقواعد ومبادئ القانون الدولى والقانون الدولى الانسانى وخصوصا اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 .,. مطالبا اسرائيل بالانسحاب الكامل من كل الجولان السورى المحتل الى خطوط الرابع من حزيران 1967م. ودعا مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية الى تفعيل المقاطعة الاسلامية ضد اسرائيل واتخاذ الاجراءات الكفيلة بجعل التشريعات والانظمة واللوائح المنظمة لعمل المقاطعة جزءا من تشريعاتها الوطنية المعمول بها .. مؤكدا الالتزام بتطبيق قوانين المقاطعة الاسلامية ضد اسرائيل. ودعا المؤتمر جميع الفصائل الصومالية الى نبذ الحرب والعنف والاستجابة لنداء السلام والمشاركة الجادة فى الحوار الوطنى الجارى من اجل اعادة توحيد الدولة وبنائها وحث جميع الدول لاسيما الدول المجاورة على احترام سيادة الصومال وعدم التدخل فى شؤونه الداخلية. كما دعا ايضا الى ايجاد تسوية سلمية لقضية جامو وكشمير بناء على قرارات الاممالمتحدة ذات الصلة التى تضمن للشعب الكشميرى حقه المشروع فى تقرير المصير كما دعا الى احترام حقوق الانسان فى كشمير ووقف الانتهاكات التى يتعرض لها. واعرب البيان عن امله فى قيام حكومة ذات قاعدة عريضة وشاملة وكاملة التمثيل فى العراق وفقا للدستور يرتضيه شعبه مع العيش فى سلام مع جيرانه واحترام قرارات الشرعية الدولية ومبادئ منظمة المؤتمر الاسلامى. وقرر المؤتمر اعتماد وتأييد الاعلان المشترك بشأن المبادرة الاقليمية المتعلقة بالعراق..واتفق الوزراء ورؤساء الوفود المشاركة على الاعراب عن تضامنهم مع الشعب العراقى انطلاقا من روح الاخوة الاسلامية والتأكيد مجددا على ضرورة احترام الجميع سيادة العراق واستقلاله السياسى ووحدته الوطنية وسلامة اراضيه واستقراره والالتزام بهذه المبادئ. واكد البيان حق الشعب العراقى فى تقرير مستقبله السياسى بحرية والتمتع بحياة لائقة وميسرة والسيطرة على كامل موارده الطبيعية. وشدد على مبدأ عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للعراق وضرورة ان يقيم العراق علاقات طيبة مع جيرانه وان يحترم المعاهدات والاتفاقات القائمة خاصة المعاهدات والاتفاقيات المتعلقة بالحدود المعترف بها دوليا. واتفق الوزراء ورؤساء الوفود المشاركة على الاحاطة بقرار مجلس الامن رقم 1483 والترحيب برفع العقوبات الاقتصادية مع الاعراب عن الامل فى تخفيف المعاناة الانسانية التى يكابدها شعب العراق. ودعا البيان الى سرعة اقرار السيادة العراقية الكاملة من خلال تشكيل حكومة شرعية وانهاء الاحتلال.. وحماية الحريات المدنية وحقوق الشعب العراقى وكذلك الحفاظ على التراث الدينى والتاريخى والثقافى العراقى والتاكيد على ضرورة التزام قوى الاحتلال بمراعاة سيادة الدول المجاورة ووحدتها وسلامتها الاقليمية. ورحب البيان بمبادرة سوريا فى مجلس الامن باقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل فى الشرق الاوسط ورفض المؤتمر التهديدات الموجهة الى بعض الدول الاعضاء فى منظمة المؤتمر الاسلامى خاصة الجمهورية العربية السورية واعرب عن تضامنه مع هذه الدول وطالب بتسوية الخلافات بين الدول على اساس القانون الدولى وعن طريق الحوار. واكد المؤتمر تضامنه مع جمهورية السودان فى مواجهة المخططات المعادية له وفى الدفاع عن وحدته وسلامة اراضيه. كما اكد المؤتمر مجددا ضرورة التوصل الى نزع كامل للسلاح النووى واسلحة الدمار الشامل ..وادان بشدة موقف اسرائيل التى تسعى الى تطوير الاسلحة النووية وترفض اخضاع منشاتها النووية للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورفض المؤتمر التدابير الانفرادية ومحاولات فرض عقوبات اقتصادية ضد الدول الاعضاء معربا عن تضامنه مع ايران وليبيا والسودان فى مواجهة تلك التدابير. واشاد المؤتمر بالدور الذى تنهض به مجموعة البنك الاسلامى للتنمية فى دعم البرامج الانمائية فى الدول الاعضاء كما اعرب عن تقديره للمملكة العربية السعودية على استضافتها المؤتمر الاسلامى الثالث لوزراء السياحة فى الرياض خلال الفترة من 6 الى 9 اكتوبر 2002م.. مشيدا بمبادرة المملكة بانشاء صندوقين لدعم فلسطين من خلال تبرعها بمبلغ 250 مليون دولار امريكى للصندوقين ودعا الى تقديم الدعم المالى لهما.