قال احدهم في تعريف المكياج : انه الشيء الذي يدفع ثمنه رجل واحد لكي يستمتع به غيره من الرجال. هذه العبارة تشير الى قناعة الرجل بأنه محور حياة المرأة. فحتى زينتها موجهة له وحده لنيل رضاه واعجابه قريبا كان او بعيدا، المهم ان ينظر اليها بعين الاعجاب دائما. وعلى الرغم من ان الرجال او معظمهم على الاقل يدعون انهم لا يحبون الماكياج او المبالغة فيه وبخاصة بعد ان اصبح الماكياج فنا لا يقصد به ابراز الجمال الانثوي بل اصبح وسيلة لاخفاء كل العيوب في الوجه فالشفاه الرفيعة تصبح ممتلئة والانف الافطس يستقيم والعيون الصغيرة تنافس عيون المها اتساعا وعلى الرغم من ان الرجال يدركون هذه الحقيقة وما تبعها من عمليات التجميل المختلفة الا انهم سعداء بالكذبة ومأخوذون بها مما يؤكد قناعتهم التامة بأن المرأة لايشغلها إلا رضاه ولو ان الامر كذلك لما رأينا في التجمعات النسائية من تضع الكحل في عينيها واحمر الشفاه على شفتيها، ولو ان الامر كذلك ما وضعت امرأة قطرات العطر خلف اذنيها، ولو ان الامر كذلك لكانت علاقة المرأة بجسدها علاقة وحشية لا يروضها سوى وجود الرجل في حياتها. والحقيقة التي لا يحب الرجل ان يسمعها هي ان علاقة المرأة به تأتي في المرحلة الثانية بعد علاقتها بنفسها من الداخل والخارج سواء تنبهت هي الى هذا او لم تتنبه. وهذا هو سر الفروقات بين امرأة واخرى وبين المرأة ونفسها حسب مراحل حياتها الزمنية فكلما كانت المرأة اكثر فهما لأنوثتها وعواطفها وشخصية الرجل الذي تريده ستكون قادرة على غربلة الرجال بكلمة واحدة من افواههم التي تنضح في كثير من الاحيان بالانانية لكي لاتسمع من يقول لها ما قاله الشاعر المميز عبدالرحمن بن مساعد : (كي تكوني في عيوني ومن حنيني.. وبس فيني ومو بدوني مذهله!!) كم هو جميل ان تجد المرأة من يعطي عواطفها حرية الانطلاق والتعبير لامن يعبر عنها. فالمرأة التي تقول للرجل بأنها لا تكون مذهلة الا له وبه ومعه هي امرأة احتاج ساعات لوصف مشاعرها وتفكيرها وذات المرأة عندما تسمع من الرجل ذلك الحكي قد تتحول الى مجرد آلة تسجيل!! هذا شيء من اسرار المرأة.