هل تذكر كل أولئك الأشرار ذوي النوايا السيئة الذين كانوا يجوبون السهول ويتحولون الى أهداف لمسدسات أبناء القرى الخيرين من أمثال جون واين وغاري كوبر؟ ها هم قد عادوا ولكن كخيرين هذه المرة. فيلم (مدى مفتوح) الذي أخرجه ولعب نجوميته كيفين كوستنر يستحق انحناءة احترام من أفلام الوسترن القديمة احترام معكوس لروايات لم يكن فيها قاسم مشترك بين الأبطال والأشرار سوى الكراهية المتبادلة. ومع انه يسهل القول ان هذا الفيلم هو أفضل أفلام هذا النوع فإن نقطة الضعف الرئيسية فيه هي نظرته المبسطة جدا الى الخير والشر: أعيان القرى أشرار, ورعاة البقر المشردون أخيار, هكذا بكل بساطة. ويلعب كوستنر دور تشارلي ويت, رعي البقر المخضرم الذي يسوق قطعان الأبقار مع رجل السهوب المسن الذي يلعب دوره روبرت دوفال. وفي مشهد الافتتاح الجميل في واد أخضر محاط بعاصفة رعدية نلتقي براعيي أبقار آخرين هما باتون الشاب الساخر (دييغو لونا) والمشاكس السمين موز (ابراهام بنروبي). وتبدأ المشاكل عندما تهب العاصفة ويقترب موز من بلدة هارمونفيل المليئة بالمفسدين. ويبدو ان المزارع المحلي ونتون باكستر (مايكل غامبون) لا يحب الرعاة الذين يجلبون قطعانهم لترعى مجانا (في اراضيه الخضراء, ويقرر ان العنف القاتل طريقة صالحة للإعراب عن سخطه. وبدلا من ان يقرر الرعاة متابعة سيرهم وبدلا من ان يسمح لهم صاحب المزارع بالذهاب, يقرر الجانبان ان يلقنا بعضهما البعض درسا لا ينسى. وتقع سلسلة من حوادث التخويف والتخويف المضاد الى ان يقوم احد الطرفين بعمل لا يمكن تسويته سوى بحمام دم. ان التصوير السينمائي الذي حققه جيمس مورو رائع يملأ الشاشة بالتلال الخضراء والمستنقعات الموحلة والغروب البطىء والمواجهات الغامضة في ساعات الليل المظلمة. وفي هذا الأثناء يلتقى رعاة البقر بسو بارلو (انيت بنينغ) المرأة التي تضمد جراحهم وتطفىء مؤقتا النار المتأججة في صدورهم. وتبدو بنينغ بسيطة ومرهقة قليلا وجميلة اطلاقا. كا انها تتمكن من ان تنفلت قليلا لتسرق مشهدا او مشهدين من طاقم الفيلم الرجالي بمعظمه. ويعاني الفيلم من عدم وجود تعاطف مع شريره. ومن السهل ان تفهم لماذا يكون الزعيم وتشارلي مستعدين للقتل او التعرض للقتل من أجل طريقة عيشهما البسيطة, ولكن ماذا وراء باكستر؟ اننا نراه فقط كإنسان حاقد ومجنون يهذي. وما هو الشيء الذي يحبه الى درجة الموت من أجله؟ لن نرى ذلك وعندما يحاول احدهم سؤاله, لا يعود الأمر مهما. ولقد كان من الأجدر حذف 20 دقيقة من نهاية الفيلم التي تبدو انها تنقض كل شيء، قال رعاة البقر انهم يدافعون عنه طيلة الفيلم, من أجل الحصول على خمس دقائق اضافية مع باكستر. الفيلم من توزيع تاتشستون ويستغرق عرضه 135 دقيقة.