"اندفاع مذهل"، هكذا عنونت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية تقريرها المصور الذي تحدث عن الهجرة السنوية للأبقار الوحشية في كينيا إلى مزارع أكثر اخضراراً. وأظهرت الصور التي نشرتها الصحيفة كيف أن المئات أو الآلاف من حوافر الأبقار الوحشية ينطلقون بسرعة مذهلة مهرولين تجاه نهر "مارا" بالقرب من حديقة الحياة البرية الشهيرة "ماساي مارا" في كينيا مثيرين حولهم سحابة ترابية هائلة؛ طلباً للماء والاستحمام، واستعداداً لعبوره واستكمال مشوار الهجرة السنوية.
ويسير نحو مليون ونصف المليون من البقر الوحشي من تنزانيا حيث حديقة الحياة البرية الوطنية "سيرينجيتي" إلى كينيا حيث المحمية الطبيعية الأخرى؛ طلباً للمزارع الأكثر اخضراراً، ويسيرون في قطعان كبيرة ويعبرون النهر كذلك؛ حتى يتمكنوا من تجنب الحيوانات المفترسة، وخصوصاً التماسيح الجائعة، التي يعج بها النهر.
والتقط تلك الصور الرائعة ضابط الأمن الروسي المتقاعد والمصور المحترف لتصوير الحياة البرية منذ أربع سنوات "سيرجي آجابوف"
وقال آجابوف: "مشاهدة تلك الحيوانات البرية كان الأمر الأكثر إثارةً واحتراماً في حياتي، فهم يمتلكون شجاعة هائلة كي يواجهوا كل المخاطر التي يمرون بها في حياتهم، فهم يعلمون أن الخطر القاتل ينتظرهم في النهر، ولكن الآلاف منهم يقفزون له بسهولة وكأنهم غير مبالين بالخطر ماداموا مع بعضهم بعضاً".