في مواجهة شكوك متزايدة في الداخل بشأن اسباب شن حرب على العراق بدأ الرئيس الامريكي جورج بوش امس حملة للدفاع عن الغزو الامريكي واشار الى انه يتم تحقيق تقدم رغم ان القوات الامريكية تواجه هجمات يومية تقريبا. وتأتي محاولة كسب السيطرة على المناقشات التي تدور بشأن العراق في وقت تتراجع فيه نسبة التأييد لاداء بوش لمهام منصبه وفي وقت اصبح فيه البيت الابيض في موقف الدفاع بشأن تحقيق يجري في تسربب معلومات تتعلق باسم عميلة سي أي ايه والفشل في العثور على اسلحة دمار شامل في العراق. وقال اثنان من كبار المسؤولين في الادارة الامريكية امس الاول الثلاثاء ان الحملة ستبدأ بكلمة في شيكاجو تلقيها كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي وتستمر يوم الخميس من خلال كلمات يلقيها بوش في نيو هامبشير وكنتكي. ويلقي نائب الرئيس ديك تشيني يوم الخميس كلمة في واشنطن. وتتزامن الحملة مع ذكرى مرور ستة اشهر على الاطاحة بصدام حسين وهي فترة اتسمت بشن هجمات خاطفة على القوات الامريكية من جانب عراقيين وشكاوى من عراقيين بشأن تباطؤ ايقاع الانتقال للحكم الذاتي العراقي من السيطرة الامريكية. وسترسل واشنطن في الاسابيع الستة القادمة عدة وزراء من الادارة الامريكية في زيارات الى العراق لتسليط الضوء على التقدم الذي يجري تحقيقة في مجالات مختلفة مثل العملة العراقية الجديدة التي ستطرح للتداول في الايام القادمة. وتمثل الفترة الحالية على الحرب العراقية حيث يسقط قتلى امريكيون يوميا تقريبا مخاطر سياسية للرئيس الامريكي قبل 13 شهرا من الانتخابات. وأظهر استطلاع لشبكة تليفزيون سي. بي. اس. وصحيفة نيويورك تايمز في الاسبوع الماضي ان الشكوك تتزايد بشأن ان كانت الحرب العراقية تستحق كل التكاليف التي انفقت عليها. وقال 41 في المائة فقط انها تستحق في حين قال 53 في المائة انها لا تستحق وان كان النصف تقريبا قالوا ان الامر كان يستحق ازاحة صدام من السلطة. وتأتي حملة بوش في وقت يسعى فيه للحصول على تأييد في الكونجرس الامريكي لتخصيص مبلغ 87 مليار دولار منها 20 مليار دولار للاعمار يريد بعض اعضاء الكونجرس تخفيضها أو تقديمها في صورة ضمانات قروض. وقال مسؤولون بالادارة الامريكية انهم واثقون من انهم سيحصلون على مستوى تمويل كاف. من جانب آخر قال الرئيس الامريكي بوش انه لا يعلم ما إذا كانت التحقيقات الفيدرالية ستكشف يوما عن مصدر تسريب اسم عميلة المخابرات المركزية الامريكية فاليري بلام زوجة السفير السابق جوزيف ويلسون. وقال بوش في تصريحات نقلتها عنه امس صحيفة واشنطن بوست الامريكية : لست أدرى ما إذا كان بإمكاننا اكتشاف المسؤول الكبير بالادارة الذي سرب اسم عميلة المخابرات. وأشار بوش إلى أن هذه الادارة كبيرة وبها كثير من المسؤولين الكبار وليست لدي أدنى فكرة عن احتمال وصولنا إلى من سربوا هذه المعلومات. وكانت أنباء قد ثارت بشأن تورط كارل روف المستشار السياسي لبوش في الكشف عن اسم بلام انتقاما من زوجها الذي انتقد سياسات بوش في العراق. وكان ويلسون قد كشف في وقت سابق من العام الجاري عن أن وكالة المخابرات المركزية أرسلته للتحري عن مزاعم بأن النيجر الواقعة غربي أفريقيا ستزود العراق بكعكة صفراء وهي شكل من اليورانيوم يمكن استخدامه في إنتاج يورانيوم للاسلحة. وكتب ويلسون في صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق أنه لم يجد ما يثبت ذلك وقال إنه استنادا إلى خبرتي مع الحكومة في الاشهر التي سبقت الحرب ليس أمامي إلا استنتاج أن بعض المعلومات المتعلقة ببرنامج الاسلحة النووية في العراق حرفت للتهويل من حجم التهديد العراقي.