رفض البيت الابيض مطالب الديمقراطيين بتعيين مستشار قانوني مستقل لمعرفة من قام بتسريب معلومات سرية استهدفت على ما يبدو الاضرار باحد معارضي غزو العراق. وأثار الجدال المفاجىء بشأن التسريب الذي كشف الستار عن عميل سري لوكالة المخابرات المركزية الامريكية حماس مرشحي الرئاسة الديمقراطيين وفاقم من التوترات بشأن فشل الحكومة الامريكية في العثور على اسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق. وقال مسؤولون في حكومة بوش ان وزارة العدل تجري تحقيقا اوليا لتحديد ما اذا كان ينبغي اجراء تحقيق كامل. وقال احد المسؤولين ان احد اهداف التحقيق سيكون هل انتهك التسريب القانون او الامن القومي او سبب اي ضرر.وقال سكوت ماكليلان المتحدث باسم البيت الابيض في افادة صحفية انه لا نية لاجراء تحقيق داخلي. وقال ماكليلان انه يعتقد ان وزارة العدل ستكون في هذه المرحلة هي الطرف الوحيد الملائم للنظر في مثل هذا الامر. واضاف انه يوجد كثير من المتخصصين المحترفين في وزارة العدل يعالجون امورا كهذه. وتركز الجدل على الكشف عن ان فاليري بالم زوجة جوزيف ويلسون السفير الامريكي السابق لدى الجابون كانت تعمل سرا بالمخابرات الامريكية فيما يتعلق باسلحة الدمار الشامل. وقال ويلسون انه يعتقد ان ستار زوجته ازاحه مسؤلون بحكومة بوش يريدون اضعاف الثقة فيه أو الانتقام. وقال ويلسون لشبكة تلفزيون سي.ان.ان الاخبارية لا اظن ان الناس يقدرون حق التقدير ... اقحام بلا داع لاسم زوجتي في هذا الشأن. . واصر المتحدث باسم البيت الابيض أمس الأول الاثنين في حوار اتسم بطابع المواجهة مع الصحفيين على نفي تورط كارل روف المستشار السياسي للرئيس الامريكي جورج بوش في تسريب اسم ضابطة المخابرات انتقاما من زوجها السفير لانتقاده سياسات بوش العراق. ويعتبر ذلك النفي أحدث ما تم كشفه من تقارير بشأن مصداقية المخابرات الامريكية فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل العراقية استخدمتها إدارة بوش لتبرير غزو العراق في وقت سابق من هذا العام. وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت مكليلان: الرئيس يعلم أن كارل روف ليس متورطا.. كان كلاما سخيفا في المقام الاول. وخلال 40 دقيقة بدا مكليلان غاضبا في ردوده على أسئلة لصحفيي البيت الابيض عن ادعاءات بأن روف أو مسئولين آخرين في البيت الابيض سربوا اسم عميلة المخابرات المركزية الامريكية للتسفيه من انتقادات زوجها للمعلومات الاستخباراتية الامريكية بشأن العراق. وفي وقت سابق من العام الجاري كشف السفير الامريكي السابق جوزيف ويلسون عن أن وكالة المخابرات المركزية أرسلته للتحري عن مزاعم تقول ان النيجر الواقعة غربي أفريقيا ستزود العراق بكعكة صفراء وهي شكل من اليورانيوم يمكن استخدامه في إنتاج يورانيوم للاسلحة. وكتب ويلسون في صحيفة ذا نيويورك تايمز أنه لم يجد ما يثبت ذلك. وقال ويلسون في مقال له نشرته للصحيفة هذا الصيف: استنادا إلى خبرتي مع الحكومة في الاشهر التي سبقت الحرب ليس أمامي إلا استنتاج أن بعض المعلومات المتعلقة ببرنامج الاسلحة النووية في العراق حرفت للتهويل من حجم التهديد العراقي. وذكرت صحيفة واشنطن بوست مطلع الاسبوع أنه بعد انتقاد ويلسون العلني لحكومة الرئيس بوش وأدلتها الواهية التي لم تكن لتبرر شن الحرب على العراق أقدم مسئولان من حكومة الرئيس بوش على تسريب اسم زوجة ويلسون عميلة ال (سي.آي.إيه) للصحافة نكاية في زوجها لما وجهه من انتقادات. وتسببت قضية النيجر بشكل خاص في إحراج إدارة بوش حيث اكتشف مفتشو الاسلحة الدوليون فيما بعد أن وثائق النيجر الخاصة بالصفقة المزعومة والتي بنى عليها بوش اتهاماته كانت مزورة. وفي شهر يوليو الماضي تراجع البيت الابيض عن الزعم بصحة صفقة النيجر. واعترف بأنه ما كان يجب أن توضع ضمن خطاب الاتحاد الذي ألقاه بوش في يناير الماضي. وذكرت تقارير إعلامية أن تسريب معلومات سرية يؤدي إلى المحاكمة بتهمة جنائية تستوجب حكما بالحبس لمدة عشر سنوات في حالة الادانة، وأن نشر اسم عميل للمخابرات يمكن أن يعرضه ويعرض آخرين للخطر. وفي تعليقات أدلى بها إلى شبكة إن.بي.سي التلفزيونية تراجع ويلسون عن ادعائه بأن روف كان وراء تسريب اسم زوجته. لكنه قال إن تسريب اسمه كان يشبه سلوك فتوات في فناء مدرسة حين يجرون فتاة صغيرة من شعرها. وقال ويلسون: بغض النظر عن أي شيء.. هذه هي الادارة التي وعدت بإعادة الكرامة والشرف للبيت الابيض. وطلبت وكالة المخابرات المركزية من وزارة العدل التي يرأسها صديق بوش الصدوق جون آشكروفت التحقيق في الامر. وأكد مكليلان أن مسئولي وزارة العدل سيتعاملون مع أي تحقيق. السفيرجوزيف ديلسون