يأمل أصحاب محلات سوق القيصرية بالهفوف أن ينالوا نصيبا وافرا من موسم رمضان لهذا العام لتعويض خسارتهم خلال العامين الماضيين جراء تعرض سوق القيصرية لحريق هائل أحدث خسارة كبيرة في محلاتهم وممتلكاتهم وأثر على مبيعاتهم بالإضافة إلى الديون التي لحقتهم والتي ما زال بعضهم لم يستطع سدادها للشركات التي يتعاملون معها رغم مرور عامين على الحريق، ويقدر بعض أصحاب محلات القيصرية تدني نسبة مبيعاتهم بعد انتقالهم إلى السوق الحالي بنسبة 70 بالمائة، ويأملون أن يقبل الناس للتجهيز لمائدة شهر رمضان المبارك من سوق القيصرية كما اعتاد أبناء الأحساء طيلة الأعوام الماضية، وكان أصحاب المحلات قد طالبوا بإجراء تعديلات على السوق لجذب الزبائن من وضع المظلات والتشجير وتوفير المطاعم والبوفيهات ودورات المياه والإنارة ووضع اللوحات الإرشادية بالقرب من سوق القيصرية وتوجيه الزبائن إلى السوق الحالي، بالإضافة إلى إغلاق كافة المحلات ورفع البسطات من سوق القيصرية القديم إلى السوق الحالي لتكون الحركة فيه أقوى، إلا أن الكثير من هذه المطالب لم تتم، كما أن بعض المحلات في السوق الحالي التي يصل عددها إلى 400 محل لم تفتح بشكل كامل مما أثّر في حركة البيع، وأن بلدية الأحساء لم تجبر أصحاب المحلات على ممارسة البيع أو سحب المحلات منهم، ولعل ما يلفت نظر الزائر لسوق القيصرية الحالي ( سوق الخضار القديم ) هو عدم قيام الباعة بأي عمل ما عدا انتظار الزبائن، حيث يجلس الباعة، كلّ عند عتبة دكانه متطلعا ومترقبا للشارع وللمارة في انتظار زبون ضائع، وكان الظن إن الأمر يحتاج إلى وقت حتى تبدأ المحلات تكتمل لأن انتقال المحلات كان متدرجا في كل فترة نشاط معين، وكانوا يأملون عند انتقالهم في أول الأمر إلى أن الزبائن ربما يتعودون على المجئ إلى السوق شيئا فشيئا، ولكن بعد مرور أكثر من عام على الانتقال إلى السوق الحالي، ما زالت الشكوى نفسها، وهي عدم وجود زبائن تتردد على السوق الحالي، ويطالب أصحاب المحلات البلدية بالإسراع في تنفيذ إعادة إعمار سوق القيصرية حتى تعود إليه الحياة مجددا، وتعود الحالة المادية لأصحاب القيصرية كما كانت. وتجدر الإشارة إلى أن سوق القيصرية تعرض لحريق في شهر شعبان عام 1422ه وقدرت الخسائر المالية بمليار ريال، ويعد أكبر سوق شعبي في المملكة وكانت القيصرية قد لعبت دورا إيجابيا كبيرا في الحفاظ على بقاء الاقتصاد والحركة التجارية منعشة وحيوية منذ العام 1913م بعد فتح الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الأحساء حيث نشطت حركة التجارة بعد أن بدأ التجار يأمنون على تجارتهم وطرقها مع توفر وجود الأمن الحقيقي، وكانت عامل جذب قويا سواء للسكان في المدن والقرى والهجر أو من دول الخليج، وبحريقها الهائل وفقدانها تعرضت الأحساء لخسائر اقتصادية وتجارية وسياحية، ويأمل أبناء الأحساء أن يتم الإسراع في تنفيذ إعادة إعمار القيصرية كي تعود حيويتها وانتعاشها الاقتصادي.