يحاول مجلس الحكم الانتقالي العراقي والوزراء الذين تسلموا مناصبهم قبل أسابيع تكثيف جهودهم في خطوات سريعة تهدف لكسب الشرعية والدعم والتأييد وتأكيد حضورهم العربي والدولي عبر زيارات لعدد من العواصم العربية والأجنبية . فيما قام عضو مجلس الحكم العراقي مسعود البرزاني بزيارة لدمشق التقى بمسئوليها وبحث الدعم للعراق ، عاد رئيس مجلس الحكم للدورة الحالية أياد علاوي من زيارة الى سوريا والأردن التقى خلالها مسئولي البلدين لبحث التعاون الأمني والسياسي لمجلس الحكم ومجلس الوزراء فيما يستعد علاوي لرئاسة وفد عراقي الى قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي ستعقد منتصف الشهر الجاري في ماليزيا بعد ان وافقت المنظمة على مشاركة العراق ويجري ذلك في الوقت نفسه الذي أجرى عضو المجلس احمد الجلبي مشاورة مكثفة في أمريكا لكسب تأييد دولي للعراق في مقر الأممالمتحدة في زيارة رافقه فيها عضو المجلس عدنان الباجة جي ووزير الخارجية هوشيار زيباري. وهذا النشاط امتداد لأول وفد من مجلس الحكم العراقي بدأ زيارات لبلدان المنطقة والبلدان العربية. وعلى الصعيد نفسه بدأ وزراء عراقيون اتصالات مع أطراف عربية ودولية خلال الأسبوع الماضي والجاري وزيارات الى عدد من الدول العربية والأجنبية في مؤشر على اتساع رقعة تعامل تلك الأطراف مع مجلس الحكم الانتقالي ومجلس الوزراء الذي عينه المجلس وضم 25 وزيرا لكسب التأييد والدعم . ففي هذا الأسبوع يتوجه وزير التخطيط مهدي الحافظ الى ثماني دول أوربية قبل اجتماع الدول المانحة الذي سيعقد في أسبانيا في منتصف الشهر الجاري لكسب التأييد والاعتراف بمجلس الحكم والحكومة العراقية. واقناع تلك الدول للمشاركة في عملية دعم العراق ماديا لاعادة اعماره وتشمل زيارته كل من هولندا وإيطاليا وبريطانيا والدانمارك والنرويج وألمانيا والنمسا وفرنسا . وفي الوقت الذي عاد فيه الى العراق وزير الكهرباء أيهم السامرائي ووزيرة الأشغال نسرين برواري من أمريكا حيث بحثا التعاون بشأن اعمار العراق ، استكمل من جانبه وزير الداخلية نوري البدران زيارة الى الكويت بعد تلقيه دعوة من نظيره الكويتي الشيخ نواف الاحمد لبحث التعاون المشترك بين الطرفين في الجانب الأمني . وقالت مصادر في وزارة الداخلية العراقية ان البدران بحث مع الأحمد قضايا تتعلق بالوضع الأمني واحتمال الحصول على المساعدة الكويتية في هذا المجال بعد ان كانت دولة الإمارات العربية المتحدة التي زارها البدران الأسبوع الماضي وعدته بدعم خطط وزارته في حفظ الأمن الى ذلك شغل وزير التربية الدكتور علاء عبد الصاحب علوان منصب بلاده في منظمة اليونسكو. من ناحية أخرى أفاد بيان لوزارة التربية ان وزير التربية علاء علوان يشارك في مؤتمر اليونسكو المنعقد حاليا في باريس ويتواصل حتى منتصف الشهر الجاري حيث سيقدم الوزير علوان تفاصيل عن جهود إعادة الأعمار في العراق وفي مجال التربية تحديدا و سيلتقي مدير اليونسكو ووزراء التربية في عدد من الدول بينهم وزراء تربية عرب . الى ذلك دعا وزير المهجرين والمهاجرين محمد جاسم خضير وكالات الأممالمتحدة الى العودة بقوة الى العراق وذلك خلال اجتماع اللجنة التنفيذية للمفوضية العليا للاجئين في جنيف وقد سحبت الأممالمتحدة التي تعرض مقرها في بغداد مؤخرا الى اعتداءين إرهابيين معظم موظفيها الأجانب . و أكد الوزير العراقي إذا لم يعد موظفو المفوضية العليا للاجئين الى البلاد فسيكون لذلك عواقب وخيمة على المجال الإنساني مضيفا انه من الضروري جدا إرسال مؤشرات واضحة الى الأسرة الدولية من اجل التوصل الى حل للوضع الأمني الحالي في العراق . وقال الوزير أيضا ان عمل المفوضية العليا للاجئين يجب ان يتواصل و أضاف ان برامج المساعدة للمفوضية يجب تطبق بكاملها وربما اكثر من الماضي لان المجموعات الأضعف هي التي في حاجة اكبر لهذه المساعدة . هذا التحرك العراقي الكبير يأتي استثمارا من مجلس الحكم للاعتراف شبه الرسمي به وفي محاولة لكسب ثقة الآخرين بعد الانتقادات التي وجهت لمجلس الحكم العراقي ومجلس الوزراء بوصفهم عينوا من قبل السلطات الأمريكية في العراق ، وهي محاولة لاعادة العراق الى المحيط الدولي بعد غياب واضح لعدة اشهر . البرزاني يلتقي عبدالله الاحمر في سوريا