استمرار العمليات الاستشهادية في العمق الإسرائيلي ظاهرة لا يمكن ان تزول ما دام الصهاينة يرتكبون مجازرهم الجماعية, واغتيالاتهم المعلن عنها مسبقا وجرائمهم التي تعددت اشكالها وألوانها ضد الشعب العربي الفلسطيني, وارتفاع أصوات دعاة السلام في إسرائيل ليس سوى نفخ في قربة مثقوبة, ولا يفلت من هذا المعنى ما يقال عن مفاوضات السلام او الهدنة او احتمالات الحلول السلمية. إسرائيل لا تعرف سوى لغة العنف, والعنف لا يولد إلا العنف, وهذه حقيقة لم ترسخ بعد في أذهان حماة إسرائيل, بالسلاح تارة وبالأموال تارة وبالفيتو تارة أخرى, وبدلا من ان تضغط أمريكا على الفلسطينيين فقد كان الأجدر بها ان تعيد النظر في تحالفها الاستراتيجي مع تل أبيب, واذا كانت غير قادرة على الضغط على الإسرائيليين فيكفي ان تحد من تأييدها المطلق لتل أبيب, وتترك الإرهابيين الصهاينة يواجهون نتائج جرائمهم دون عون او مساندة من واشنطن. في إسرائيل لا توجد توجهات سلمية فلا حمائم بل صقور في إسرائيل.. لا تسعى إلا لنهش الجسد الفلسطيني وتمزيقه, وصولا الى أهداف معلنة وبوسائل لم يعرف التاريخ مثيلا لها في الوحشية والغطرسة والاستهتار, فلا قرارات دولية تؤخذ بعين الاعتبار..ولا اتفاقيات سلام تحترم ولا أدنى رغبة في السلام, وها هي الأحداث تثبت الدليل تلو الدليل على ان اسرائيل التي أنشئت على الإرهاب تراهن على ان الإرهاب هو وسيلتها الوحيدة للبقاء والتمدد كالسرطان في الجسد العربي المنهك بالفرقة والتشرذم, حيث لا تجد الأصوات المنطلقة من حناجر المخلصين والأوفياء بالتضامن والتكاتف أي صدى اقليمي او دولي. العمليات الاستشهادية هي طريق الخلاص من الارهاب الصهيوني ووسيلة الخلاص من عنق الزجاجة الأمريكية التي تساند الإرهاب الإسرائيلي بلا حدود, ومن يمسك بزمام الأمور في تل أبيب هم السفاحون والارهابيون ومجرمو الحرب الذين تلطخت صفحات تاريخهم الأسود بدماء الأبرياء في فلسطين. فكيف يطلب السلام من أعداء السلام؟ وكيف يتعلم المحبة من نشأ على الكراهية والبغضاء والحقد الأسود ضد كل ما هو عربي أو إسلامي, بل ضد كل ما هو جميل ورائع في هذا العالم؟ وتبقى العمليات الاستشهادية ما بقي الإرهاب الإسرائيلي.