* العملية الاستشهادية التي وقعت في تل أبيب فجر أمس وأوقعت 108بين قتيل وجريح ونفذها استشهادي فلسطيني بتفجير نفسه أمام ملهى ليلي، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في سلسلة الأعمال الفدائية والاستشهادية لأبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة أعمال العنف والقتل من قبل الجيش الإسرائيلي، بل ومواصلة الغطرسة الصهيونية من سلب الحقوق والأراضي وكبت الحريات والحصار الذي أدى إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والحياتية لأفراد هذا الشعب الذي لم يجد أمامه سوى أسلوب الانتقام عبر أعمال فدائية سوف تقلق الإسرائيليين وحكومتهم ولن تجعلهم يهدأون بالاً أو يعيشون في راحة وأمان بعد أن اختاروا طريق العنف والقتل في مواجهة أصحاب الأرض والحق وبعد أن نكثوا كل العهود والمواثيق كعادتهم عبر التاريخ وبعد أن تخلوا عن كل معطيات السلام ورفضوا كل القرارات الدولية والوساطات المختلفة من أجل تهدئة الأوضاع وتحقيق الأمن للجميع. والشعب الفلسطيني الذي بدأ انتفاضة الأقصى منذ تولي ارييل شارون رئاسة الحكومة الإسرائيلية وهو المعروف بجرائمه لن يوقف هذة الانتفاضة ولن يعطل مواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية الضاربة، بعد أن تأكد لهذا الشعب بكل فئاته وفصائله أن إسرائيل تنشد سلاماً واستقراراً يخصها وحدها، دون تحقيق ذلك للشعب الفلسطيني الذي تريده أن يظل مستسلماً لجبروتها ومستكيناً لغطرستها وقابعاً تحت حكم جائر لا يعترف بحقوق أو مطالب أو حتى إنسانية هذا الشعب، وهذا غير مقبول أو معقول على الاطلاق، ولذلك فإن الثورة الشعبية الشاملة والعارمة سوف تستمر ضد إسرائيل وسيظل الشعب الفلسطيني مستمراً في تقديم الضحايا والتضحيات من أجل نيل حقوقه المشروعة ومن أجل الوقوف في وجه الطغيان الصهيوني ومواجهة جبروت الآلة العسكرية الإسرائيلية التي استمرت في جبروتها ولم تفرق بين شيخ طاعن في السن أو امرأة عجوز أو طفل رضيع، بل أن آلة الحرب الإسرائيلية باتت تلاحق المسؤولين الفلسطينيين سواء كانوا أمنيين وعسكريين أو مدنيين في الوقت الذي تزعم فيه أنها تتفاوض معهم لتحقيق سلام مزعوم لن يتم في المدى المنظور، والدلائل على ملاحقة إسرائيل للقادة والمسؤولين الفلسطينيين وفاة رمز الجهاد الفلسطيني فيصل الحسيني الذي وافته المنية يوم الخميس الماضي في الكويت حيث كان يحضر مؤتمراً لمعارضة التطبيع مع إسرائيل بعد أن أمطرته القوات الإسرائيلية بقنابل الغاز قبل ثلاثة أيام من سفره إلى الكويت وهي التي أثرت على صحته كثيراً وأدت إلى وفاته لإصابته بالربو. وبعد فهذه طريقة إسرائيل في التعامل مع الشعب الفلسطيني وقياداته والذي لم يسكت على الظلم والجور الذي يلاقيه، وإذا كانت (إسرائيل) تمتلك الدبابات والطائرات وتستخدمها في قصف المدنيين فإن الشعب الفلسطيني يمتلك (الأجساد المتفجرة) حسب تعبير الشيخ أحمد ياسين.. فهل تستطيع (إسرائيل) مواجهة هذه (الأجساد) التي تدافع عن أرضها وفق عقيدة وقناعات لا يمكن التأثير عليها..؟ فإذا كان الجواب سلباً فإن على حكومة مجرم الحرب ارييل شارون أن تغير خططها الإجرامية في التعامل مع الشعب الفلسطيني، بل وعليها التوجه بنوايا صادقة ومخلصة نحو السلام وتقديم كل ما يجب لإتمام هذه العملية التي سوف تنقذها من الأعمال الفدائية والاستشهادية الفلسطينية.