كنت وما زلت أستقبل أمواجاً من الرسائل، على مختلف وسائل الاتصال تتحدث عن إبادة الجيش البحريني للمواطنين، ومجزرة يقوم بها درع الجزيرة، حتى خيّل لي أني حينما أصل إلى الطرف الثاني من الجسر سأدخل في مستعمرة تطوف بها الغربان! لكن ما حصل فعلاً أني زرت مملكة البحرين قبل أيام فوجدتها كما هي جزيرة هادئة حالمة تطل على الخليج (العربي)، أسواقها تعج بالمواطنين، وحينما تدخل مسجدا في أي من مجمعاتها ستجد الإخوة المواطنين السنة والشيعة يصلون بطمأنينة وسلام في مسجد واحد. تحديت وما زلت أتحدى من يمارسون على المتلقي سياسة (خذوهم بالصوت) أن يثبتوا تورط قوات درع الجزيرة في مجازر كما يروجون، ولو وصلني دليل قاطع، فسأكون أول من ينشر في مقالي هذا إدانة لهذه الأعمال، وإن لم تقبل الصحيفة نشره فسأعتذر عن مواصلة الكتابة حالة من الذهول ستصيب من تعود مثلي على استقبال مئات الرسائل تحاول تصوير البحريني، وكأنه عربي أحوازي يتعرض لشتى أنواع المهانة والتنكيل والسرقة، في حين تتفرغ الدولة المحتلة لأرضه لإرسال الدروس لنا في الديموقراطية واحترام حقوق أبنائنا. تحديت وما زلت أتحدى من يمارسون على المتلقي سياسة (خذوهم بالصوت) أن يثبتوا تورط قوات درع الجزيرة في مجازر كما يروجون، ولو وصلني دليل قاطع، فسأكون أول من ينشر في مقالي هذا إدانة لهذه الأعمال وإن لم تقبل الصحيفة نشره فسأعتذر عن مواصلة الكتابة. الصراخ يفيد أحيانا في خلط الأوراق الخاسرة لكنها ستظل كما هي إذ لم يكن بينها ورقة رابحة كما هو حال هؤلاء، فمن المستبعد أن تترك الدول الخليجية دولة شقيقة تواجه مصيراً مظلماً مع إيران كما حصل للأحواز حينما غفل عنها العرب، ومن الأكيد أن الشعب البحريني الأبي رفض في السبعينيات –وسيرفض- الرزوح تحت الوصاية الفارسية، حينما اختار بأغلبية ساحقة حكم آل خليفة. البحرين خرجت من عنق الزجاجة حينما قررت الحكومة البحرينية التعامل بحزم مع بعض المجرمين الذين اختطفوا مطالب الشعب في الإصلاح وحولوها نحو الإطاحة بالحكم الوطني وإقامة جمهورية مشبوهة المقاصد. (عندما عدت من البحرين وكتبت على twitter عن حالة البحرين المستتبة خلافا للبريد الذي يصلني، أرسل لي أحدهم يقول هل زرت السجون؟ قلت له لا لكني سمعت وشاهدت ولي عهد البحرين يمد يده للحوار، والمعارضة ترفض وتصعِّد لماذا برأيك؟، لم يصلني الرد..! على كل حال ما قام به بعض (زوار الدوار) من أفعال مشينة تقتضي المحاسبة لاسيما من قام بالاستخبار لصالح دول أجنبية أو شارك في أعمال إجرامية مثل القتل العمد من دهس أو رفض لإسعاف المواطنين الجرحى إلخ. ومع ذلك آمل أن تضيق دائرة هذه المحاسبة بينما بعض من يعتبرون أنفسهم أوصياء على المعارضة، يصرون على المتاجرة بقضايا السجناء أو المفصولين عن العمل، فبدلاً من التهدئة وتخفيف لهجة التصعيد ثم طلب العفو لهم أو تخفيف محكومياتهم، صعَّدوا الخطاب لإبقائهم كورقة يستدرون بها العواطف ويستغلون البسطاء برسائل مضخمة تعكف عليها تنظيمات مشبوهة، لزيادة الشرخ بين الإخوة في الوطن، ثم دفع البحرين والمنطقة إلى هاوية صراع طائفي يكون ذريعة للابتزاز الإيراني أو التدخل في شئون الخليج. لذا أرفع إلى مقام العاهل البحريني وهو رائد المشروعات الإصلاحية والذي حرص على إنهاء حالة السلم الوطني (الطوارئ)، بأن يعيد الطلاب والموظفين الذين فصلوا على خلفية هذه الأحداث إلى أعمالهم، -باستثناء من شارك في أعمال إجرامية أو خيانة وطنية-، لأن الغالبية تم استغلالهم آنذاك، ولا يزالون يُستغلون اليوم. البحرين بحاجة لردم الهوة بين أبنائها، وإيقاف استغلال المتعاطفين في دول الخليج، ومنّا سمّاعون للرسائل المضللة، في الوقت الذي بدأت تتكشف آثار الفتن المفتعلة في العالم العربي طائفيا كما في البحرين ومصر، وعرقياً كما في السودان وبين هذا وذاك في مختلف الدول العربية، من جهات تستغل التنوع العربي الثري على الصعيد الديني الطائفي والعرقي والقبلي وغير ذلك. وأخيراً أقول لمن تصلهم الرسائل المشبوهة عن مجازر أو إبادة أو تطهير طائفي.. إلخ من مضامين ملوثة، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا)، زوروا البحرين وتحدثوا بما ترون، بدلاً من تمرير ما يرد إليكم إلكترونياُ (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ).. تحياتي،، [email protected]