أكد رئيس هيئة شؤون الإعلام البحرينية الشيخ فواز بن محمد آل خليفة أن بلاده بصدد الانسحاب رسميًا من المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) احتجاجًا على عدم اتخاذها إجراءات قانونية بوقف بث عدد من القنوات الفضائية المثيرة للفتنة الطائفية والمُحرضة على الكراهية والعنف وقلب نظام الحكم في مملكة البحرين، بما يمثل مخالفة صريحة لبنود الاتفاقية المبرمة بين الجانبين، وانتهاكاً جسيماً للتقاليد والأعراف المهنية والمواثيق الدولية. وأوضح الشيخ فواز آل خليفة، في حوار خاص مع «الحياة»، أن هناك 40 قناة فضائية مدعومة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لها مواقف عدائية وموجّهة ضد مملكة البحرين ودول الخليج عموماً «لأسباب طائفية بغيضة»، ولعبت دورًا «مشبوهًا» ضد أمن البحرين واستقرارها، ولا تزال، بإدعاءات باطلة وأكاذيب، وحملات لتشويه دور قوات درع الجزيرة الخليجية، وغيرها من الشائعات التي أثبت تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق كذبها. ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات قانونية حازمة ضد القنوات المثيرة للفتنة الطائفية أو الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية، والمحرضة على التمييز أو العداوة أو العنف أو المُهددة للأمن القومي والنظام العام، حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين، بموجب العهود والمواثيق الحقوقية الدولية. وأشاد على صعيد آخر بدعوة خادم الحرمين الشريفين إلى «الاتحاد الخليجي»، بوصفه ضرورة حتمية لدعم الاستقرار والتنمية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز قدراتها على مواجهة الأطماع الخارجية، مُثمناً في هذا الصدد «الوقفة الخليجية المشرفة» إلى جانب أمن البحرين وتجسيدها للروابط الأخوية، ومنوهاً إلى الدور الحيوي لقوات درع الجزيرة في حماية الحدود البحرينية والمنشآت الحيوية وردع التهديدات الإيرانية. وفي ما يأتي نص الحوار: شهدت مملكة البحرين العام الماضي اضطرابات سياسية وأمنية خطيرة .. هل يمكن القول أن البحرين قد تعافت من تداعياتها؟ - استطاعت مملكة البحرين ولله الحمد، وبفضل المبادرات الحكيمة للقيادة السياسية أن تتجاوز أحداث شباط (فبراير) وآذار (مارس) 2011، حيث تم إعلان حالة السلامة الوطنية في الفترة من منتصف آذار إلى أول حزيران (يونيو) التي استعادت خلالها المملكة أجواء الأمن والاستقرار بعد مرحلة خطيرة من الفوضى والإرهاب وقطع الطرق والانفلات الأمني، وإعلان جماعات إرهابية إقامة جمهورية إسلامية على النمط الإيراني. وبعد تهدئة الأوضاع الأمنية وتدعيماً لمسيرة الإصلاح والديموقراطية المتواصلة في المملكة، تم تدشين حوار التوافق الوطني في تموز (يوليو) الماضي، وتشكيل اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وهي لجنة دولية محايدة ترأسها الخبير العالمي البروفيسور شريف بسيوني، والتزمت الحكومة تنفيذ توصياتها كافة بعد تأسيس لجنة وطنية مستقلة لهذا الغرض، والتي أصدرت تقريرها في 20 آذار 2012، مبيناً عزم الحكومة على الارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان بما يتوافق والمعايير الحقوقية العالمية. وإلى أي درجة لعب الإعلام دورًا في هذه الأحداث؟ - لا شك في أن للإعلام دوراً خطيراً ومؤثراً في أحداث البحرين، خاصة وأننا بلد منفتح إعلامياً، تستخدم الإنترنت وشبكات الإعلام الاجتماعي بنسبة 51 في المئة من السكان، ونسبة انتشار الهواتف النقالة 133 في المئة، وسط ترحيب رسمي بالإعلاميين العرب والأجانب، حتى شهدت البحرين خلال الأزمة تواجد أكثر من 100 صحافي أجنبي. وهنا ينبغي التفرقة بين وسائل إعلام أجنبية كانت لديها قناعات خاطئة حول أحداث البحرين، ووقعت ضحية للاستغلال من أشخاص بحرينيين امتهنوا بث الأكاذيب والمعلومات غير الصحيحة، دون أن يعفي ذلك تلك الوسائل من المسؤولية عن تحري الدقة والموضوعية والمصداقية، وإن اتضحت لها الصورة تدريجياً بأن أحداث البحرين كانت حركة احتجاجات عنيفة وطائفية وعنصرية، جرى خلالها احتلال مستشفى حكومي وتحويله إلى مقر لنقل الأكاذيب عبر قناة العالم الإيرانية بالتواطؤ مع أطباء وممرضين بحرينيين، وغيرها من الجرائم التي لا تعبر عن أغلبية الشعب البحريني. وأذكر في هذا الصدد أننا تحدثنا مع المراسل المحترم والقديم في قناة CNN ميكربلتون بعد خبر كاذب حول 70 جثة في البحرين، فأجابنا: «نحن في الغرب إذا أعطانا طبيب معلومة، نعتبرها معلومة مؤكدة، ولم نظن أن طبيباً ممكن أن يكذب، أو يعطينا معلومات غير صحيحة»، مضيفًا: «أنا في المستشفى، وهو محتل سياسياً، وأنتم لا توجد لديكم قضية لذلك سأسافر في اليوم الثاني»، وغيرها من المواقف الأقرب إلى فخاخ وقعت فيها وسائل إعلام مرموقة. اعلام تدعمه إيران أما المجموعة الأخرى من وسائل الإعلام، فقد تمثلت في أكثر من 40 قناة فضائية مدعومة من الجمهورية الإيرانية مثل «العالم» و «الكوثر» و «برس تي في» الإيرانية، و «أهل البيت» وقناة «المنار» التابعة لتنظيم «حزب الله» اللبناني، وهي معروفة بمواقفها العدائية والموجهة ضد مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عموماً، وذلك «لأسباب طائفية بغيضة» ومطامع غير مشروعة. واستغلت هذه القنوات الأزمة الماضية في لعب دور «مشبوه» ضد أمن البحرين واستقرارها، ولا تزال، بإدعاءات باطلة وأكاذيب وقلب للحقائق، وحملات لتأجيج الفتن الطائفية وزرع الكراهية والتحريض على العنف والتخريب والإرهاب وافتعال الأزمات لتهديد السلم الأهلي والاجتماعي، وتشويه دور قوات درع الجزيرة الخليجية بوصفه «احتلال سعودي للبحرين». ووصل الأمر إلى تحريض مواقع إيرانية على تجنيد «انتحاريين» لتنفيذ عمليات تخريبية في البحرين، وهي أمور لا يمكن السكوت عنها. وكيف تعاطت حكومة البحرين ممثلة في هيئة الإعلام مع هذه الأزمة إعلامياً؟ - حرصت هيئة شؤون الإعلام على توضيح الحقائق عبر البرامج الإذاعية والتلفزيونية، والانفتاح على وسائل الإعلام والمنظمات الدولية، ومدها بالبيانات والصور والوسائط المرئية والإلكترونية التي تعكس ما يجري على أرض الواقع، مهتمون في الوقت ذاته بتعزيز إمكاناتنا المادية والتقنية وتطوير الكوادر الإعلامية وإنشاء استديوهات جديدة للأخبار للتصدي لهذه الحرب الإعلامية. كما شرعنا في اتخاذ إجراءات قانونية ضد القنوات الفضائية المعادية، حيث قمنا بمخاطبة المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) لوقف بث قنوات مثل: العالم، والمنار، و«أهل البيت»، لما تبثه من أكاذيب ومعلومات مغلوطة ومضللة حول الشأن البحريني بشكل ممنهج ومتعمد الإساءة. إلا أنه وللأسف الشديد ورغم توجيه خطابات وإنذارات رسمية عديدة، استمرت هذه القنوات العدائية في إساءاتها عبر («عربسات») ضد البحرين والبلدان الخليجية الشقيقة، بالمخالفة للاتفاقية المبرمة بيننا. لذا كان لا بد من وقفة حاسمة، والبحرين حالياً بصدد الانسحاب من ««عربسات»»، والتحول إلى الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية (نايل سات)، وسنعلن عن هذا الأمر رسمياً خلال الأيام المقبلة. يروجون للعنف هل يمكن أن توضحوا لنا ما هي ردود («عربسات») على مطالبكم؟ - قدمنا لإدارة «عربسات» بتاريخ 20 شباط 2011 ما يثبت تجاوز هذه القنوات ومخالفتها للأعراف المهنية والمواثيق الدولية، وطلبنا اتخاذ اللازم حيالها ووقف بثها. وعليه، قامت المؤسسة بإيقاف قناة «أهل البيت»، وقالت إن قناة «العالم» ليست متعاقدة مباشرة معها، وإنما من الباطن عن طريق شركة كويتية، وأنها وجهت إنذاراً إلى الشركة بقطع الخدمة في 22 شباط 2011، كما قمت بمخاطبة معالي وزير الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية الشقيقة، والذي تجاوب مشكوراً، وأبلغ رئيس «عربسات» عن هذه التجاوزات، وطلب إيقاف قناة «العالم» فوراً. والآن مرت سنة كاملة وأكثر، والقناة الإيرانية مستمرة في تجاوزاتها وعرض صور أرشيفية قديمة بشكل موجه ومليء بالسموم الطائفية والترويج للأحقاد والكراهية والتحريض على قلب نظام الحكم في مملكة البحرين، يكفي إنها بثت في يوم 14 شباط 2012 أكثر من مئتي خبر عاجل عن البحرين كلها أكاذيب وافتراءات ولا أساس لها من الصحة، وإدعاءات باطلة حول ما تسميه (الاحتلال السعودي للبحرين)، وتروج لأعمال العنف والحرق والتخريب والاعتداءات بقنابل المولوتوف على رجال الأمن! وما الذي يدفعكم إلى خيار الانسحاب من «عربسات»؟ - نحن لا يمكن أن نقبل هذه التجاوزات لأكثر من ذلك من قمر اصطناعي عربي تستثمر دول مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها البحرين، أكثر من 60 في المئة من رأسماله. و(«عربسات») على علم تام بأن هذه الإساءات لا تمت لحرية الرأي والتعبير بصلة، وتتناقض مع آداب المهنة المتعارف عليها في كافة المواثيق والأعراف الإعلامية، ومنها ميثاق الشرف العربي، كما تخالف وثيقة «مبادئ تنظيم البث والاستقبال الفضائي الإذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية» التي أقرها وزراء الإعلام العرب. وكنا نأمل تجاوباً أكبر وألا تضطرنا «عربسات» إلى هذا الخيار بعدما انتهكت اتفاقها معنا، وما يحزّ في أنفسنا أن هذه القنوات ممنوعة في البلدان الغربية، فقناة «الغرب» مُنعت في فرنسا وأميركا، وقناة «برس تي في» و «العالم» باللغة الانكليزية مُنعتا في بريطانيا، ونحن في الدول العربية نسمح بهما وهما تحرضان على الكراهية والإرهاب. وليس ذلك فقط، وإنما نبثهما من أقمارنا الاصطناعية. وهذا لا يجوز، ولا بد من وقفة صارمة من الدول العربية، وبالأخص الخليجية، حتى نوقف هذه المحطات عند حدها. نحو اجراءات قانونية ألا يوجد نظام أو قانون يجرم ممارسة العمل الإعلامي في الصيغة الحالية التي تمارسها هذه القنوات؟ وهل البحرين لديها توجه لمقاضاتها؟ - البحرين قدمت مذكرات احتجاجية إلى منظمات الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية والتعاون الإسلامي، وتقدم سفراء دول مجلس التعاون الخليجي بشكاوى إلى الأممالمتحدة، وطالبنا المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف التدخلات السافرة في الشأن البحريني سياسياً وإعلامياً من قِبل إيران والتنظيمات التابعة لها في المنطقة، لمخالفتها للقانون الدولي والمواثيق الدولية، غير أن مسألة المقاضاة صعبة، والإجراء الأنسب هو التعامل مع مصادر البث الفضائي من خلال القوانين والاتفاقات الملزمة. وندعو المنظمات الإقليمية والدولية والشركات المسؤولة عن البث الفضائي وتنظيم الاتصالات إلى اتخاذ إجراءات قانونية حازمة ضد القنوات المثيرة للفتنة الطائفية أو الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية، والمحرضة على التمييز أو العداوة أو العنف أو المهددة للأمن القومي والنظام العام، حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين، وتنفيذاً لما تنص عليه العهود والمواثيق الحقوقية الدولية، وخاصة المادتين (19) و(20) من العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية لعام 1966. قنوات إيرانية وطائفية تروج بأن هناك احتلالاً سعوديًا لمملكة البحرين.. ما هو ردكم على هذا الادعاء؟ - هي جزء من الحرب الإعلامية ضد البحرين، فسبق أن بثت هذه القنوات أكاذيب حول استخدام الأجهزة الأمنية البحرينية لطائرات «الأباتشي» والتصفية الدموية والإبادة الجماعية والعرقية، وادعاءات بتدخل القوات العسكرية السعودية في انتهاكات حقوق الإنسان، وأثبت تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق أن كل هذه الادعاءات محض افتراءات وأكاذيب، بل أوضحت الأزمة السورية أن هذه القنوات تحركها حكومات وأحزاب من منطلقات طائفية، ولا تمت لأخلاقيات العمل الإعلامي ولا للإنسانية بصلة بعد صمتها عن مجازر دموية ودفاعها عن النظام الحاكم في دمشق. وكانت البحرين بعد استشعارها الخطر من اتصالات بين ما يسمى بحركة «14 فبراير» ومسؤولين من الجمهورية الإيرانية، طلبت في 14 آذار 2011 الاستعانة بقوات درع الجزيرة، وهي قوات عسكرية خليجية مشتركة وليست سعودية فقط، وقامت هذه القوات بدور محوري في حماية الحدود البحرينية وتأمين المنشآت الحيوية وردع التهديدات الإيرانية، تفعيلاً لاتفاقية الدفاع الخليجي المشترك، وتم على أثر ذلك إقصاء وزير الاستخبارات الإيرانية من منصبه. ويبقى وجود قوات درع الجزيرة في البحرين مصدراً للأمان وتجسيداً حقيقياً للتلاحم والروابط الأخوية بين الحكومات والشعوب الخليجية، بالتوافق مع قواعد القانون الدولي، والاتفاقات الإقليمية، في ظل تشابه دورها مع ما تقوم به قوات حلف «الناتو» من حفظ الأمن والاستقرار في مناطق عدة في العالم، وتظل البحرين دائماً محمية بأهلها ورجالها، ولا تستغني أبداً عن دعم أشقائها في دول مجلس التعاون. لكن المعارضة أيضاً تروج لاحتلال سعودي للبحرين بل يذهبون أبعد من ذلك بقولهم إن هناك توجهاً لإلحاق البحرين بالسعودية، وتحويلها من مملكة إلى إمارة. فهل هو جهل من المعارضة، أم أنه استدراج البسطاء من عامة الشعب؟ - الافتراءات والأكاذيب ليست من شيم ولا أخلاقيات المجتمع الخليجي، ومن يروج لذلك هم أشخاص تحركهم إيران لزعزعة الأمن والاستقرار في البحرين، وتزعجهم العلاقات التاريخية الودية بين المنامة والرياض، وما تحققه مسيرة التكامل الخليجي من إنجازات نحو الوحدة الشاملة. ونحن لا يمكن أن ننسى الوقفة الخليجية المشرفة إلى جانب أمن البحرين واستقرارها، ونثمّن عالياً مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة إلى «الاتحاد الخليجي»، والتي لاقت تأييداً ودعماً من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، وترحيباً شعبياً واسع النطاق، إيماناً بأن الاتحاد هو الهدف من إنشاء المجلس عام 1981، وضرورة حتمية لدعم الاستقرار والتنمية وتعزيز القدرات الخليجية على مواجهة التهديدات والأطماع الخارجية كافة. واستناداً إلى بيان القادة في كانون الأول (ديسمبر) 2011، شكّل المجلس الوزاري الخليجي هيئة متخصصة تضم ثلاثة أعضاء من كل دولة لدراسة هذه المبادرة بمقر الأمانة العامة وسترفع توصياتها إلى القمة التشاورية الرابعة عشر بالرياض في أيار (مايو) المقبل، على أمل إعلان هذا الاتحاد في القمة الخليجية الثالثة والثلاثين بالمنامة نهاية العام الجاري. تنسيق اعلامي خليجي ما هو تقييمكم لحجم أو مستوى التنسيق الإعلامي الخليجي؟ هل هو مرضٍ؟ أم أن هناك توجهاً لتفعيله بشكل أكبر؟ - أعتقد أن هناك تنسيقاً جيداً شمل تطوير مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك وجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج، وانعقاد فعاليات مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون، والتي تستضيف المنامة دورتها الثانية عشرة في أيار المقبل، وإطلاق الحساب الموحد لوكالات الأنباء الخليجية على شبكة «تويتر»، وتيسير التبادل الإخباري فيما بينها، وتنسيق التحركات الإعلامية الخارجية بإقامة أيام مجلس التعاون في أوروبا وعواصم آسيوية وأمريكية، وإنشاء اتحاد الصحافة الخليجية بالمنامة عام 2005. لا شك في أن توحيد السياسات والتحركات الإعلامية الخليجية في هذه المرحلة الحرجة يشكل مطلباً ضرورياً من أجل تعميق المواطنة الخليجية ودعم ترابط المجتمع الخليجي وأمنه واستقراره، وتوحيد الجهود في مخاطبة العالم الخارجي، وتعريفه بحقيقة الأوضاع في دول المجلس وهويتها الثقافية، وما تشهده من إنجازات تنموية وإصلاحية، والتصدي بشكل فاعل وموحد لحملات التشويه والإساءة في وسائل الإعلام المعادية، وأتوقع أن ينتقل هذا التنسيق الإعلامي إلى مراحل أكثر تقدماً وتوسعاً مع تفعيل استراتيجية العمل الإعلامي المشترك للسنوات (2010-2020م). وأود في هذا الخصوص أن أجدد شكري وتقديري إلى المسؤولين والعاملين في الإعلام الخليجي كافة، من صحافة وإذاعة وتلفزيون، على وقفتهم المشرفة إلى جانب مملكة البحرين وقيادتها وشعبها خلال الأزمة الأخيرة، ودورهم البارز في كشف حقيقة المخطط الإرهابي الذي تعرضت له المملكة، والتصدي للادعاءات الباطلة في بعض وسائل الإعلام الأجنبية. ولكن، لاحظنا اخيراً في لقاء جمعنا مع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة حديثاً لا يخلو من العتاب عن الإعلام الكويتي وتناول شخصيات كويتية لأحداث البحرين عن طريق التأويل والتأجيج.. كيف ستتعاملون مع هذا الوضع؟ - مملكة البحرين ترتبط بعلاقات ودية وأخوية تاريخية وثيقة مع دولة الكويت الشقيقة، قيادة وحكومة وشعباً، وهي علاقات راسخة وتستمد مقومات قوتها وتقدمها مما يجمع البلدين من وحدة الدين واللغة والدم ووشائج القربى والهدف الواحد والمصير المشترك، وهذه العلاقات الأزلية لا يمكن أن تمحوها أو تؤثر عليها شخصيات ليست من أصل كويتي، ولا تعبر عن أهلنا وإخواننا في الكويت، فنحن نسيج واحد متجانس. وعلى الصعيد الإعلامي هناك تعاون ملحوظ، سواء في إطار المنظومة الخليجية أو على الصعيد الثنائي، حيث قام الأشقاء مشكورين بوقف «قناة العالم» التي كانت تبث عن طريق كيبل بحري، ونقدر دعم الإعلام الكويتي وحرصه على أمن البحرين واستقرارها. وندرك جيداً أن هناك عدداً من الصحف والقنوات الطائفية المنبوذة من المجتمع الكويتي، حيث أصدرت محكمة كويتية بتاريخ 12/3/2012 قراراً بحبس رئيس تحرير جريدة «الدار» 6 أشهر وتغريمه وتعطيل صحيفته لثلاثة أشهر بتهمة إثارة الفتنة الطائفية والكراهية في المجتمع، وهذه الصحيفة مشتبه في علاقتها بإيران ومعروفة بمواقفها العدائية من البحرين والسعودية. وشخصياً سأقوم قريباً بزيارة إلى الكويت، وسألتقي خلالها وزير الإعلام الجديد الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، وهو أخ وصديق، وسيكون هناك تعاون أكبر وأشمل في المرحلة المقبلة. «عربسات» تدخل بيوت العرب في 80 دولة تشارك 21 دولة، هي الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، في «عربسات»، التي تأسست في العام 1976. وكرست جهودها خلال السنوات الماضية، من أجل «تأمين أفضل خدمات الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية للعالم العربي»، إذ تم تصنيفها على أنها تحتل المرتبة التاسعة من بين «أفضل مشغلي الأقمار الاصطناعية في العالم»، وبذلك فإنها «الرائدة» في تأمين خدمات الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية في العالم العربي. إذ تصل خدماتها إلى ملايين البيوت العربية على امتداد 80 بلداً في الشرق الأوسط، وإفريقيا، وأوروبا، وما ورائها. كما تُعد «عربسات» أكبر مشغل للأقمار الاصطناعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إذ تقوم بتأمين طيف كامل من خدمات البث الفضائي، وخدمات النطاق العريض، وتشغيل أسطول يتمتع بأحدث ما توصلت إليه التقنية على الدرجة 26 شرقاً، و30.5 درجة شرقاً، في مدار ثابت حول الأرض. وهذا يؤدي إلى تمتع «عربسات» بأعلى مستوى من «الموثوقية» مع تحقيق المساندة المدارية، إضافة إلى السعة الفضائية الأكبر من أي مشغل آخر موجود في المنطقة، وذلك ما يتيح لها أن تقدم خدمات بث تلفزيوني وحلول مُتخصصة لشبكات معطيات الربط الهاتفي ومزودي خدمة الإنترنت السريع بالنطاق العريض، لشركات الإعلام والمؤسسات الترفيهية والعملاء من الشركات والهيئات الحكومية. وتواصل السعة الازدياد مع إطلاق قمر اصطناعي جديد كل سنة، بدءاً من العام 2008 حتى العام 2012، ما يجعل أسطول «عربسات» يحتل الصدارة في المنطقة. وتحتفظ «عربسات» بشراكات وعلاقات استراتيجية مع غالبية الشركات «الرائدة» في عالم الأقمار الاصطناعية، وشركات الخدمات المُضافة، وهذا ما يسمح للعملاء من الوصول إلى أبعد ما كانوا عليه في السابق، ويتيح لهم فرصة تقديم محتويات وحلول بأحدث ما توصلت إليه التقنية للمستخدمين والمشاهدين، أو الشركاء التجاريين في أنحاء العالم كافة.