وصف الكاتب والأديب خليل الفزيع المجالس الأدبية ب (المقلدة)، وقال انها لم تضف شيئاً جديداً يراكم فوق ما قدمته أحدية الشيخ أحمد المبارك، كما اتهمها في محاضرة استضافتها ثلاثية العفالق الأسبوع الماضي بالتكرار، الذي لم يخدمها، كما أشار إلى ان بعض المجالس قدمت إنتاجا هزيلا لا يرقى إلى المستوى المطلوب في العرف الثقافي. وبدأت الأمسية بكلمة لراعي الثلاثية عدنان العفالق الذي قال ان الفزيع يواصل إيضاح وجهة نظره التقيمية النقدية للمجالس، ويحكم عليها منطلقاً من وطنيته وشفقته على الأمسيات التي لها حضور في الساحة، وتمنى عليه ان يتحدث في جو ودي أخوي.. في حين قال الدكتور سعد الناجم في تقديمه للفزيع: الأحساء لم تتعود على نقد الذات، ولكن هذا لا يعني أننا نلغي تاريخها، وإنما نحاول ان نتحسس نقاط الضعف والقوة فيها. وأرجع الفزيع في بداية محاضرته بداية نقاشه لوضع المجالس الأدبية في الأحساء، إلى مقالات كانت ينشرها في (اليوم)، تلاها رد عنيف من أصحاب المجالس، الذين رأى بعضهم ان ما يكتب تنكر لجهودهم، وتجني عليها.. وحاول المتحدث ان يتصالح مع أصحاب المجالس بالقول: أنا احترم من يحاولون إضافة لبنات جديدة إلى صرح الثقافة في الأحساء، وما أقوله هو رأي لتقييم هذه الأمسيات، التي أجد ان بعضها أنغمس في أمور الثقافة، في حين ان أصحابها ليس لهم علاقة بالثقافة.. مضيفاً: هذه المجالس ليست ظاهرة جديدة، فقد شهد الكثير من المثقفين ان تاريخ الأحساء القديم والحديث يضم نهضة ثقافية شاملة، وفي الوقت الحالي تعد أحدية الشيخ أحمد المبارك مدرسة تتصل بحركة الأدب والثقافة في العالم العربي، ولكن ما جاء بعد ذلك يعد تقليدا وتكرارا. وحاول الفزيع المقارنة بين عدد من الصالونات الأدبية في مصر، مثل صالون العقاد وأنيس منصور، وبين ما هو موجود في الأحساء، فقال: إذا أخذنا نتاج تلك المجالس وقارنا ما يقدم في مجالسنا فماذا سنجد؟ وأجاب: سنجد نتاجا هزيلا وشعرا منشق ليس له علاقة بالأدب.. وحذر بالقول: إذا ما واصلت المجالس مسيرتها الحالية فلن تضيف شيئاً جديداً.. مطالباً بان يشرف الأدباء على المجالس حتى (نقدم إنتاجا وعطاء ثقافيا أدبيا حقيقيا)، مبرراً ذلك بالقول: ليس عيباً ان نعطي القوس باريها، فالأديب هو المتخصص في هذا المجال، وهو القادر على إدارة المجلس، إلا إذا كان أصحابها يريدون الوجاهة والاستعراض الإعلامي، وهناك وسائل أخرى تحقق لهم ذلك، بعيداً عن مركب الأدب، فالتخصص هو الأفضل.. مواصلاً هجومه على المجالس بالقول: انها تفتقد للهوية وعاجزة عن أداء رسالتها في ثقافتنا المحلية، طالما لم تتطور. واختتم الفزيع كلمته، لتنهال عليه المداخلات، المتفقة مع رأيه والمعارضة له، وبدأت المداخلات بشكر وجهه الشيخ أحمد المبارك للمحاضر على استثنائه أحديته من الهجوم الذي شنه على المجالس، كما أشاد بحبك الفزيع للمحاضرة، حيث سلسل أفكاره بدقة، مرجعاً ذلك إلى تمرسه الطويل في الصالونات. وتمنى حمد وبعلي ان تكون المجالس أكثر تنظيماً وواقعية، وتحاول الرفع من مستواها، حتى لا تنزل إلى الحضيض، وتسمو بالشباب إلى الأفضل، مثنياً على اجتهادات أصحابها. أما عبدالله العويد الذي ألمح إلى ضعف الأحدية بعض غياب أحدهم، فسأل المحاضر مستنكراً: كيف تحكم على هذه المجالس وأنت لم تشارك فيها؟ في حين وصف خالد الجريان المجالس بالعبء على الثقافة. وتساءل عدنان العفالق: وما العيب عندما يطلب الإنسان الوجاهة، راداً التخصص الذي نادى به المحاضر في نهاية كلمته. وعارضه في ذلك محمد الجلواح الذي أكد على ان التخصص سيسبب الملل وعدم التركيز لأرباب المجالس. في حين قطع الدكتور سعد الناجم عهداً على نفسه بعدم العودة إلى هذه المجالس، وقال: الحضور لا يعكس المستوى الثقافي في الأحساء، حيث يحضرها القاصي والداني. وأيده في ذلك مبارك بوبشيت، الذي قال: بعض المجالس يختلط فيها الحابل بالنابل، وأنا لا أحضرها، إلا إذا ألزمني الحضور. جانب من الحضور