عندما نسمع عن مؤتمر او تجمع يقام في بيروت للمثقفين والسياسيين والاحزاب والحركات واخيرا للاعلاميين فان سؤالا مهما يقفز في اذهاننا لقد تساءلنا طويلا عما يمكن ان نفعله عن مدى مسؤوليتنا تجاه ما يحدث في منطقتنا وفي العالم وهل هي مسؤولية الحكومات فقط ام هي مسؤولية النخب والشعوب وهي مسؤولية مشتركة وعن جدوى ما نفعله؟! ان المسألة في ابعادها اشمل من ذلك تصل للحد الذي نتساءل فيه عن مدى ايماننا بأنفسنا وبقدراتنا، فانت لا يمكنك ان تجلس القرفصاء في زاوية وتتساءل ما الذي يمكن ان اقدمه؟ ماذا بيدي؟ في الحديث النبوي من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان،، فلابد ان تكون صاحب موقف ولو بينك وبين نفسك ولو برفع يديك بالدعاء، ليس المهم ان تملك سلطة او مالا او موقع او اي شيء مادي ان ارادتك تكفي وان موقف مبدئيا يمكن ان يحدث فارقا يمكن ان تكون خطوة متقدمة على الطريق ولطالما صنعت الارادة الفردية باضعف ايمانها مالم تصنعه سلطة ولا مال ولا مركز. ==1== اذا جاء موسى والقى العصا==0== ==0== فقد بطل السحر والساحر==2== لذلك حين سئل نابليون كيف استطعت ان تولد الثقة في نفوس افراد جيشك فأجاب كنت ارد بثلاثة على ثلاثة من قال لا اقدر قلت له حاول ومن لا اعرف قلت له تعلم ومن قال مستحيل قلت له جرب. انت اينما كان موقعك لايمكنك ان تنأى عن المسؤولية مسؤوليتك ليس فقط اتجاه امتك وقضاياها المصيرية بل حتى تجاه نفسك حاضرك ومستقبلك فلم يعد تدجين الافكار والتواري خلف المواقف الضبابية السبيل الامثل لصياغة الواقع المقارب للمثالية او حتى الذي لا يمكننا ان نشعر من خلاله بالعبثية. هند المحيسن