قال السفير احمد بن حلي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ان عمرو موسى يولي عملية اعادة الهيكلة اهتماماً شخصياً منذ تولي مهام منصب الأمين العام، وهو ما دفعه إلى تقليص إدارات الجامعة العربية من 85 إلى 45 إدارة فقط واستحداث إدارات جديدة مثل إدارة آسيا وادارة شئون نزع السلاح وقال ابن حلي ان قضية تعديل ميثاق الجامعة العربية تشغل حيزاً كبيراً من تفكير واهتمامات القادة والزعماء العرب الذين تقدموا بمقترحات التعديل وفي مقدمتها مشروع مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الذي ركز على استحداث آلية لفرض التزامات على الدول الأعضاء لتنفيذ قرارات الجامعة التي تتخذ على مستوى القمة او مجالس الوزراء. "اليوم" التقت بابن حلي ليتحدث عن العديد من القضايا : الترتيب الداخلي @ في البداية.. ماذا تم بشأن اعادة ترتيب البيت العربي من الداخل؟ -عندما استقر الرأي العربي على اختيار عمرو موسى اميناً عاماً لجامعة الدول العربية، كان هناك تكليف بالبدء في اعادة ترتيب وضع البيت العربي من الداخل،. ومنذ اللحظات الاولى لموسى داخل الامانة العامة اصبح يعمل لتنفيذ هذه المهمة لايجاد تقارب عربي في وحدة الهدف والمصير المشترك، وكان من متطلبات هذا التحرك التخلص من الترهل الذي اصاب هيكل الجامعة وذلك ببتر بعض الادارات التي اصبحت تمثل نوعا من التكدس غير المرغوب فيه فكان قرار دمجها في 45 ادارة بعد ان كانت 85 ادارة مع استحداث ادارات رئي انها لازمة لتنشيط دور الجامعة مثل ادارة نزع السلاح وادارة آسيا وحقوق الانسان. إزالة الصدأ @ كثرت سهام النقد الموجهة صوب الجامعة العربية. وتباينت الآراء حول انقاذ ما يمكن انقاذه .هناك من تبنى دعاوى ترميم الجامعة وميثاقها ومنهم من اجتهد في تقديم مبادرات لتعديل النظام العربي وعلى سبيل المثال مبادرة سمو ولي العهد الامير عبدالله بن عبد العزيز فما تعليقكم؟ -لم يعد هناك من يشكك في اهمية البحث عن آلية جديدة لتعديل ميثاق جامعة الدول العربية. وازالة الصدأ عن بعض البنود التي طمس الزمن معالمها تقريباً. مثل اتفاقية الدفاع العربي المشترك. وما تعتمد عليه قبل كل شيء وهو تحقيق مشروع الوحدة الاقتصادية العربية الذي سقط من حسابات التحركات العربية التي تطلعت إلى وحدة عربية.. لذا جاءت اسهامات عدد من الدول العربية لتعديل ميثاق الجامعة. ليواكب امال وطموحات الشعوب العربية ومن بين هذه المقترحات مشروع مبادرة سمو الامير عبد الله بن عبد العزيز التي سلمها للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى خلال اجتماع لجنة المتابعة يومي 9/ 10 يونيو وقد تم تعميم هذا المشروع على مجموع الدول اعضاء اللجنة الثلاثة عشر وهم السعودية، تونس، مصر، الاردن، سوريا، لبنان، فلسطين، قطر، ليبيا، الجزائر، المغرب، وايضاً باقي الدول العربية غير الاعضاء في لجنة المتابعة. وقد ركز مشروع مبادرة المملكة على ثلاث نواح اساسية: 1 ايجاد ميثاق يجمع ما بين اعضاء الجامعة ويركز على ضرورة ان يكون هناك التزام واضح وصريح من قبل جميع الدول العربية بما جاء في الميثاق وخاصة فيما يتعلق بتلك القرارات التي تتخذ بالاجماع على مستوى القمة او وزراء الخارجية، ومن لا يلتزم بذلك يتخذ ضده بعض الاجراءات التي يتم الاتفاق عليها. بحيث تصبح واجبة التنفيذ فوراً على من يقع تحت طائلتها. 2 مشروع المبادرة تناول ايضا ما ينبغي القيام به على المستوى الامني والسياسة الخارجية و تنظيم المجتمعات داخلياً. 3 ثم يأتي الجانب الاقتصادي الذي شغل حيزاً كبيراً في مشروع المبادرة باعتبار ان المجال الاقتصادي لب أي طموح لعمل عربي مشترك. وبجانب مشروع المبادرة السعودية هناك بعض الدول العربية التي تقدمت ايضاً بمقترحات وافكار لتعديل ميثاق الجامعة العربية ومن هذه الدول قطروتونس والسودان وليبيا وما يجمع بين افكار مبادرات هذه الدول هو كيفية تطوير وتفعيل ميثاق الجامعة العربية. حزام الجوار @ هناك من دعا مؤخرا الى تقارب الجامعة العربية مع دول الجوار للدول العربية رغم خلو ميثاق الامانة العامة للجامعة العربية من أي آلية بشأن ذلك، فما هو تعليقكم؟ -فرضت التطورات المتلاحقة في العلاقات الدولية على مجموعة الدول العربية ان تولي اهتماماً بدول الجوار التي تشكل حزاما حول المنطقة العربية. وهي دول ارتبطت مع الدول العربية بقواسم مشتركة تاريخياً وحضارياً وفكرياً وثقافياً. ومن اهم هذه الدول ايران وتركيا واريتريا واثيوبيا ودول القرن الافريقي الاخرى إلى جانب جنوب اوروبا الذي يقع في مواجهة الشمال الإفريقي. ونظراً لكون ميثاق الجامعة العربية يفتقر إلى آلية للتعامل مع هذه الدول الملاصقة والمحيطة بالمجتمعات العربية، فانه في اطار عملية تحديث وتطوير الجامعة وميثاقها اخذ ذلك في الاعتبار. وتم الاتفاق على ايجاد آلية جديدة تحكم علاقات الدول العربية بدول الحزام المحيطة بها أفريقيا وآسيويا واوروبياً. خصوصاً ان هناك مصالح مشتركة تربط بين هذه الدول وبين البلاد العربية وهو ما يتطلب بذل المزيد من الجهود مازالت أي خلافات قد تشوب العلاقات المتبادلة بين الجانبين. التحديث مستمر @ تحدثتم عن استحداث بعض الإدارات خلال عملية تطوير هيكل الجامعة العربية ومنها إدارة نزع السلاح، فما الهدف الرئيسي لهذه الإدارة؟ -بما ان الجامعة العربية منظمة إقليمية تمثل مجموعة الدول العربية المنضمة للاتفاقية الدولية للأمم المتحدة الخاصة بنزع أسلحة الدمار الشامل فقد كان من الضروري ان تكون هناك إدارة لنزع السلاح، لديها إلمام بجميع جوانب موضوع التسلح النووي وتطوراته في المنطقة، فضلاً عن متابعة القرارات التي تصدر سواء على مستوى القمم العربية او اجتماعات مجالس وزراء الخارجية العرب فيما يتعلق بموضوع نزع الأسلحة، وهي فكرة طرحها الرئيس حسني مبارك بهدف جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية التي تمتلكها إسرائيل، بحيث لا تتحول هذه المنطقة إلى ساحة للتسابق النووي خصوصاً ان هناك مرجعيات للتعامل مع هذا الموضوع سواء كانت هذه المرجعيات تابعة للأمم المتحدة او مرجعيات عربية. إعادة الهيكلة @ يعد الاهتمام بالعنصر البشري احد مقومات نجاح أي عملية تطوير، فما الإجراءات التي اتخذتها الجامعة العربية من اجل النهوض بالقوى العاملة بداخلها لتواكب مسيرة التطور؟ -لقد تم تطبيق نظام جديد بشأن اعادة هكيلة القوى العاملة داخل الجامعة العربية بحيث يكون التوجه صوب استقطاب الكفاءات النادرة من كافة الأقطار العربية لتصبح الجامعة فيما بعد اشبه بمركز تجمع الخبرات مما يؤهلها لتكون مرجعية لاصحاب القرار العربي في ميادين مختلفة، واستكمالاً لهذا الدور فقد اعتمدت الامانة على التقنية الحديثة في مجال المعلوماتية وربط الجامعة بمكاتبها في الخارج عبر شبكة معلوماتية، بل ان التوجه الحالي يسير نحو توسيع هذا الربط ليشمل الدول الاعضاء بحيث يصبح التعامل عن طريق الاجهزة الحديثة، وانشاء موقع على الانترنت لابراز نشاط الجامعة العربية ووضع المعلومات امام المفكرين والباحثين والمثقفين وكافة المهتمين بنشاط الجامعة. المثقف العربي @ يشهد التاريخ بأن رجال الفكر ظلوا دائماً حملة شعلة التنوير في المجتمعات، فما الدور المطلوب من المثقف العربي خلال المرحلة الراهنة؟ * المثقف العربي يمثل العمود الفقري في التوجه الجاري بشأن موضوع اعادة ترميم وتطوير النظام العربي، ومن هنا جاءت مبادرة تواصل الجامعة معهم للاسترشاد بأفكارهم ومقترحاتهم في كل ما يتعلق بقضية تطوير المجتمعات العربية على المستويين القطري والقومي، وانه من العجيب ان نتصور نهضة في المجتمعات العربية بدون دور للمثقفين التي يمثلون حجر الزاوية في هذا البناء المأمول.. ومما لا شك فيه ان العالم العربي زاخر بالمثقفين الذين يمثلون ثروة قومية لا تنضب. @ على ذكركم معين الامة العربية الذي لا ينضب من المثقفين، الا اننا نسمع كثيراً بان الشكوى دائماً من عدم وجود جسور للتواصل ما بين الجامعة العربية وهؤلاء المثقفين، فما هو تعليقكم؟. -قد يكون هذا ضمن اطلال الماضي، اما لو نظرنا للصرح الجديد فسنجد هؤلاء المثقفين يشكلون احد الاعمدة الرئيسية التي يعتمد عليها الامين العام للجامعة العربية في رفعة الامة العربية والنهوض بالعمل العربي، والاستعانة بافكارهم في اصلاح النظام العربي، ولذلك فلم يكن غريباً ان يبلور موسى قناعته في اهمية دور المثقفين العرب بترسيخ تقاليد جديدة وخلال استثمار اي فرصة للالتقاء بهؤلاء المثقفين والتحاور معهم وهي خطوة بدأها موسى منذ عام 2001 الذي شهد لقاء للمفكرين العرب داخل مقر الامانة العامة للجامعة العربية تناول قضية صراع الحضارات، والدور العربي المطلوب، ومناقشة موضوع الانفتاح على الثقافات الاخرى وغير ذلك من الافكار التي حفل بها هذا الملتقى، والتي تضعها الجامعة العربية الان موضع التنفيذ، ثم كان اللقاء الاخر الذي جرى خلال يومي 15، 16 مايو 2003 ما بين الامين العام للجامعة العربية وما بين المثقفين العرب والذي جاء محاولة من الامانة العامة لاستكشاف افكار المثقفين العرب بشأن الخطط الطموحة في قضية تطوير الجامعة العربية التي يضطلع بها موسى الآن، فضلاً عن ذلك فان المثقفين العرب رحبوا بفكرة الامين العام المتعلقة بانشاء مجلس شورى عربي وفي نفس الوقت ايجاد منظومة دفاع عربي جماعي فاعلة تتواكب ومتطلبات احداث المرحلة الراهنة، وقد خلص اللقاء إلى رؤية موحدة خلاصتها الا تظل الجامعة العربية مجرد مرآة عاكسة للواقع العربي، والا فاننا سنظل اسرى لهذا الواقع بكل ما فيه من مساوئ وخلل، بل لا بد ان يكون هناك دور فاعل للجامعة لتكون المحرك الرئيس لهذا التغيير عن طريق تجاوز الاطر الرسمية إلى الانفتاح على المجتمع المدني وحقوق الانسان وحوار الحضارات. دور المغتربين @ نلاحظ وجود توجه من قبل الامين العام عمرو موسى في مد جسور للتواصل مع المغتربين العرب، فما هو الدور الذي يمكن ان يساهم به هؤلاء للامة العربية؟ ظل النظام العربي والامانة العامة للجامعة العربية يتجاهل دور المغتربين العرب فيما يمكن ان يقوموا به من اجل الامة العربية، ولكن عندما تولى موسى مهام منصب الامين العام للجامعة العربية وافرد في اجندة مهامه صفحة خاصة ومتميزة لموضوع المغتربين، بهدف استثمار جهود هذه الجاليات العربية في شتى انحاء العالم ليصبحوا جسورا للتعاون ما بين العالم العربي والاقطار الاخرى في شتى الميادين فكرياً، اقتصادياً وسياسياً.. وامعاناً في هذا الاهتمام من قبل الامين العام عمرو موسى بدور هؤلاء المغتربين فانه سيتم خلال شهر سبتمبر عام 2003 اقامة اكبر ملتقى وربما سيكون الاول من نوعه لممثلي الجاليات العربية في الولاياتالمتحدةالامريكية، والذي من المتوقع ان تحضره شخصيات امريكية رفيعة المستوى وقيادات عربية وشخصيات عامة بارزة.. ويأتي هذا الملتقى كثمرة لاحد جهود التحرك المبذولة في اطار تطوير مهام وانشطة الجامعة العربية خلال المرحلة المقبلة. دون الطموح @ هناك من يرى في العمل الاقتصادي العربي انه دون الطموح المنشود فما رأيكم ؟ نعم ما زال التعاون العربي في ميدان العمل الاقتصادي دون طموحات الشارع العربي نتيجة لعدم احراز نتائج ملموسة على صعيد الاتفاقيات البينية المشتركة خلال العقود الماضية، وقد ادرك الامين العام للجامعة العربية اهمية العمل الاقتصادي العربي في تحقيق الاستراتيجيات العربية المشتركة وانه لن تتحقق وحدة الامة بدون قاعدة تكامل اقتصادي اولاً وهو ما دفع الامانة العامة لطرح مشروع خاص للرؤية الصحيحة لنموذج عمل اقتصادي عربي مشترك. ومن الجدير بالذكر هنا ان نشير إلى الحيز الذي شغله جانب التعاون الاقتصادي العربي في مشروع المملكة العربية السعودية الذي قدمه سمو الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد لاصلاح الجامعة العربية. شكرا للشيخ زايد @ كثر الحديث حول منحة الشيخ زايد السنوية للجامعة لا سيما حول ما تردد مؤخراً عن توقفها بسبب صرفها في غير ما خصصت من اجله؟. بادئ ذى بدء لا بد أن نشيد بالدور البارز الذي قام به سمو الشيخ زايد آل نهيان، وحرصه الدؤوب على دعم العمل العربي المشترك، حتى يظل بمثابة القلب النابض لمصلحة الامة العربية.. وضمن ما قدم الشيخ زايد من عطاء للامة كانت منحته السنوية التي يقدمها للجامعة العربية وقيمتها نصف مليون دولار للانفاق منها على عدد من الانشطة المتعلقة بالعمل العربي داخل الجامعة ومن بينها كان موضوع المتدربين وهم مجموعة من شباب الوطن العربي الذين يتم اختيارهم بهدف تدريبهم وتأهيليهم تحسباً لاي فرصة مسابقة داخل الجامعة فتكون هناك عملية انتقاء للكفاءات منهم لتثبيتهم بشكل دائم وفقاً لمبدأ الشفافية. ابن حلي في سطور ولد عام 1940 بالجزائر ثم انتقل إلى مصر ليحصل على شهادة ليسانس الصحافة من جامعة القاهرة وبعدها عاد إلى ارض الجزائر ليبحث له عن موطئ قدم في وظيفة مناسبة إلى ان عمل بالخارجية الجزائرية عام 1971 لتسند إليه مهام رئيس شعبة الصحافة الوطنية بقسم الصحافة والاعلام بوزارة الخارجية في الفترة من 1971 - 1976 . عاد إلى القاهرة مستشارا للشئون الاقتصادية بالسفارة الجزائريةبالقاهرة من 76 /1977 ومنها إلى العاصمة الليبية طرابلس حيث السفارة الجزائرية للعمل بها كمستشار للشئون السياسية من 78 - 1981 ومن خلال الفترة من 1982 - 1984 تولى منصب مدير بلدان المغرب العربي بوزارة الخارجية الجزائرية. في الفترة من 1984 - 1989 تولى مهام وزير مستشار للشئون السياسية بالسفارة الجزائريةبتونس وفي الفترة من 1990 - 1992 تولى منصب شئون اتحاد المغرب العربي بوزارة الخارجية الجزائرية. في عام 1992 أصبح سفيرا للجزائر بالسودان . في عام 1997 أصبح أمينا عاما مساعدا لجامعة الدول العربية للشئون العربية وما زال يشغل هذا المنصب حتى الآن. كرمته بلاده بوسام جيش التحرير الوطني الجزائري. .. ويتحدث ل"اليوم"