بشارد بن برد: اعمى بالولادة .. اصيب بالجدري فصار قبيح المنظر . وكان ضخم الجثة ولكنه شديد الذكاء جريء الفكر وهو فارسي الاصل ويلقب بابي معاذ لكنه ولد ونشأ في البصرة في بيئة عربية فصيحة (بني عقل) فأخذ عنهم فصاحتهم وتعلم الشعر ثم نبغ نبوغا لم يعهد في شاعر عربي قبله. وهو اول شاعر كبير في العربية وكان امام الشعراء في زمانه وديوانه اكبر من دواوين الشعراء السابقين واكثر تنوعا كما كان استاذ اهل عصره من الشعراء ويجتمعون اليه وينشدون ويرضون بحكمه. كانت البصرة في ايامه حافلة بمجالس اللغة والادب والشعر وعلوم الدين فتردد عليها وانغمس فيها واخذ كثيرا عنها حتى صار من اثقف اهل عصره وشارك في خلافاتهم الدينية والسياسة. لقد اكثر من شعر الغزل حتى فاق فيه عمر بن أبي ربيعة , اشهر الغزليين وكان شعره شائعا في البصرة يرويه بين النساء والرجال . وتشبيهاته من كل ما لغيره احسن. ما يهمنا في هذا السرد هو أن الشاعر بشار بن برد عاش حياة مديدة في ظلمة العمي غير أن بصيرته دفعته ليكون متمايزا عن سواه من المبصرين أراد الحياة وعزم على ان تكون حياته جهادا في تحصيل العلوم علىاختلافها ادبا وشعرا وسياسة وعلوم ودين.. مما يعني أن عماه لم يفقده قوة العقل والارادة فسجل بهما صفحة مضيئة في تاريخ الأدب واللغة. @@ فاطمة الخماس عن: كتاب : معاقون لكن عظماء .. د. جليل وديع شكور