تمر الشجرة التي لها دور في تجميل بيوتنا وشوارعنا والميادين العامة، بمراحل نمو ثلاث رئيسة وهي مرحلة الغرس (يجب على الشخص اختيار النبتة المناسبة ووضعها في المكان المناسب)، ومرحلة الرعاية (السقاية والتسميد والتقليم) وصولا للمرحلة النهائية وهي قطف الثمار. إن للأشجار فوائد عظيمة منها على سبيل المثال تنقية الجو من التلوث وذلك بأخذ ثاني أكسيد الكربون وطرح الأكسجين. العجيب أن الإرهاب يتمتع بنفس مراحل الشجرة بدءا من الغرس ومرورا بالرعاية (التموين من قبل مجموعة، ومحاولة غرس المبادئ في أفكار شباب يغرر بهم) وانتهاء بقطف الثمار. ولكن الأشجار تختلف عنها بطرحها الثمر ليستفيد منه الانسان والحيوان على السواء وفي المقابل الارهاب يطرح الدمار والهلاك... والاشجار تتغذى كي تبسط ظلالها وخضرتها، والارهاب يتغذى ليطرح الشر والتشريد والدمار.. والاشجار تستمد قوتها من جذورها ومدى تأصلها في الأرض، والارهاب يستمد تموينه من الأنفس المريضة والمغرر بهم.. واوراق الاشجار تتساقط في فصل الخريف، والارهابيون يتساقط شرهم في كل الفصول.. والاشجار تموت واقفة شامخة والارهابيون يموتون (أقزاما) في جحورهم. الجميل ان الاثنين يتفقان الى درجة التطابق في خاصية مهمة وهي انه للتخلص من اي منهما يجب ان يكون الاجتثاث (الاستئصال) من جذوره وتجفيف مصادر التغذية والماء والهواء. ان ظاهرة الارهاب (وهي ظاهرة لأنها دخيلة على مجتمعنا) وافرادها بجميع ما يحملونه من فكر غريب يجب ان يقابلوا بالرفض من جميع ابناء الوطن بكافة اطيافه. ان رفض الفرد هذه الظاهرة في اعماق نفسه هي القاعدة الاولى للمكافحة، ويجب علينا كأفراد ان نعلن براءتنا من هذه الظاهرة سواء كان ذلك أمام ولاة الأمر او امام أنفسنا، ويجب ان تكون المكافحة على المستويات بدءا من الأسرة وكل رب أسرة عليه ان يراقب ابناءه باعتباره مسئولا عن رعيته وليتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) وانتهاء بدور اجهزة الامن وكلا مستمد قوته من الدين ورفض الشعب والحكومة لتلك الأعمال والافعال غير المسئولة. ان في تصريح صاحب السمو الملكي الامير عبدالله ابن عبدالعزيز حفظه الله بمحاسبة كل من يؤوي او يساعد او يتعاطف مع هذه الفئة درس لكيفية المعالجة قبل استفحال الداء ودليل واضح على حزم الدولة في استئصال هذا الفكر الدخيل من جذوره لكي ينعم الوطن بالأمن والأمان. ختاما.. هنيئا للوطن والمواطن هذا المستوى من التفاعل من الحكومة والتجاوب الشعبي وليرحم الله شهداء الواجب الذين قدموا أرواحهم فداء لهذا البلد الطاهر تحقيقا للهدف المنشود.. استئصال الارهاب وزمرته من الوطن.