استقبل فخامة رئيس جمهورية بولندا السيد ألكسندر كفاشنيفسكي في مقر رئاسة الجمهورية في العاصمة البولندي وارسو عصر امس الأول رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد الذي يرافقه عدد من اعضاء مجلس الشورى وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية بولندا الاستاذ اسامة بن احمد السنوسي. وقد نقل رئيس مجلس الشورى تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الى فخامة الرئيس والى الشعب البولندي الصديق. وقد اثنى فخامة الرئيس البولندي السيد الكسندر كفاشنيفسكي على الدور الذي تقوم به المملكة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط ودورها في محاربة الارهاب وما تقوم به من جهود في سبيل تحقيق الاستقرار في العراق مؤكدا اهتمام بلاده بتطوير علاقاتها مع العالم العربي خاصة المملكة العربية السعودية لما لها من ثقل سياسي واقتصادي على الساحة الدولية. وتمنى فخامته ان تساهم زيارته القادمة للمملكة العربية السعودية في تقوية العلاقات التاريخية بين كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية بولندا مشيدا فخامته بالمبادرة السلمية للأمير عبدالله بن عبدالعزيز التي اصبحت بعد ذلك مبادرة عربية استحقت كل الاهتمام ليس على المستوى العربي بل الدولي ايضا. كما شدد فخامته على ضرورة تحقيق السلام في الشرق الاوسط, واثنى على جهود المملكة الرزينة في التعامل مع الاحداث الساخنة في الشرق الاوسط مبديا تفهمه لضرورة ان يكون للشعب الفلسطيني ارضه ودولته وان تتوجه الاممالمتحدة الى حل سريع لقضية العراق. واضاف ان بولندا تشاطر المملكة العربية السعودية الرأي حول اهمية ان يعود العراق للعراقيين وان يحكم العراقيون انفسم بأنفسهم في اسرع وقت ممكن وان تتشكل هناك اسس للسلطة المحلية وتهتم ببناءالعراق وان يشارك المجتمع الدولي من خلال الاممالمتحدة بدور هام في تحقيق ذلك. من جهته اشاد معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن حميد بالعلاقات التاريخية التي تربط المملكة العربية السعودية بجمهورية بولندا خاصة ان بولندا هي الدولة التاسعة في العالم التي اعترفت بقيام المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها. مشيرا الى الزيارة التي قام بها الامير فيصل بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - عندما كان نائبا للملك ورئيسا لمجلس الشورى الى جمهورية بولندا قبل سبعين عاما, واستمرار تواصل العلاقات بين البلدين السعودي والبولندي حتى الآن دليل على عمق العلاقات بين البلدين. وبارك معالي رئيس مجلس الشورى لفخامته انضمام جمهورية المجر الى الاتحاد الاوروبي متمنيا ان يحقق ذلك طموحات الشعب البولندي ويأتي بمزيد من الرخاء. كما اوضح معاليه أن المملكة العربية السعودية قلب العالم الاسلامي وفيها الحرمان الشريفان وبها مقدسات المسلمين وهي مهبط الوحي وبها نزل القرآن الكريم والمسلمين يعرفون هذا في جميع انحاء العالم والذين يزيدون على المليار مسلم يقدرون ماتقوم به المملكة العربية السعودية وثقلها الدولي سياسيا واقتصاديا مما يجعل منها دولة تسعى الى تحقيق الاستقرار والامن في المنطقة والعالم اجمع. واضاف معاليه ان المملكة العربية السعودية بها اكبر احتياطي للبترول في العالم وسياساتها الاقتصادية على المستوى الدولي متوازنة فهي تحاول من خلال منظمة أوبك تحقيق الاستقرار لاسعار البترول لكي يكون في صالح الدول المنتجة والمستهلكة كما يتوافر بها الكثير من فرص الاستثمار في مجال الغاز والبتروكيماويات ويتوافر بها مناخ استثماري جيد للشركات العالمية. واضاف معاليه ان جمهورية بولندا لديها امكانات كثيرة زراعية وتجارية وصناعية ولهذا فان امورا كثيرة يجب ان يتوجه لهما البلدان وهذا لن يأتي إلامن خلال تنمية العلاقات بين البلدين من خلال الاتفاقيات المبرمة بين البلدين والتي ستحقق الخير والنماء للشعبين الصديقين متطلعا الى مزيد من التواصل بين كل من مجلس الشورى السعودي والبرلمان البولندي فيما يحقق المصالح المشتركة. وفي نهاية اللقاء حمل فخامة الرئيس البولندي معالي رئيس مجلس الشورى تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والى الشعب السعودي الصديق. كما التقى رئيس مجلس الشورى الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد امس يرافقه سفير خادم الحرمين الشريفين في جمهورية بولندا الاستاذ اسامة ابن احمد السنوسي وعدد من اعضاء مجلس الشرى بدولة رئيس وزراء جمهورية بولندا السيد ليشيك ميللر في قصر رئاسة الوزراء في العاصمة البولندية وارسو الذي اثنى على العلاقات التاريخية التي تربط المملكة العربية السعودية بجمهورية بولندا والتي تزيد على سبعين عاما حيث اثنى على الاسلوب الذي تتعامل به المملكة في معالجة القضايا الدولية خاصة ان المملكة تعيش في منطقة مليئة بالنزاعات. وقال: اننا ننظر باعجاب للسياسة المتزنة للمملكة العربية السعودية ومساهمتها في تحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الاوسط مشيرا الى مبادرة الامير عبدالله بن عبدالعزيز للسلام التي اصبحت مبادرة عربية ومرتكزا هاما لتحيق السلام في الشرق الاوسط, كما اثنى دولته على ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود كبيرة في مساعدة الشعب العراقي ومحاولتها حل هذه القضية من خلال الاممالمتحدة. وقال: نحن بحاجة الى مزيد من التعاون بين الشركات البولندية والسعودية ورجال الاعمال في البلدين فبولندا ليست معروفة لدى المستثمرين السعوديين وكذا المملكة العربية السعودية ليست معروفة لدى المستثمرين البولنديين رغم ماتحتويه من ثروات هناك حاجة الى ايجاد مزيد من التواصل والمعرفة بين البلدين لمعرفة الظروف والامكانات المحلية المتوافرة. وقال: من جهتنا سنسعى الى تحقيق فتح الاسواق وقد بلغت الاستثمارات الاجنبية في بلادنا منذ الانفتاح على العالم اكثر من 65 مليار دولار سنستقبل بكل ترحيب رجال الاعمال السعوديين وسنوفر لهم كل الوسائل المتاحة لنجاح استثماراتهم. واضاف دولة رئيس الوزراء البولندي: كان لدينا اكثر من اربعين الفا من العمال البولنديين يعملون في العراق وبذلك لنا اهتمامات في ارساء الامن في هذا البلد ونسعى لان يتحمل العراقيون مسئولية بلادهم بأسرع وقت ممكن ونؤيد جهود جميع الدول المحبة للسلام في تحقيق هذا الهدف كما نقدر المساعدات الموجهة الى العراق من الدول المجاورة وسنعمل عملا حثيثا للاستغناء عن تواجد الجنود البولنديين في العراق متى ماتحقق الاستقرار. من جهته اوضح معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن حميد اهمية تطوير العلاقات بين المملكة وبولندا مشيرا الى الفرص الاستثمارية الموجودة في المملكة العربية السعودية التي يتوافر بها اكبر احتياطي نفطي في العالم اضافة الى وجود العديد من الفرص الاستثمارية في مجالات عديدة منها الغاز والكهرباء والزراعة والمياه والبتروكيماويات. وقال: ندرك مالدى جمهورية بولندا من امكانات ولذلك من المهم ان نسعى الى تطوير علاقاتنا الى مستوى الطموحات وقد يكون تبادل الزيارات بين البلدين مهما جدا لتحقيق هذا الهدف مشيرا الى الزيارة التي سيقوم بها فخامة الرئيس البولندي الى المملكة قريبا والنتائج المؤملة من هذه الزيارة في توطيد العلاقات المتنامية بين البلدين. وقد اشار معاليه الى الوضع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني الشقيق وما يتعرض له من قبل قوات الاحتلال في هدم البيوت وتشريد الأسر وتجريف المزارع مطالبا بتطبيق القرارات الدولية وقرارات الاممالمتحدة بما فيها ايجاد دولة مستقلة للفلسطينيين عاصمتها القدس وعودة جميع اللاجئين الى ديارهم. كما اشار الى الوضع في العراق حيث عاش الاشقاء في العراق سنوات طويلة تحت النظام السابق وعانوا ماعانوا وحان الوقت لأن يحكم العراقيون انفسهم بأنفسهم ويحافظوا على وحدة بلادهم وان يديروا انفسهم بأنفسم وان يتحكموا في مواردهم وان تخرج قوات الاحتلال في اسرع وقت ممكن حتى ترفع المعاناة عن الشعب العراقي. من جهته اوضح دولة رئيس الوزراء البولندي ان بلاده تشاطر المملكة اهتمامها بالقضية الفلسطينية وضرورة تطبيق القرارات الدولية التي تضمن للفلسطينيين دولتهم كما انها تسعى الى كل مامن شأنه دعم كل الجهود الدولية التي تحقق للعراق استقلاله ووحدته. وفي نهاية اللقاء حمل دولة رئيس الوزراء البولندي معالي رئيس مجلس الشورى تحياته الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني والى صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والى الشعب السعودي الصديق. من جهة اخرى استقبل نائب رئيس مجلس الشيوخ في جمهورية بولندا السيد ريتشارد ياجيمبوفسكي في مكتبه بمقر مجلس الشيوخ البولندي في العاصمة البولندية وارسو صباح امس الاول رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد والوفد المرافق له. وقد استمع رئيس مجلس الشورى الى شرح مفصل عن سير العمل في المجلس من السيد ريتشارد ياجيمبوفسكي الذي اكد على عمق العلاقات وتميزها بين المملكة العربية السعودية والجمهورية البولندية قائلا: ان مجلس الشيوخ في بولندا من اقدم المؤسسات البرلمانية في العالم وانه يسعى جاهدا الى اقامة مزيد من العلاقات المتميزة مع المجالس الاخرى. من جهته تحدث رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد عن نظام الشورى حيث قال: ان نظام الشورى نظام اسلامي جاء مع الاسلام قبل 1400 سنة فالاسلام كما هو عبادة هو دين حياة ولهذا كانت الشورى من جملة النظام الاسلامي في الحكم والسياسة والامور الاجتماعية الاخرى. واوضح ان نظام الشورى قد بدأ منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وقد اثنى على الدور التاريخي لبولندا لكونها الدولة التاسعة في العالم التي اعترفت بقيام المملكة العربية السعودية واقامت علاقات رسمية معها منذ 70 عاما. ثم استعرض معاليه آلية العمل في مجلس الشورى. بعدها تحدث رئيس مجلس الشيوخ البولندي الذي ذكر انه يوجد في بولندا 5000 مسلم وهم يلقون كل الرعاية والتقدير. كما اثنى رئيس المجلس على هذا الاهتمام من قبل المسئولين البولنديين موضحا ان مجلس الشورى. السعودي انضم مؤخرا الى الاتحاد البرلماني الدولي مما يؤكد نجاح الشورى في الاسلام الذي لايقف عند حد بل يستفيد من تجارب الدول الاخرى. وفي ختام اللقاء اتفق الطرفان على اهمية توطيد العلاقات من خلال تبادل الزيارات بين البرلمانيين في كلا البلدين وقد حضر اللقاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية بولندا الاستاذ اسامة بن احمد السنوسي. والتقى كذلك رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد والوفد المرافق له صباح امس برئيس مجلس النواب البولندي السيد مارك بوروفسكي في مكتبه بمقر البرلمان البولندي في العاصمة البولندية وارسو. وقد رحب السيد مارك بوروفسكي بمعالي رئيس مجلس الشورى وقال: ان هذه الزيارة تأتي تأكيدا لتطور العلاقات المتبادلة متطلعا الى ان يساعد هذا في توسيع التعاون بين مجلس الشورى السعودي والبرلمان البولندي. من جهته استعرض معالي رئيس مجلس الشورى مسيرة مجلس الشورى السعودي الذي بدأ نشاطه منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. وان هدف هذه الزيارة هو توثيق العلاقات بين البلدين مشيدا بجهود سفير بولندا في المملكة والسفير السعودي لدى بولندا في توطيد اواصر التعاون وقال معاليه: ارجو ان نكون جادين في ان ندفع علاقات بلدينا الى الامام على مستوى طموح شعبنا واظن البرلمان البولندي لديه نفس التوجه والرغبة في هذا المجال. واضاف قائلا: على الرغم من اننا نطمح كثيرا إلى تنامي العلاقات بسرعة لكن نشعر الى حد ما انها دون مستوى طموحاتنا ونريد ان تتسارع لما فيه مصلحة البلدين كما نقدر انشغال الحكومة البولندية بالانضمام للاتحاد الاوروبي مما يجعل جهودها تتركز في هذا الجانب ونهنئ الحكومة البولندية بالانضمام للاتحاد الاوروبي مما يجعل دورها اكبر في سبيل استثمار علاقاتها مع الدول الصديقة وبذلك نأمل ان تتعرفوا على الامكانات السعودية المتوافرة حيث يتوافر الكثير من فرص الاستثمار في العديد من المجالات كالغاز والبترول والزراعة والمياه والبتروكيماويات وغيرها كثير. واضاف معالي رئيس مجلس الشورى ان فخامة الرئيس البولندي سيزور المملكة العربية السعودية قريبا بدعوة من خادم الحرمين الشريفين ونحن متفائلون بأن هذه الزيارة ستكون دافعا لتطوير العلاقات بين البلدين الى الافضل كما ان هناك زيارة لصاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية وكذلك زيارة لوزير الاقتصاد البولندي للمملكة. واضاف ان المملكة مهبط الوحي وبها بعث الرسول صلى الله عليه وسلم وبها انزل القرآن الكريم وهي محط اهتمام اكثر من مليار مسلم ولهذا فان قضايا الاسلام تأتي في مقدمة اهتمامات المملكة فالاسلام دين حق ودين عدل وليس دين عنف او ارهاب كما تظهره بعض الوسائل الاعلامية عن قصد او غير قصد. فالارهاب لادين له ولا جنسية ولا وطن فالارهاب يمكن ان يصدر من اي انسان مهما كانت ديانته. كما ان علينا ان نفرق بين الارهاب وبين حق الشعوب في تقرير مصيرهم والشعب الفلسطيني وقع عليه ظلم كبير منذ اكثر من خمسين عاما فقد تعرض للقتل والتشريد وهدم البيوت وتجريف الأراضي الزراعية وكان ذلك على الرجال والنساء والاطفال ونتطلع لأن تقوم الدول القادرة على تحقيق العدل بدور فمن حق الشعب الفلسيطين ان تكون له دولته المستقلة وعاصمتها القدس ومن حق اللاجئين العودة الى ديارهم وخارطة الطريق نأمل ان تكون وسيلة لتحقيق الحق ولكن الطرف الآخر لم يكن موقفه جيدا. فالقضية الفلسطينية هي من اولويات اهتمامات المملكة العربية السعودية ولهذا جاءت مبادرة الامير عبدالله بن عبدالعزيز التي اصبحت مبادرة عربية. اما فيما يتعلق بالعراق فهو ارض محتلة كما ورد ذلك من الاممالمتحدة ولهذا نود ان يزول الاحتلال في اقرب وقت ممكن وان يكون للشعب العراقي تقرير مصيره واختيار قيادته. كما عرض معالي رئيس مجلس الشورى تكوين لجنة صداقة سعودية بولندية بين مجلس الشورى السعودي والبرلمان البولندي. من جهة اخرى اعتقد رئيس مجلس النواب البولندي ان المملكة وبولندا متشابهان في الكثير من التوجهات عما يتعلق بالقضية الفلسطينية قال: ان الشعب البولندي كان محتلا ويعرف معنى الاحتلال مما يجعل من الضرورة اقامة وطن للفلسطينيين. وقد حضر اللقاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بولندا الاستاذ اسامة بن احمد السنوسي. السفير اسامة السنوسي - د. الشيخ صالح بن حميد