ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نجاح عملية جراحية دقيقة لطفل يعاني من ورم عظمي    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    المملكة تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب .. غداً    فيصل بن بندر يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان.. الأحد المقبل    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    الحربان العالميتان.. !    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    لمحات من حروب الإسلام    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



للمملكة دور ريادي على مستوى المنطقة والعالم لما لها من مكانة وأسس قيادية
سفير بولندا المعين لدى المملكة - فيتولد ستانيسلاف ل(الجزيرة):
نشر في الجزيرة يوم 03 - 06 - 2011

وصف سفير جمهورية بولندا لدى المملكة فيتولد ستانيسلاف العلاقات بين بولندا والمملكة بأنها تحمل طابعا خاصا بوجود سمات مشتركة بين البلدين الصديقين لما تشهده العلاقات من تطور مستمر في جميع النواحي وتعاون فعال لاكتساب الخبرات والمهارات خاصة في المجال العلمي والبحثي، كما تطرق إلى الدور الريادي الكبير الذي تقوم به المملكة في المنطقة إضافة إلى عدد من القضايا المثيرة وذلك في حوار أجرته (الجزيرة) معه بمناسبة تعيينه سفيرا لدى المملكة العربية السعودية.
سعادة السفير نرحب بكم في صحيفة الجزيرة ويسعدنا أن نجري هذا اللقاء معكم والذي سوف يعرّف القراء بجمهورية بولندا الصديقة؟
أهلا وسهلا بصحيفة الجزيرة في سفارة جمهورية بولندا بالرياض ودعني أعبر للصحيفة عن امتناني وشكري لإجراء هذا اللقاء الذي آمل أن ينقل للقارئ السعودي نظرتي تجاه المملكة العربية السعودية وكذلك أن أبين لهم السياسة التي تتبعها جمهورية بولندا.
بداية نود من سعاتكم أن تحدثونا عن سيرتكم المهنية والمناصب التي تقلدتموها؟
في بداية الحديث أود القول إنني محيط ومتآلف مع منطقة الشرق الأوسط حيث سبق أن عملت سفيرا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولمدة ست سنوات منذ عام 2002 وحتى 2008 وكانت فترة ثرية وممتعة في حياتي وبعدها عملت في وزارة الخارجية في القسم الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط لسنتين وخلال هذه الفترة زادت معرفتي بمنطقة الشرق الأوسط وقبل التحاقي بوزارة الخارجية عام 2002 عملت في جهاز الأمن الوطني والذي يشرف عليه فخامة رئيس الجمهورية وأثناء عملي في هذا القطاع كنت مسئولا عن العلاقات في كل من روسيا وأوكرانيا ووسط آسيا أما بالنسبة لتعليمي الأكاديمي فأنا أحد خريجي معهد موسكو الدولي ومتخصص في الشأن الباكستاني ولهذا السبب أنا أتقن اللغة الأردية كما أني أجيد الفارسية والآن أحاول تعلم اللغة العربية.
انطباعات جيدة
كيف رأيتم المملكة العربية السعودية وما هو انطباعكم عنها؟
أود القول إنني متحمس جدا لمعرفة المجتمع السعودي وقد وجدت تشابها كبيرا في العلاقات من الجوانب المختلفة والتي تستحق أن يسلط عليها الضوء فإذا أمعنت في الحب العظيم الذي يكنه البولنديون للخيل العربية الأصيلة كما يكنه السعوديون لها لوجدت أنه في مطلع القرن التاسع عشر ميلادي قام أحد النبلاء البولنديون وهو السيد فياتسوف جيفودسكي بزيارة للمملكة العربية السعودية وكان مبهورا بما رآه من سلوك وثقافة ثم أتت تلك الزيارة المهمة في تاريخ العلاقات السعودية البولندية التي قام بها الأمير فيصل بن عبدالعزيز الملك فيما بعد عندما كان وزيرا للخارجية آنذاك في عام 1934م والذي نعده المؤسس لهذه العلاقة بين البلدين ومما أضاف على هذه العلاقة تميزا هو كون بولندا هي الدولة الثامنة التي اعترفت بالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن حاكما على الحجاز ونجد وملحقاتها وقبيل الحرب العالمية الثانية بدأ التوطيد للعلاقات الاقتصادية وأثناء الشيوعية تجمدت هذه العلاقات نظرا لتلك الظروف ولكن عندما استقلت بولندا من الاتحاد السوفيتي كان في مقدمات عملها الدبلوماسي هو عودة العلاقات السعودية البولندية خاصة أنه إذا نظرنا إلى المجتمع السعودي فسوف نجد العديد من البولنديين الذين يعملون هنا وهم سعيدون بالعمل في السعودية كما أن المملكة حليف مهم لبولندا في منطقة الشرق الأوسط والتي تعزز الاستقرار بطريقة فعالة بالمنطقة، كما أننا نعتز بالزيارة الملكية للملك عبدالله بن عبدالعزيز التي قام بها في عام 2007 واعتبرناها زيارة تاريخية إضافة إلى مبادرته بتحمل تكاليف فصل التوأمين السياميين البولنديين داريا وأولغا والتي كانت غاية في معاني الإنسانية والعطف فشكرا جزيلا له وكذلك شكرا للجراح المشهور د. عبدالله الربيعة وزير الصحة الحالي وهذه المبادرة سوف يتذكرها البولنديون دائما فهي لم تدعم العلاقات بين البلدين فحسب بل وحتى الشعوب وإن ذكرت اسم الملك عبدالله في بولندا سوف تجد صنيعه باقيًا في قلوب البولنديين.
آفاق تطوير العلاقات
إلى أي مدى أنتم راضون تجاه تطور العلاقات السعودية البولندية؟
خلال السنوات الماضية تم تأسيس القاعدة لهذه العلاقات فتم توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين وتعرّف كل منا على الآخر عن كثب والآن حان الوقت لتدعيمها في أفق وإطارات جديدة فعلى سبيل المثال هناك تعزيز فعال للمجال التعليمي والعلمي بين البلدين فهناك عدد كبير من الطلبة السعوديين يدرسون في بولندا وفي مختلف المدن والتخصصات ويبلغ مجموع المواطنين السعوديين في بولندا زهاء الألفين سعودي ولكن نحن نعتبر كل هذا إنما هو البداية ومؤخرا قمت بزيارة إلى معرض الرياض الدولي للتعليم العالي وكانت هناك تساؤلات عديدة من الزوار حول الجامعات البولندية والنظام التعليمي هناك وأعتقد أن بولندا سيكون لها نصيب وافر من البيئة التعليمية فالسعوديون يحتلون الآن المرتبة الخامسة من تعداد الطلبة الأجانب في بولندا وأيضا هناك الجانب الصحي فيوجد في المملكة مجموعة من الأطباء والأخصائيين البولنديين وكما ذكرت سابقا إنما هي البداية فهناك طلب كبير على الأطباء البولنديين والحكومة السعودية مهتمة الآن في تطوير الكادر الصحي وأرى أن بوسعنا أن نقدم لهم أمهر الأطباء والأخصائيين، وعندما تتأمل العلاقات السياسية فإن زيارة الملك عبدالله لبولندا كانت هي بداية فصل جديد من العلاقات السعودية البولندية والآن من واجبنا أن نملأ هذا الفصل بالإنجازات لكلا البلدين والآن أود أن أتحدث عن الزيارات رفيعة المستوى لبولندا فحاليا سوف يعقد المؤتمر الأول لتقنية الاتصالات والذي ما زلنا نناقش تحديد موعده، وعموما أنا أؤمن أن هناك الكثير لكي نفعله ونقوم بتطويره ونحن نقوم بتشاورات ومداولات في وجهات النظر المختلفة مع أصدقائنا السعوديين فنحن نقدر الخبرات والتجارب السعودية فالمملكة تلعب دورا هاما إيجابيا في المنطقة.
بولندا والاتحاد الأوروبي
منذ عام 2004 انضمت بولندا إلى الاتحاد الأوروبي فبرأيكم كيف لهذه العضوية أن تساعد في تطوير الشأن البولندي؟
لقد كانت خطوة موفقة ومهمة فمنذ ذلك العام أصبحت البورصة والأسواق الأوروبية مفتوحة لنا وليس من هذا الجانب فحسب ولكن كذلك المجال التعليمي وهو الأهم وتبادل الخبرات والمعرفة فعدد البولنديين في أوروبا الغربية كبير وهم يشغلون مناصب ووظائف عالية ومرموقة وهم يحظون بتقدير من تلك البلدان وبالمثل الأوربيون في بولندا الذين يعتبرون بولندا منزلهم الثاني فلا شك أنها خطوة جيدة للأمام فبولندا كانت مرشحة منذ تأسيس الاتحاد لدخوله وإذا تجولت في بولندا سوف تجد الطرقات والمباني الحديثة إضافة إلى الخدمات الأساسية فهذا كله أتى نتيجة دخولنا للاتحاد الأوروبي.
تتولى بولندا رئاسة الاتحاد الأوروبي بدءًا من يوليو القادم ولمدة ستة أشهر فما هي الأهداف التي تسعى بولندا إلى تحقيقها خلال رئاستها للمجلس؟
هذه الحقبة مهمة جدا للشعب البولندي فهي تمضي بنا قدما لتطوير الكثير من النواحي إضافة إلى تعزيز عدد من الجوانب خاصة مع جيراننا من الدول ومناقشة السوق الأوروبية كما أننا نسعى أن نكون نشيطين في منطقة الشرق الأوسط فالآن يتم تقديم الدعم للتونسيين وكذلك المصريين وذلك لخلق السلام في المنطقة.
علاقات اقتصادية
هل هناك من خطوات لتطوير مجلس الأعمال السعودي البولندي؟
إذا تتبعنا العلاقات الاقتصادية السعودية البولندية فسوف نجد أننا نسير بخطى ثابتة نحو تعزيزها فبداية وضعنا الأساس لهذه العلاقات بتكوين لجنة مشتركة بين البلدين ومن ثم تم توقيع عدد من الاتفاقيات ذات الطابع الاقتصادي فتم التوقيع على اتفاقية الازدواج الضريبي والآن تجري مباحثات لتوقيع اتفاقية حول حماية الاستثمار وقبلها بسنوات تم التوقيع على اتفاقية التعاون الاقتصادي بين البلدين وإذا رأيت إلى حجم التعاون الاقتصادي السعودي البولندي سوف تجد أنها أكثر من الخمسمائة مليون يورو وهي لاترقى إلى طموحات كلا البلدين نظرا لأن بالاستطاعة زيادتها خاصة مع التعاون الكبير من الجانب السعودي وقد تحدثت مع عدد من رجال الأعمال السعوديين والذين كانوا متحمسين للاستثمار في بولندا بل إن حماسهم لم يكن يقتصر على الاستيراد والشحن فقط بل كذلك إلى نقل التكنولوجيا والتقنية الحديثة ودورنا كحكومة هو إعطاء رجال الأعمال السعوديين الفرصة وتزويدهم بما يعينهم على تحقيقها ومن الجانب البولندي فقد أتت العديد من الشركات البولندية للمملكة للمشاركة في مختلف المعارض السعودية فقبل عامين فقط لم يكن هناك أية جامعات بولندية مشاركة في المعارض العلمية للمملكة اليوم هناك أربع جامعات بولندية آملين في العام القادم أن يزداد هذا العدد إلى سبعة أو حتى عشرة جامعات والأمر نفسه مع الجانب الطبي فهناك شركات بولندية متخصصة في الأدوات والعقاقير الطبية وهي مهتمة بالسوق السعودي وبالتالي يتحتم علينا القول إن هناك نشاطا في الجوانب الاقتصادية والصحية والتعليمية وهناك عدد من الشركات السعودية البولندية التي سجّلت تجاريا مؤخرا، إضافة إلى وجود العديد من الفرص الاستثمارية لرجال الأعمال السعوديين في بولندا وتوفر المختصين البارعين في بولندا ذوي القدرات التعليمية والمؤهلات العالية والملمين بالتقنية والتكنولوجيا والذين سوف يكونون محل اهتمام الجامعات السعودية لكي يكونوا ضمن أعضاء هيئة تدريسها.
مجالات أخرى للتعاون
تعد بولندا من الدولة المتقدمة في المجال الطبي فهل هناك تعاون طبي مع المملكة؟
نعم فقد تم التوقيع على اتفاقية التعاون الصحي بين البلدين والأطباء البولنديين ينشطون في المستشفيات السعودية المختلفة وعددهم يراوح الأربعين طبيبا ويوجد طلب على الأخصائيين والجراحين في المملكة ومؤخرا تحدثت مع وزير الصحة السعودية وكان هناك اهتمام متبادل بيننا.
فماذا عن التعاون البترولي؟
برأيي أنه من المهم أن تبدأ المحادثات في هذا الجانب ولعلك تعلم أن معظم شحنات الغاز والنفط المصدرة لبولندا تستورد من روسيا فسياسة الحكومة البولندية تجاه الطاقة هي البحث عن مصادر أخرى لها ونحن متحمسون للحوار بهذا الشأن ومتحمسون للحديث مع المملكة عن هذا التبادل المهم وعلى أي حال فإن الأسعار هي العامل المهم لأي تبادل.
الطلاب السعوديون وتجديد الإقامة
أسلف سعادتكم بالحديث عن وجود أكثر من ألفي سعودي على الأراضي البولندية فكيف ترون إلى هذا العامل في تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين؟
إن الشباب وخاصة الطلبة منهم هم مستقبلنا فهم سفراء لأوطاننا ومن المعلوم أن الدراسة في دولة معينة تعينك على فهم ثقافتهم ومجتمعهم بشكل أفضل والطلبة السعوديون في بولندا نعتبرهم عاملا مهما في تعزيز وتطوير العلاقات فهم سيقومون بتغيير وتوضيح كثير من المفاهيم عن المملكة العربية السعودية وكلما ازداد عدد الطلبة السعوديين ازداد عمق الفهم والإلمام عن ثقافة ومجتمع المملكة وكلما بات المجتمع معروفا كلما أصبح أكثر نجاحا والأمر ينطبق على كلا البلدين.
يعتبر قانون تجديد الإقامة السنوي للطلبة الأجانب في بولندا إحدى المشكلات التي تواجه الطلبة السعوديين نظرا لما يترتب على تجديدها من عناء ومشقة للطالب لا سيما أن عدد الطلبة السعوديين في بولندا يتزايد وخاصة أن الأغلبية منهم من الدراسين لتخصص الطب البشري والذي تستغرق دراسته ستة أعوام فهل من إجراء لحل هذه المشكلة؟
إنه سؤال مهم وكما أسلفت عدد الطلبة السعوديين في ارتفاع وأعتقد أن علينا التفكير في هذا الإجراء واستشارة المسئولين في هذه الحالات لنكون أكثر دقة وعلى أي حال نحن نتعامل مع هذه الحالات بإيجابية كبيرة.
يعيش في بولندا عدد كبير من المسلمين فما هي نظرة المجتمع البولندي لهم؟
المسلمون يشكلون جزءًا من المجتمع البولندي فإذا سنحت الفرصة لك بزيارة شرق أوروبا وتحديدا قرب مدينة بياوستوك هناك منطقة تدعى الشرق البولندي حيث يعيش التتر المسلمين وهناك مسجد أثري لهم وهم مستوطنون فيها لما يقارب الأربعمائة عام وهذا دليل على وجود المجتمع الإسلامي منذ مئات السنين وليس حديث التكون وهم في تعايش مثالي مع المسيحيين، ففي يوم 21 يناير من كل عام تكرس الكنيسة البولندية صلاة خاصة لإخوتهم المسلمين، وقد أسست في بولندا لجنة بين الكاثوليك والمسلمين لحوار الأديان والثقافات والمسلمين منتشرين في مختلف المدن البولندية وقد دعوا إلى بولندا من قبل ملك بولندا حينذاك في المساعدة للتصدي لهجمات بعض الغزاة وقد ألحقوا في الجيش بمرتبة فرسان نبلاء نظير شجاعتهم وإخلاصهم للدولة البولندية وهم مثلنا تماما.
لقاءات هامة
مؤخراً التقى سعادتكم بعدد من رجال الدولة والمسئولين السعوديين فكيف رأيتم إلى هذه اللقاءات؟
حظيت بشرف لقاء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وكان سموه مهتما بمجالات التبادل والتعاون بين البلدين فتطرقنا إلى التعاون العلمي وكذلك تحدثنا عن السياحة في كلا البلدين وسلطنا الضوء خاصة على التعاون بين العاصمتين وارسو والرياض، كما التقيت بصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية وتبادلنا الأحاديث الودية وسبل تطوير العلاقات بين البلدين وناقشنا كذلك التطورات التي تحدث في العالم الدولي كما أن الأمير يشاركنا الحب والاهتمام بالخيول العربية، أيضا التقيت بمعالي الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة والجراح المشهور ومعاليه يكن التقدير والحب لبولندا وذلك لفصله التوأمين البولنديتين وتم خلال اللقاء تباحث أهم مجالات التعاون بين البلدين إضافة إلى التأكيد على تبادل الخبرات والتجارب والأطباء الأكفاء وناقشنا المستوى العلمي للطلبة السعوديين الدارسين للطب في بولندا والحرص أن تكون برامجهم التعليمية في المستوى المطلوب.
ما هو موقف بولندا تجاه قضية الشرق الأوسط وفلسطين؟
إن السؤال عن عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط صعب للغاية ولكننا نرى أن الحل الأفضل للقضية هو ما تمثل في المبادرة السعودية والذي تقدمت به في عام 2002م أو مايسميه المراقبون الدوليون بجزيرة السلام وهو ما يعني أن الدولة الفلسطينية سوف تكون مستقلة وذات سيادة وأن يعترف بالدولة الإسرائيلية مما يضع حلا مناسبا لجميع الأطراف مع الأخذ الاعتبار الأمن الوطني للدولتين لذلك فإن العرض السعودي هو أفضل ما يمكن تقديمه لمثل هذا الجو من المحادثات والتي أخذت جدلا واسعا واستغرقت زمنا طويلا ومن جانبنا البولندي نحن مستعدون لدعم هذه المبادرة وأن نكون مشاركين بها.
مركز الملك عبد الله ببولندا
تحدثتم عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بفصل التوأمين السياميين البولنديتين داريا أولغا أثناء حديثكم عن العلاقات المتميزة بين البلدين وردا لهذا الجميل قام سكان مدينة التوأمين يونيكوفا بإنشاء مركز يحمل اسم الملك عبدالله ويختص بالثقافة والحوار فكيف تنظرون لهذا العرفان؟
إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين بفصل التوأمين تمثل للبولنديين الشيء الكثير فهو عمل إنساني غاية في النبل والإحسان وهذا المركز ساهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز في بنائه وهو قرار صائب والفكرة من إنشائه هو خلق حوار حضاري بين المجتمعات والثقافات المختلفة سواء على الصعيد المحلي أو العالمي وقد افتتح المركز منذ سنوات وأهالي يونيكوفا ممتنين لإنشاء هذا الصرح الحضاري والذي يقدم كمًّا هائلا من المعلومات والخدمات التي تدور حول الأديان والمجتمعات.
بولندا غنية بالتراث الأدبي والثقافة الغربية فماذا عن مجالات نقل هذه الثقافة للقارئ السعودي؟
نحن حريصون على إبراز شتى الجوانب المتعلقة ببولندا وحاليا يعد مركز الملك فيصل ندوة عن محمد أسد وهو باحث معروف ولد في مدينة إنلفوف البولندية أثناء حكم الإمبراطورية الهنغارية وسيرته معروفة في الأوساط الأدبية وقد اعتنق الدين الإسلامي وكان دائما عزيز الافتخار بوطنه الأم بولندا، كما قام عدد من الأكاديميين من أكاديمية شتيشنتنا بزيارة لأكاديمية الأمير نايف للأمن الوطني وتم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون ونتوقع حضور عدد من الزوار في الفترة القادمة.
كم عدد المواطنين البولنديين في المملكة؟
قرابة المائتين وخمسين مواطنا بولنديا منهم أربعون يعملون أطباء، وعدد منهم أساتذة والعدد الآخر مهندسون، وبالمناسبة فإن من قام بتصميم وادي حنيفة هو مهندس بولندي.
بولندا بلد مصياف وسياحي من الطراز الأول فكيف ترى إقبال السعوديين على السياحة فيها؟
إن أملنا الكبير هو تعريف السعوديين لزيارة بولندا وخاصة المناطق السياحية الخلابة فيها، فلدينا قدرة كبيرة وكذلك عروض للسائحين السعوديين خاصة الجزء الشمالي من البلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.