"12" "توماس فريدمان" صحافي "النيويورك تايمز" المدلل، وهو من الكتاب القديري الاحتراف ، ولديه أسلوب حركي بسيط يشد القارئ لأنه مليء بقصص التجارب ، وضرب الأمثال ، ومقارنة الوقائع .. على أن له مقالة مؤخرا خالية من الذكاء.. حتى لا نقول غير ذلك. في التاسع عشر من الجاري كتب مقالة غريبة مخلة في أي توازن ومنطق في السياسة الدولية، وكأنه يكمل المسرح العبثي الذي تلعبه مجموعة واشنطن التي تدير امريكا. والمقالة تكشف عن نفسها من عنوانها وتصور أن أمريكاوفرنسا في حالة حرب، ثم يقول نصا ( وأنا هنا أترجم مقالته التي قرأتها في موقع الجريدة بالأنترنت) : "لقد أزف الأوان لنا نحن الأمريكان لنتعلم شيئا ، فرنسا ليست مجرد حليف مزعج، ولا هي فقط منافستنا الغيور ، إن فرنسا صارت عدونا" (!!) السياسة هي فن الممكن ، كما هي فن المرونة ، وفن ترك الأبواب مواربة بدون إحكام نهائي حتى تمر منها الحلول التوافقية. وأسذج ما يكون للسياسي، وكتاب السياسة، أن يكونوا قطعيين ويقذفون الأحكام بإبراماتها النهائية! الذي فعله "فريدمان" هو أنه رمى فرنسا في ساحة الأعداء ولم يعد لأمريكا لها أي دالة فيما يدل فيه الصديق على الصديق، مهما تناءت بينهما المواقف والآراء..