أكد 81% من مسؤولي شركات تمثل معظم القطاعات الرئيسية والمناطق الجغرافية حول العالم أن إدارة المخاطر الاستراتيجية من أهم أولوياتهم، بينما يتصدر الحفاظ على سمعة شركاتهم المرتبة الأولى في لائحة المخاطر التي تشكل مصدر قلق لهم والتي يتوجب عليهم العمل على ادارتها. وأشارت 49% من الشركات في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا إلى أن برامج إدارة المخاطر لديها غير مناسبة، ولقد عمل 91% من هذه الشركات على تغيير مقاربتها لمفهوم إدارة المخاطر الاستراتيجية. وقال 13% فقط من مسؤولي الشركات: إن برامج إدارة المخاطر لديهم تسهم في تطوير وتنفيذ استراتيجيات شركاتهم، وذلك بحسب نتائج استطلاع نشرتها ديلويت مؤخرًا، وأجرته "فوربس انسايتس" تحت عنوان "المخاطر المرتبطة باستراتيجيات المؤسسات"، ويتناول مدى التقدم الذي تقوم به الشركات في عملية إدارة المخاطر المتأثرة باستراتيجياتها وكيفية الاستعداد لمواجهة المستقبل. وقال فادي صيداني، الشريك المسؤول عن قسم خدمات المخاطر للمؤسسات في ديلويت الشرق الأوسط: لطالما شكلت إدارة المخاطر معيارًا أساسيًا لتقييم أكثر الشركات نجاحً،. ولكن بما أن بيئة الأعمال اليوم محفوفة بالمخاطر، يصعب على المدراء التنفيذيين الوثوق الكلي بأن خططهم واستراتيجياتهم تسير وفقًا لتوقعاتهم". وأضاف صيداني: "يعود ذلك بشكل خاص إلى أن مخاطر استراتيجية تبرز أكثر من أي وقت مضى، وتؤثر على القرارات الاستراتيجية للشركات أو تنجم عنها. وأبرز هذه المخاطر ناجمة عن التغييرات المستمرة في عالم الأعمال وتداعيات الابتكارات التكنولوجية كمواقع التواصل الاجتماعي، والهواتف المحمولة، ووفرة وسهولة انتقال البيانات الكبرى. ووفقًا لنتائج الاستطلاع أصبحت الشركات تركز أكثر من السابق على المخاطر الاستراتيجية، إذ أكّد 81% منها أنها باتت تعمل على إدارة هذه المخاطر فيما كانت تركز في السابق على إدارة المخاطر التشغيلية والمالية ومخاطر عدم الامتثال للأنظمة والقوانين. وغيّر نحو 94% من المستطلعين مقاربتهم لإدارة المخاطر الاستراتيجية خلال السنوات الثلاثة الماضية، فيما سُجّل اختلاف بسيط في هذه النسبة التي بلغت 96% (أعلى من المعدل) في منطقة آسيا/ المحيط الهادي، و91% (أقل من المعدل) في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. وقد تصدرت مخاطر السمعة لائحة المخاطر الاستراتيجية للشركات، ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى الاستعمال المتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي التي سهّلت الانتشار السريع للمعلومات حول العالم وصعّبت عملية تحكم الشركات بسمعتها، فيما تصدرت عملية إدارة المخاطر الاستراتيجية أوليات الرؤساء التنفيذيين ومجالس الإدارة، إذ أشار ثلثا الشركات التي شملها الاستطلاع 67% إلى أنّ الرئيس التنفيذي، أو مجلس الإدارة، أو لجنة ادارة المخاطر يشرفون بأنفسهم على هذه العملية. واعتبر 53% من المستطلعين أنّ كل من مواقع التواصل الاجتماعي، والهواتف المحمولة، والبيانات الضخمة هي سيف ذو حدين في عالم التكنولوجيا، وقد تشكّل تهديدًا لنماذج الاعمال القائمة حاليًا، وقد دفع ذلك ب91% من الشركات الى تغيير استراتيجياتها منذ انطلاق الثورة التقنية.