أظهر استطلاع أجرته «ديلويت» و «فوربس إنسايتس»، أنّ أقل من 25 في المئة من المديرين التنفيذيين في الولاياتالمتحدة، شددوا على أن مؤسساتهم العالمية تعمل باستمرار على مراقبة الأخطار. وفي حين توقّع معظم المشاركين في الاستطلاع أن تبقى البيئة الاقتصادية العالمية، المصدر الأكبر للأخطار والتحديات بالنسبة للشركات حتّى عام 2015، توقع 27 في المئة من المشاركين أن يتعاظم دور الأخطار التي تطرحها مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار 41 في المئة من المشاركين في الاستطلاع، الذي أجري تحت عنوان «ما بعد الصدمة: التكيّف مع عالم إدارة الأخطار الجديد»، إلى أنّهم يرون في البيئة الاقتصادية العالمية المصدر الأهم للتحديات وللأخطار في السنوات الثلاث المقبلة، فيما يصنّف الثلث الإنفاقات والموازنة الحكومية ضمن هذه الفئة. ورأى 66 في المئة من المشاركين أن الأخطار المالية هي أبرز مصادر القلق في التقلبات على مدى السنوات الثلاث المقبلة، تليها الأخطار الإستراتيجية برصيد 63 في المئة، والتشغيلية بحصة 58 في المئة. في هذا السياق، قال الشريك المسؤول عن قسم خدمات الأخطار للمؤسسات في «ديلويت الشرق الأوسط»، فادي صيداني: «لم تكن مواقع التواصل الاجتماعي على طاولة البحث منذ بضع سنوات، أمّا اليوم، فهي تندرج على لائحة أهم خمسة مصادر للأخطار- وهو مستوى الأخطار المالية ذاته». وأضاف: «تعتبر فورة مواقع التواصل الاجتماعي مساهماً آخر في بيئة الأخطار العالمية المتقلبة التي تضطر الشركات لخوضها، في وقت تتطلب السوق الحالية أن تتمتّع المؤسسات العالمية بخفة الحركة في مقاربتها لتقويم الأخطار، سواء لدى التعاطي مع ما يعرضه الموظّفون على مواقع التواصل الاجتماعي أو كيفية تكيّفها مع المتغيّرات التنظيمية العالمية أو استفادتها من الفرص التي يمكن أن تولّدها الأخطار». وفي الشرق الأوسط وحده، يلجأ أكثر من 86 في المئة من المستخدمين الناشطين للإنترنت، إلى مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على الأنباء والمعلومات والمشورة حول مختلف المسائل. وعليه باتت هذه المواقع مصدر قلق أساسياً بالنسبة إلى المديرين التنفيذيين في الشرق الأوسط. ووفقاً للاستطلاع يعتقد أكثر من 50 في المئة من المديرين التنفيذيين المشاركين، أن الأخطار التنظيمية والتكنولوجية والجيوسياسية ستزداد تقلباً، فيما يرى 55 في المئة من التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع أن شركاتهم ستعيد النظر في مقاربتها للأخطار في غضون الأشهر ال12 المقبلة. وأفاد تسعة من أصل عشرة بأنّهم يخطّطون لإعادة تنظيم مقاربتهم لإدارة الأخطار في السنوات الثلاث التالية. وعند سؤالهم عن كيفية تخطيطهم للتوصّل إلى هذا الأمر، أشار 52 في المئة منهم إلى أنهم قد يرفعون مكانة إدارة الأخطار في مؤسساتهم، وتضمّنت النقاط الأخرى إعادة تنظيم الوسائل بحصة بلغت 39 في المئة، والتدريب الإضافي للجهاز البشري 37 في المئة، وإدخال تكنولوجيا جديدة (31 في المئة) وتضمين الأخطار في التخطيط الإستراتيجي (28 في المئة). وقال الشريك المسؤول عن خدمات التكنولوجيا في «ديلويت الشرق الأوسط»، طارق أجمل: «بناء على خلاصات هذا الاستطلاع وتفاعلاتنا مع الزبائن، نعتقد أن التكنولوجيا تتمتّع بالإمكانات للاضطلاع بدور مهم في إدارة الأخطار، لكن الكثير من الشركات لا يزال دون المستوى المطلوب في هذا المجال. أما ما يشجّع فهو أن أكثر من نصف المشاركين أفادوا بأن شركاتهم تخطّط للاستمرار في المراقبة الدائمة للأخطار، على ألاّ تساعدهم الأدوات المتوافرة في شكل عام فحسب، لكن أيضاً في زيادة الفاعلية وخفض الكلفة مع الوقت».