ثلاثة مبادىء توجت كل قول او عمل تركه عملاق الوطن رحمه الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن هي: الايمان بالله، والصدق مع النفس، والالتزام بالاخلاق الانسانية النبيلة. دائما وفي مواجهة الانسحاب والتقدم، الهزيمة والنصر، الثوابت واحدة لا تتغير. قدم لنا هو و الرجال المخلصون ملحمة تاريخية مذهلة ولد منها هذا الوطن بهوية واضحة جلية لها حدود مكانية وثوابت زمنية. ادوا المهمة بكل اخلاص وتفان ووصلوا الى سنامها بان جعلوا الفيافي والقفار تجتمع في ذكرى يوم سنوي كريم هو اليوم الوطني. نعم سوف نحتفل بتلك الذكرى الوطنية وسوف ندبج المقالات ونشتري صفحات التهاني. نعم سوف نهنىء انفسنا بها في الدوائر الحكومية ومؤسسات الدولة في المدارس والادارات.. الخ. ولكن ماذا عن يومنا نحن الوطن، المجتمع و الافراد، الحاليين الذين نعيش ونتنفس هواء هذا الوطن. الا نرى اتساع الفارق بين اليوم الوطني ويومنا الذاتي الوطني اليست تحل هذه الذكرى العطرة الغالية وكل منا في مواجهة مع ضميره الوطني يحاول ايجاد اجوبة عن السؤال الهائل الذي برز صاعقا يسألنا بعد (احداث الرياض) عن مدى حقيقة الانتماء والحب للارض والكيان. وهو سؤال مطروح ليس على اوراق للاجابة الفورية بل على الضمير والدواخل التي لا غير الله سبحانه وتعالى عليم بها. ومخارج الاجابة ستكون من افعال كل فرد منا وتصرفاته وستحكم الاجيال القادمة والتاريخ على كيفية اجابتنا عن ذلك السؤال. وبما ان لكل قضية طرفين فالسؤال الاخر موجه للوطن نفسه فهل كان لتسامحه عن مساءلتنا وسؤالنا وسخائه علينا سبب في تماهي الانانية وتضخم الذات الذي حملناه بكل تشدد وتثبت خلال التغيرات المادية الحضارية؟ لكي نكون جديرين باليوم الوطني لا بد من مواجهة الذات الوطنية فينا وان نبني ونرمم أي قصور في المفهوم والاداء فردا فردا فينسحب ذلك على العائلة الصغيرة ثم الاسرة الكبيرة والمجتمع الفسيح ولتكن المبادىء الاساسية للملك المجاهد عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال فيصل رحمه الله - هي المحطات التي نقيس بها رحلة الذات الوطنية لتلتحم باليوم الوطني الكريم. حفظ الله بلادنا وادام دينها وامنها وعزها في ظل مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ولسمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز وافراد الشعب السعودي الكريم.