عزيزي رئيس التحرير.. الكذب خصلة ذميمة لدى جميع البشر، ومع ذلك فان هناك الكثير منهم يمارسون هذه الخصلة الذميمة، وقد تأتي هذه الممارسة في اشكال عدة، على سبيل المثال قد يكذب الانسان للخروج من موقف محرج، او للحصول على مكسب ما، وهذا يكون على مستوى الافراد، او حتى الجماعات وبعض المؤسسات، ويعد اسوأ نوع من انواع الكذب، هو ذلك الكذب الذي يمارس باستمرار حتى يصبح لدى البعض قناعة بان ذلك الكذب هو جزء من الحقيقة او ربما هو الحقيقة عينها. وفي المجتمعات الغربية يمارس الكذب احيانا بشكل منظم، وتشرف على ترويجه جهات ومؤسسات متخصصة تروج لفكرة او فكر ما لصالح هذا الطرف او ذاك تحت ستار الاعلام، ومؤسساته وبالرغم من ان هذا قد يكون جزءا مما يسمى باللعبة الديمقراطية الا انه احيانا يحمل في طياته الكثير من النوايا السيئة التي تهدف الى الايذاء واحيانا تصفية للحسابات، ويعد المثال الذي يطل برأسه في هذا المجال هو الحملة التي مورست ومازالت تمارس ضد المملكة في بعض وسائل الاعلام الغربية وخصوصا الامريكية فبالرغم من الكذب الفاضح والمكشوف في تلك الحملة الشرسة ضد بلادنا الا ان ذلك الكذب في حالة استمراره فانه قد يكون اثر او قد يؤثر على الانسان الغربي البسيط الذي يتلقى ما يطرح في وسائل اعلامه وكأنه حقائق مطلقة خصوصا في غياب الصوت الاخر المضاد لتلك الحملة، والاهم من ذلك ان الانسان الغربي وبالرغم من بساطته وعدم اهتمامه بالاعلام والسياسة الا ان الوضع العام الدولي والامريكي على وجه الخصوص، قد جعل من ذلك المواطن متلقيا سلبيا لوسائل الاعلام في بلاده له القابلية على تصديق كل شيء. فعلى الصعيد الاعلامي والسياسي الاحترافي فانه لأمر مثير للسخرية حقا ان يقدم شخص مثل ديري جولد الاسرائيلي اليميني الليكودي الموغل في التطرف كخبير في شؤون المملكة امام لجنة استماع في الكونجرس الامريكي ليسوق حملة من الاكاذيب، والترهات حول العلاقة المزعومة بين بلادنا، والارهاب وليكمل البرنامج الكذبي المنظم الذي يمارسه مجموعة من الليكوديين في الولاياتالمتحدةالامريكية والذي بدأ بعد احداث سبتمبر الارهابية حيث طار بعدها طيب الذكر نتنياهو ليقوم باجراء لقاءات والقاء محاضرات واعداد مقابلات في عدد من الصحف ووسائل الاعلام خصوصا ذات الميول اليمينية المتطرفة وليحذر من الاصولية وليقدم للمتلقي الغربي صورة مغلوطة ومختلطة في آن معا تربط بين النضال الفلسطيني واحداث سبتمبر وتقدم الدولة العبرية وكانها تعاني مما سماه الارهاب الغربي منذ خمسين سنة في خلط واضح لدينا نحن العرب ولدى اي انسان له ادنى معرفة بالسياسة العدوانية الاسرائيلية ولكن هذا الخلط قد لا يكون بهذا الوضوح لمن عانوا احداث سبتمبر الارهابية ووجدوا امامهم من يقدم نفسه على انه خبير في الشؤون العربية، ليقدم لهم خبراته في مكافحة الارهاب وفي الوقت نفسه ليقول لهم انه معهم في نفس الجبهة وانه كان وما زال معهم في نفس الخط وهو ضحية تعاني ارهاب العرب على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم السياسية ولما كانت سياسة المملكة واضحة وصريحة في مساندتها للحقوق المشروعة الفلسطينيين في تقرير مصيرهم كان لها نصيب الاسد من الحملة الليكودية في وسائل الاعلام الامريكية وذلك لضرب عصفورين بحجر واحد فالهدف الاول يرمي الى اغماض العين وايجاد المبررات للجرائم التي ترتكبها آلة الحرب الاسرائيلية ضد الفلسيطيين اما الهدف الثاني فيتجسد في ايذاء المملكة سياسيا والنيل من مستوى العلاقات المميزة بين المملكة والولاياتالمتحدة. الذي لم تبينه وسائل الاعلام الامريكية ان ديري جولد ليس الا مندوبا سابقا للكيان الصهيوني في الاممالمتحدة ومتحدثا باسم حزب الليكود قد نذر عمره للدفاع عن الجرائم الاسرائيلية في حق الفلسطينيين ولم يكون يوما واحدا في حياته خبيرا في شؤون المملكة ولن يكون. وللحديث صلة. د.ياسر بن سليمان الفايز