دعت مؤسسات وفصائل القيادة الفلسطينية الى تشكيل قيادة موحدة كمرجعية سياسية وقيادة جماهيرية للشعب الفلسطيني وطالبت الحكومة المقبلة بالاحتكام الى النظام الأساسي الذي يوضح شكل تقاسم الصلاحيات بين الرئيس والحكومة الأمر الذي شكل غيابه عنصرا رئيسيا في إفشال حكومة أبو مازن .. وأكدت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية (مفتاح) ل (اليوم) على أن الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة مطالب بأن يعتمد معايير الكفاءة والصلاحية في اختيار أعضاء حكومته القادمة، كما شددت على ضرورة وجود برنامج عملي واقعي للخروج من المرحلة بأقل الضرر. وقال المكتب السياسي للجبهة الشعبية إن الحل الجذري للأزمة السياسية والتنظيمية وإرساء الأسس القوية للمؤسسات والأداء والعلاقة الوطنية هو الانتخابات الديمقراطية العامة ، وفقاً لمبدأ التمثيل النسبي لكافة البنى القيادية. وأكد على أهمية تشكيل القيادة الموحدة في إطارها المؤقت إذ يجب ان تتشكل من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والأمناء العامين وممثلين إضافيين من حماس والجهاد الإسلامي لتعويض عدم مشاركتهم في اللجنة التنفيذية وعدد من الشخصيات الوطنية المستقلة من الوطن والشتات، ومن رئاسة المجلس الوطني. ودعت الجبهة الديمقراطية إلى إطلاق مبادرة فلسطينية تتضمن وقفا متبادلا لإطلاق النار بضمانات دولية فاعلة وتحت إشراف مراقبين دوليين ، بما يمكن من وضع جدول زمني للتنفيذ المتوازي بخطوات متبادلة للاستحقاقات المترتبة على الطرفين بما في ذلك وقف الاستيطان وتفكيك البؤر الاستيطانية وفك الحصار، والانسحاب من المواقع التي أعيد احتلالها بعد سبتمبر 2000 ، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين ، ورفع الحظر عن عمل المؤسسات في القدس ، وصولاً إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع. ودعا التجمع الديمقراطي الفلسطيني القيادة الفلسطينية والرئيس عرفات وكافة المؤسسات الرسمية والأحزاب السياسية والفصائل إلى العمل من أجل تحقيق الشراكة السياسية بما في ذلك إقامة حكومة اتحاد وطني تستند إلى برنامج الإجماع الوطني واستراتيجية كفاحية تكرس الطابع التحرري والإنساني لنضالنا المشروع وتعزز مقومات صمود شعبنا وتعمق الطابع الجماهيري والديمقراطي للكفاح الفلسطيني في مواجهة الاحتلال. من جانبه أكد أحمد قريع (ابو علاء) على أن الحكومة الجديدة ستركز اهتمامها على هموم الشعب الفلسطيني وطموحاته وأهدافه ، وانه يرحب بانضمام كل من هو على استعداد لاحترام القانون ، واحترام اتفاقياتنا مع الآخرين . وقال إن ذروة المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة هي التي ستجري ابتداء من يوم الخميس في الاجتماع الموسع لحركة فتح لتحديد أولويات واهداف هذه الحكومة واختيار وزراء فتح في تشكيلتها ليبدأ بعدها مشاوراته مع كافة الفصائل والتنظيمات الفلسطينية الأخرى بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل اكبر قطاع ممكن من شرائح الشعب الفلسطيني. وأضاف انه تلقى إشارات إيجابية من مختلف الفصائل التي أعلن بعضها الاعتذار عن المشاركة في الحكومة ولكنه سيدعمها وهو يحترم كل الآراء والمواقف. وأوضح أبو علاء انه سيدعو الإسرائيليين إلى وقف لاطلاق النار لفتح الطريق أمام تنفيذ خارطة الطريق والتمهيد للمفاوضات إلا إن الحكومة الاسرائيلية مصرة على إرسال إشارات سلبية من خلال قرارها بنفي الرئيس ياسر عرفات وحملات التصعيد المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ، الأمر الذي يستدعي تدخل اللجنة الرباعية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة الأميركية للتدخل الفاعل إذا كانت جادة في المضي قدما في السلام. وعقدت اللجنة التنفيذية بمشاركة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية مؤخرا اجتماعاً برئاسة الرئيس عرفات في رام الله دعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى اليقظة للمخطط الإسرائيلي كما دعت إلى عدم انجرار أي طرف أو فصيل نحو ممارسة أية أعمال يمكن أن تستخدمها حكومة الاحتلال كذريعة لتنفيذ مخططاتها والى الحرص على الهدنة "التي أعلنا عنها وطبقناها رغم كل الجرائم والخروقات والاعتداءات العنصرية". وعبرت القيادة عن استعدادها الكامل للتعاون مع جميع الجهود الدولية لتحقيق استمرار الهدنة مما يتطلب التزام إسرائيل بوقف مسلسل اعتداءاتها وجرائمها وتوفير دور فعال للجنة الرباعية الدولية والعمل على فرض تطبيق خارطة الطريق وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. ودعا محمد دحلان وزير الشؤون الأمنية الفلسطينية مؤخرا إلى ضرورة إسراع أبو علاء في إعلان تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجيدة لوضع برنامج سياسي يلائم المرحلة المعقدة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل المتغيرات الصعبة إقليميا ودوليا للخروج من الدوامة الحالية ولحماية الرئيس ياسر عرفات ولتقديم إجابات للجمهور الفلسطيني سواء على الصعيد السياسي في كيفية إدارة المفاوضات مع اسرائيل في المستقبل في ظروف غاية في الصعوبة وعلى الصعيد اليومي فيما يتعلق بالإصلاحات. ووصف دحلان قرار حكومة أبو مازن بالاستقالة بأنه مكسب وطني ، الهدف الأساسي منه عدم الانجرار وراء اقتتال فلسطيني داخل السلطة الفلسطينية بعد أن استطاعت الحكومة خلال عمرها القصير تجاوز اقتتال فلسطيني داخلي بين السلطة والفصائل الفلسطينية المعارضة. ونوه إلى أنه إذا استمر الجدل الداخلي والفراغ السياسي ، فلا أحد يستطيع التنبؤ برد الفعل الإسرائيلي ، ولذا يجب أن يكون هناك برنامج متفق عليه يتضمن حدا أدنى من المتفاهمات بين القيادة السياسية والفصائل الفلسطينية بما فيها فتح لدفع اسرائيل إلى الزاوية للوصول إلى الحد الأدنى من التهدئة. ابوعلاء