لم يعد سوق المستلزمات المدرسية مقتصراً على القرطاسيات والمكتبات والمجمعات التجارية، بل حتى الباعة الجائلين دخلوا على الخط، كانت البداية على استحياء، ولكنهم وبأسعارهم التنافسية، حتى بات البعض يعتقد أنهم وجهوا ضربة قاصمة للباعة التقليديين، الذين ارتفعت اصواتهم بالشكوى ضدهم. إلى جانب الأواني والحلويات كان أبو عمار يبيع الأدوات الدراسية، يقول: أبيعها جميعاً بأسعار زهيدة، في متناول الجميع.. مضيفاً: بداية العام الدراسي فرصتنا الذهبية، لنجني ربحا معقولا، يغطي بعض الخسائر التي نتكبدها باقي أيام السنة. كما أننا نوفر خدمة جليلة لمن لا يملك قيمة ما يباع في القرطاسيات ذات الأسعار المرتفعة، والبسطاء لا يهتمون بالجودة، أهم شيء أنها (تمشي) الحال. وحين قلنا له ان أصحاب القرطاسيات متضايقون من الباعة الجائلين، قال أبو عمار: نحن فقراء، نتحمل أشعة الشمس الحارقة، ولا نضر أحداً، ونحن لنا زبائننا وهم لهم زبائنهم. وفي حين يبدي بعض أصحاب القرطاسيات والمكتبات تذمرهم الشديد من الباعة الجائلين، لا يشكل هؤلاء هاجساً لدى مشعل عبدالله الصعب (صاحب إحدى المحلات التي تبيع مواد قرطاسية).. يقول: من يتعامل مع الباعة الجائلين شريحة بسيطة من المستهلكين، وهم سيتضررون من عدم جودة ما يشترونه منهم، وهذا سيدفعهم للشراء مرة أخرى، اما من القرطاسيات أو من الباعة الجائلين، حتى يصلوا إلى قناعة بان من الأفضل لهم ان يشتروا من القرطاسيات والمحلات المتخصصة. غير ان الصعب يطالب وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي بتزويد القرطاسيات والمكتبات بأسماء المقررات والمناهج الدراسية في وقت مبكر، ليتمكنوا من توفيرها قبل بدء العام الدراسي، مما يصب في مصلحة الطلاب. وتفاوتت توجهات المستهلكين بين الشراء من الباعة الجائلين أو من القرطاسيات وغيرها من المحلات، فأم فارس تختار الشراء من القرطاسيات.. تقول: هنا يجدون ما يرضيهم، في جو مكيف ومريح. والرأي نفسه تؤيده أم فارس، التي تقول: كيف أشتري من البسطات المغبرة، في هذا الجو الحار، علماً ان ما يبيعونه في الغالب رديء وغير صالح للاستهلاك. أما أم سامي فتقول: جربت الذهاب إلى القرطاسيات كما جربت الذهاب إلى الباعة الجائلين، فوجدت البضاعة المعروضة هنا لا تختلف عما يعرض هناك، نعم هناك فرق واحد، ان الأسعار في الأسواق الشعبية أرخص بكثير مما هو موجود في القرطاسيات. محلات (أبو ريالين) كانت الخيار الوسط بين الخيارين السابقين، تقول أم حمود: الشراء من هذه المحلات أفضل، فهنا المكان مكيف وواسع، والأسعار رخيصة، والجودة متفاوتة، والعاقل هو من يختار ما يناسبه، بالأسعار التي تعجبه، ولنعترف بان الأسعار في القرطاسيات، وبالذات الكبيرة، مرتفعة، مهما أدعى أصحابها من إجراء تخفيضات، فهي إعلانات وهمية ومزعومة. أم روان كانت على النقيض تماماً مما قالته أم حمود، فهي ترى ان محلات (أبو ريالين) لا تهتم بنظافة المكان، فالغبار يملأ المكان، بالإضافة إلى الحشرات والذباب والروائح الكريهة، كما أنها محلات غير متخصصة في بيع الأدوات الدراسية، وهي لا تختلف في شيء عن البسطات، إلا في التكييف، كما أنها تبيع الصالح والطالح.