اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الخميس انه يتابع ب «قلق كبير» تطور الوضع الصحي لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، لكنه اوضح ان ذلك لن يؤدي الى تأجيل الانتخابات التشريعية المقررة في 25 كانون الثاني/يناير الحالي. وقال عباس للصحافيين لدى عودته الى رام الله من جولة عربية «ما يجري لشارون من مرض خطير يؤثر على اسرائيل اولا وله تداعيات على المنطقة ولكنه لن يؤدي الى تأجيل الانتخابات الفلسطينية». واضاف «نشعر ان هذا حدث كبير وخطير وننظر بقلق كبير لامكانية حدوث مكروه لشارون». من جهة اخرى وردا على سؤال عن حالة الفوضى والانفلات السائدة في قطاع غزة قال عباس ان «ما يجري في غزة سببه ضعف السلطة وهذا لا ننكره». واضاف «هذه الاعمال تتكرر لكن يجب الا نستسلم ويجب ان يأتي الوقت الذي يحاسب فيه هؤلاء». من جهة أخرى، رأت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) امس أن العالم سيكون «افضل» بدون ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس لوكالة فرانس برس ان «ما يجري لشارون يمثل قدر الله في الطغاة والاشرار والمنطقة ستكون افضل من دون شارون والعالم على وشك ان يتخلص من احد ابرز قادة الشر في العالم». لكن ابو زهري حذر من «اي تصعيد اسرائيلي في هذه الظروف خشية ان يحاول العدو اللجوء الى التصعيد بهدف التغطية على ما يحدث (لشارون) والحفاظ على النفسية الاسرائيلية». وحول تأثير الوضع الصحي لشارون على الانتخابات الفلسطينية، قال ابو زهري ان «هناك ارادة فلسطينية لانجاحها ويجب التعامل مع الظروف بما يضمن انجاح هذه الانتخابات». من جهته قال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الاسلامي لوكالة (فرانس برس) «سئم الله من شارون سفاح صبرا وشاتيلا وجنين فاراح كل الناس منه (...) لا نأسف عليه». ورأى البطش ان «الاحتلال الاسرائيلي موجود اذا رحل شارون او بقي موجود وبالتالي المقاومة مستمرة وندعو ابناء شعبنا لمواصلة الجهاد ولمقاومة حتى انهاء الاحتلال». من جانب آخر اعلن رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع امس في رسالة انه يتابع «بقلق كبير» التطورات الصحية لرئيس الوزراء الاسرائيلي متمنياً له «الشفاء العاجل». وقال قريع في رسالة موجهة الى رئيس الوزراء بالوكالة ايهود اولمرت «اتابع باهتمام كبير الوضع الصحي لرئيس الوزراء وأشاطر الشعب الاسرائيلي القلق عليه». وأضاف ان «أفكارنا وصلواتنا تتجه الى رئيس الوزراء شارون والى الشعب والحكومة الاسرائيليين، نتمنى لرئيس الوزراء شفاء عاجلاً وسريعاً». في دمشق، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أمس انها لا تتوقع اي تغيير في «الادلجة الصهيونية» في حال غاب شارون. وقال مسؤول دائرة الاعلام في الجبهة الشعبية القيادة العامة اسماعيل دبج «لا نتوقع ولا نفترض اي تغير حقيقي في الادلجة الصهيونية. واذا كانت ثمة تغيرات في المستقبل القريب فهي ستكون من نتائج نضال الشعب الفلسطيني». واضاف ان «مجرما آخر يغيب عن الساحة السياسية الصهيونية لا يغير ولا يبدل في موقفنا. فالكيان الصهيوني هو كيان مجرم وهو الذي انتج امثال شارون كنموذج تام للجوهر الصهيوني». من جهة ثانية، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس ان الوضع الحالي لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون «يقلب الامور رأسا على عقب» في (اسرائيل)، محذرا من تصعيد ضد الشعب الفلسطيني في اطار «منافسة» اسرائيلية. وقال عريقات لوكالة (فرانس برس) «لا شك ان ما يحدث (لشارون) يقلب الامور رأسا على عقب في اسرائيل». واضاف «نخشى من التصعيد الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني لان المنافسة في (اسرائيل) قد تكون على حساب التصعيد بالاستيطان والجدار والاقتحامات والاعتقالات وهذا امر واقعي ومتوقع». وعبر عريقات عن خشية السلطة الفلسطينية من ان «يستخدم مرض شارون مبررا لعدم الموافقة على اجراء (الانتخابات) في القدس»، مشيرا الى ان مبعوثين اميركيين سيصلان الى المنطقة للبحث في قضية الانتخابات الفلسطينية في القدس.