يبدأ اليوم السبت العام الدراسي الجديد 1424ه / 1425 ه حيث يتوجه حوالي خمسة ملايين طالب وطالبة من مختلف مراحل التعليم العام والعالي في المملكة إلى مقاعد الدراسة لينهلوا من مناهل العلم والمعرفة. وقد اتخذت جميع الاستعدادات في جميع المدارس في مراحل التعليم كافة لاستقبال الطلاب والطالبات وهيئت الفصول بما تحتاجه إليه خدمة لابناء وبنات الوطن. و يشهد التعليم في كل عام سواء العام أو الجامعي بنين وبنات جديدا في المحتوى والمضمون سواء بالنسبة للمناهج الدراسية أو في افتتاح المزيد من المدارس والمعاهد والكليات والاقسام وفى الخدمات ليكون قريبا وفى متناول يد كل مواطن ومواطنة اينما كان وحيثما يكون فى أرجاء هذه البلاد الواسعة. وكان التعليم من أول اهتمامات جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله بعد توحيده أجزاء البلاد المترامية الاطراف وحلول الامن والاستقرار فى ربوعها وسعى رحمه الله الى الحاضرة والبادية بما اوفده من رجال التعليم ينشرون العلم ويعلمون أبناء الوطن. ومن بعد الملك عبدالعزيز سار ابناؤه البررة على النهج نفسه الى ان تسلم أمانة التعليم رجل الامانة وقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله فكان أول وزير للمعارف فى المملكة فانطلق رعاه الله من المنطلق نفسه الذى وضعه الملك عبدالعزيز فشهد قطاع التعليم قفزات متميزة كما وكيفا بجميع انواعه وعلى مختلف مستوياته حتى أصبح على ماهو عليه اليوم. وأبناء هذا الوطن وهم يتوجهون صباح اليوم الى مؤسساتهم التعليمية يستعيدون بمزيد من الاعتزاز والفخر جهاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ال سعود الذى وفقه الله الى تحقيق مانحن عليه فى هذا الوطن من نعم لاتحصى ولاتعد واهمها وأجلها عقيدة التوحيد التى جاهد الملك عبدالعزيز من أجلها عشرات السنين فتوطد بتطبيقها الامن والامان والاستقرار وعم الرخاء وانتشر العلم. كما يستعيدون بالاعتزاز نفسه ما أضافه أبناء عبدالعزيز من بعده لهذا الصرح الشامخ وللتعليم بخاصة من انجازات يصعب حصرها. وفى هذا اليوم يتوجهون الى المولى العلى القدير ان يحفظ راعى مسيرة التعليم الذى عمل ولايزال يعمل من أجل الرقى بهذا المجال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود ويسألون له العون من الله لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار. وقد ازداد الاهتمام بالتعليم بكثافة مع بداية خطط التنمية التى انتهجتها المملكة منذ عام 1390ه اذ حرصت كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى والقطاعات الاخرى ذات العلاقة على توفير المدارس بمراحلها المختلفة فى جميع انحاء المملكة وتهيئة كافة العناصر الاخرى المكملة للعملية التربوية كاعداد المعلمين والمعلمات وتوفير التجهيزات والوسائل المساعدة للعملية التعليمية المتكاملة. وقد أتى هذا الاهتمام ثماره اليانعة بعد استكمال خمس خطط تنموية متتابعة والبدء فى خطة التنمية السادسة فارتفعت اعداد الطلبة والطالبات فى مراحل التعليم المختلفة ارتفاعا ملحوظا وازداد الاقبال على التعليم العالى والمتخصص. وحرصت وزارة التربية والتعليم على تطوير الخدمات المقدمة للطلاب حيث انشأت ضمن هيكلها الادارى قطاعا خاصا بشؤون الطلاب يضم عددا من الادارات العامة لتوجيه الطلاب وارشادهم والادارة العامة للصحة المدرسية. وسعت الوزارة الى تلبية رغبات الطلاب وتحقيق مايناسب ميولهم المختلفة من خلال برامج التربية الرياضية بأنواعها والتربية الكشفية وانواع النشاطات الادبية والعلمية وانشأت كل مايلزم لهذه النشاطات من ملاعب وقاعات حيث انشأت اكثرمن عشرين مجمعا رياضيا تضم ملاعب لكرة القدم وكرة السلة والعديد من القاعات المغلقة والمسابح. كما أولت وزارة التربية والتعليم اهتماما كبيرا بمدارس تحفيظ القرآن الكريم حيث انشأت سنة 1367ه اول مدرسة بالمدينة المنورة ثم توسعت الوزارة فى افتتاح هذه المدارس. واهتمت الوزارة كذلك بقطاع تعليم الكبار ومحو الامية واضطلعت بدور بارز فى هذا المجال اذ عملت على افتتاح المدارس فى كل احياء المدن والمحافظات الى جانب المراكز. كما اظهرت الاهتمام بالاشراف التربوى من خلال احداث ادارات ومكاتب تتولى مهام الاشراف التربوى فى كافة المناطق والمحافظات والمراكز والتى بلغ عددها مائة وأربعين مكتبا. وامتدادا لاهتمام الدولة رعاها الله بتعليم ابنائها حرصت على توفير تعليم خاص لابنائها المعوقين من البنين والبنات ممن لايتمكنون من الانضمام فى مدارس التعليم العام وذلك لاستثمار الطاقات البشرية كافة واتاحة فرص الحياة الكريمة لكل مواطن حيث انشأت الوزارة لهذا الغرض حتى العام الدراسى 1423 / 1424 ه 426 مدرسة تضم حوالى اثنى عشر الفا ومائتين وثمانية وسبعين 12278 دارسا يقوم على تعليمهم ثلاثة آلاف وستمائة واربعة وخمسون 3654 معلما. وبلغ عدد معاهد المعلمات الثانوية للعام الدراسى 1423/1424ه 78 معهدا يدرس بها 6045 طالبة فيما بلغت معاهد التربية الخاصة 70 معهدا يدرس فيها 4777 طالبة وبلغ عدد الكليات لنفس العام 87 كلية فى مختلف التخصصات يدرس بها 228439 طالبة يقوم على تعليمهن 6204 معلمة. اما عدد مدارس تحفيظ القرآن الكريم فبلغ خمسمائة وثلاث وعشرين مدرسة يدرس فيها نحو تسع وخمسين الف طالبة يقوم على تعليمهن نحو ست آلاف معلمة.