أجمع خبراء الزراعة والعلماء والمزارعون والاجهزة الرسمية على ضرورة تعميم تجربة الزراعة بدون حرث لمعالجة مشكلة الانتاجية بالقطاع المطري بجانب جذب رؤوس الاموال والاستثمارات العربية والاجنبية للاستثمار بالقطاع الزراعي خلال الفترة المقبلة بعد نجاح التجربة بالنيل الازرق. ودعا الخبراء في منتدى تلفزيون ولاية النيل الازرق الحكومة واتحادات المزارعين والولايات لتبني تجربة الزراعة بدون حرث والتوسع في تطبيقها للنهوض بالقطاع المطري التقليدي والآلي وفق اسس تجارية.. ووصف الخبراء تجربة الزراعة بدون حرث بأنها المخرج الوحيد لانقاذ القطاع المطري ومعالجة مشكلة تدني الانتاجية. وذكر عبد الكريم العامري رئيس الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي ان الهيئة صرفت "10" ملايين دولار لانجاح تجربة الزراعة بدون حرث بولاية النيل الازرق - بأقدي - لنقل التقانة وتوطينها وانشاء البنيات الاساسية خلال ال 3 سنوات الماضية. واعلن العامري اعتزام الهيئة التوسع في التجربة وفق اسس تجارية تضمن للمزارعين توفير التقاوي المحسنة والتمويل والآليات والخبرات الفنية بعد نجاح تجربة الهيئة مع عدد من صغار وكبار المزارعين بالنيل الازرق والتأسيس الجيد للمحاصيل هذا الموسم. واضاف العامري: نسعى لانشاء شركة لتوفير الآليات والتقاوي ومدخلات الانتاج وتأجيرها للمزارعين بغرض تعميم تجربة الزراعة بدون حرث وسط كافة المزارعين بجانب نقل التجربة لولايات اخرى خاصة القضارف اعتباراً من العام القادم. واشار الى ان وفداً من خبراء الهيئة سيبدأ زيارة لولاية القضارف خلال الاسبوع الجاري لاستكمال الترتيبات والاجراءات التحضيرية تمهيداً لانفاذ التجربة العام المقبل. ونوّه العامري الى ان الهيئة لم تركز خلال ال 3 سنوات الماضية على الجدوي الاقتصادية لتجربة الزراعة بدون حرث وانما ركزت على نقل هذه التقانة وتوظيفها خاصة وان من اهداف الهيئة التنمية الزراعية.. واضاف: ان المؤشرات الحالية تؤكد ان هنالك جدوى اقتصادية للتجربة بخفض تكلفة الانتاج وزيادة الانتاجية وادخال محاصيل جديدة، بجانب معالجة مشاكل التمويل وتدني الانتاجية حيث تقدر تكلفة الانتاج للفدان حوالي "15" ألف جنيه رغم الصرف على البنية التحتية. من جانبه أكد د. نوفل حميد مستشار الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي انه تم تطويع تجربة الزراعة بدون حرث لتلائم طبيعة الزراعة المطرية بالسودان عبر عدة مقومات من بينها تطبيق حزمة متكاملة وتوفير ادارة ناجحة ودعم البحث العلمي في مساحة تجريبية تقدر ب "200" فدان، بجانب مكافحة الحشائش بالمبيد للمحافظة على المياه وتسميد التربة. واضاف حميد: اثبتت التجربة جدواها بتحقيق انتاجية عالية للمحاصيل "الذرة والسمسم والذرة الشامي والقطن وزهرة الشمس". من جهته أكد البروفيسير احمد علي قنيف مستشار الهيئة العربية ان استخدام العلم في الزراعة من اعظم الفوائد للبشرية لتواكب التنامي في السكان وسد الفجوة في الغذاء عبر استخدام التقانة. وقال البروفيسيور قنيف ان قيمة تجربة الزراعة بدون حرث في كسر عجز الانتاجية واعادة كثير من الشركات التي تركت الزراعة والمنتجين لدورة الانتاج من جديد. واكد عمر مجذوب الخبير المشرف على تطبيق تجربة الزراعة بدون حرث استمرار الهيئة في تعميم التجربة مع صغار وكبار المزارعين بجانب معالجة مشكلة تدني الانتاجية وخفض التكلفة التي بلغت "15" ألف جنيه للفدان بينما تقدر انتاجيته ب "30" جوالاً لفدان الذرة. وفي سياق متصل أكد باكاشي طلحة رئيس اتحاد مزارعي النيل الازرق التزام الاتحاد بتعميم التجربة عبر انشاء شركة متخصصة بجانب استقطاب الدعم من الحكومة الاتحادية لمعالجة مشكلة تدني الانتاجية