يقول محللون ان الحرب المعلنة منذ عامين على الإرهاب أجبرت تنظيم القاعدة على تغيير تكتيكه ولكن من السابق لآوانه إعلان ان واشنطن كسبت المعركة. وأبلغ الرئيس جورج بوش الامريكيين هذا الاسبوع ان ثلثي زعماء القاعدة المعروفين قتلوا أو اعتقلوا وقال أجبرنا تهديد الارهاب للحضارة على التقهقر . خلال السنتين اللتين مضتا منذ هجمات 11 سبتمبر عجز هذا التنظيم - الذي كان مسؤولا عن هجمات مختطفي طائرات - على الولاياتالمتحدة في تحقيق اي ضربة مهمة ضد الغرب. لكن القاعدة ركزت على تخطيط سلسلة من هجمات قاتلة وان كانت اقل جرأة على اهداف في العالم الثالث من الدار البيضاء الى كراتشي. وفي نفس اليوم الذي تحدث فيه بوش أذيع شريط صوتي لزعيم القاعدة أسامة بن لادن ومساعده أيمن الظواهري زعما فيه عزم التنظيم على شن هجمات على الامريكيين أينما كانوا ، وادعيا ان الاعضاء في صفوف القاعدة تضاعفوا. ولا يعرف أحد متى وكيف اتسعت القاعدة. لكن محللين يعتقدون ان التنظيم امامه فرصة كبرى في العراق بعد الحرب. ورغم انه لم يثبت حتى الان اشتراك التنظيم في الهجمات الاخيرة في العراق فان خبراء يقولون انه غير منطقي ان تترك القاعدة هذه الفرصة لاستغلال القلاقل والشعور المعادي للولايات المتحدة لاستهداف 130 ألف امريكي يحتلون العراق. قال سباستيان جوركا الزميل بمركز ابحاث الارهاب في فيرجينيا أعتقد ان أحداث العراق أفادتهم. وقد يكون اعتقال أجانب قاموا بهجمات هناك مؤشرا على تنامي هذه الرابطة."في رأيي أنه /العراق/ ارضية تجنيد خصبة للقاعدة . وقد يشكل الوضع في العراق الان بيئة مواتية تتفق مع تكتيك القاعدة الجديد في العمل عن طريق جماعات محلية في دول اسلامية بصفة رئيسية تستخدم اسلوبها المعروف في القيام بعدة هجمات في وقت واحد ينفذها انتحاريون. ومنذ اعتقال من يشتبه أنهم مخططون رئيسيون لهجمات 11 سبتمبر مثل خالد الشيخ محمد ورمزي بن الشيبة في أكبر انتصار للولايات المتحدة حتى الان تحولت الشبكة الى عمليات صغيرة يصعب اكتشافها ولا تحتاج الى تخطيط كبير. ويشكل هذا تراجعا اجباريا للشبكة عن تنفيذ هجمات مثيرة في الولاياتالمتحدة حتى وان بقيت واشنطن عدوها الرئيسي. قال ديفيد كلاريدج رئيس مؤسسة جانوسيان لادارة المخاطر الامنية بلندن انهم شبان أصغر سنا ينفذون أعمالا صغيرة. انهم متحفظون. مضطرون لايجاد طرق اخرى. انهم غير مجددين.الهدف الان اظهار عجز الولاياتالمتحدة عن الفوز في الحرب على الارهاب. ويمكن اثبات ذلك بعدة طرق لا تقتصر على عمليات كبرى مثيرة بل يمكن اثبات ذلك بعمليات صغيرة في نوع من الاستنزاف . وكانت أهداف مثل هذه الهجمات في تونس وبالي وكينيا وباكستان والمغرب والسعودية. وكان أكثرها ضراوة تفجير ملهى في بالي في أكتوبر الماضي حيث سقط 202 قتيل اغلبهم سياح غربيون. وأمس الاول قضت محكمة اندونيسية باعدام اسلامي متشدد أدين بالاشتراك في التخطيط لهجوم بالي الذي اتهمت بتدبيره الجماعة الاسلامية المرتبطة بالقاعدة. وتشير حملة الجماعة الاسلامية الى ان منظمات صغيرة بدأت تتجمع وتنضج وتسعى لتقليد القاعدة. كما انها تعكر المياه بحيث يصعب اكتشاف اين تبدأ القاعدة واين تنتهي. وقال خبير غربي في مكافحة الارهاب هذا يتوقف على ماذا تعنى كلمة القاعدة . وبينما ضعف كثيرا قلب القاعدة بقيادة اسامة بن لادن فلا يزال هناك خطر فيما سماه الخبير الغربي دوائر متعددة المراكز من الإسلاميين الذين يشتركون في نفس الأيديولوجية المتطرفة .