أقر القضاء التركي ملاحقة ابني وزيرين قريبين من رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وإيداعهما السجن على ذمة التحقيق في اطار فضيحة فساد مدوية تطال مباشرة الحكومة الاسلامية المحافظة قبل اربعة اشهر من الانتخابات البلدية. وبعد ليلة طويلة من الاستجواب في قصر العدل في اسطنبول اودع باريس غولر ابن وزير الداخلية عمر غولر، وكنعان تشاغليان ابن وزير الاقتصاد ظافر تشاغليان في السجن المؤقت صباح امس طبقا لتوصيات المدعين المكلفين بالملف. وفضلا عن هاتين الشخصيتين المحسوبتين على اردوغان، أودع السجن ايضا عشرون شخصا اخر بمن فيهم رئيس مجلس ادارة مصرف "هالك بنكاسي" العام سليمان اصلان رجل الاعمال المتحدر من اذربيجان رضا زراب. وأخلي سبيل نجل وزير البيئة اردوغان بيرقدار، عبد الله اوغوز بيرقدار، وقطب الاشغال العامة علي اغاوغلو، ومدير شركة تحمل اسمه ورئيس بلدية فاتح في اسطنبول مصطفى دمير العضو في حزب العدالة والتنمية الحاكم، حتى موعد محاكمتهم. وقد يعلن اردوغان في محاولة لاحتواء الثمن السياسي لهذه القضية، سريعا اقالة الوزيرين اللذين اوقف ابناهما بمناسبة تعديل وزاري يعلن قبل نهاية الشهر؛ لابدال الوزراء المرشحين الى الانتخابات البلدية وفق مصادر قريبة من الحكومة. وحذر اردوغان امس من انه قد يعمد الى ابعاد بعض السفراء الاجانب الذين يقومون بعمليات "تحريض" على خلفية توترات ناجمة عن فضيحة فساد غير مسبوقة. وفي كلمة ألقاها في مدينة سامسون على البحر الاسود ونقلها التلفزيون، ان "بعض السفراء يقومون بأعمال تحريض". وأضاف: "لسنا مستعدين لابقائكم في بلادنا". وأعربت الاوساط الاقتصادية والمالية التركية عن قلقها، اذ ان العملة التركية المضعفة اصلا في الاسواق المالية انخفضت الى ادنى مستوى تاريخي الجمعة، حيث تم تبادلها ب2,089 ليرة مقابل الدولار و2,857 مقابل اليورو.