ان اثقل الأعباء التي نحملها منذ ان نتخطى عتبة الشباب او اثناءها احيانا هو عبء الأقنعة التي نرتديها.. فكل منا يحمل قناعة اينما ذهب ، في منزل الزوجية كلا الزوجين يحمل قناعه في العمل وفي الشارع.. اننا نشعر بوطأة التكتم الشديد ولا نريد التضحية بما نسميه الخصوصية مقابل ان نستريح بقول رأينا وبصراحه.. فاخفاء المشاعر الحقيقية عن الآخرين عبء واضح والمشكلة الأعمق اننا نخفي مشاعرنا عن أنفسنا. ونحن بحاجة الى النظر في كلا الأمرين لما لهما من تأثير على كل جوانب حياتنا.. ولكل منا وسائله الخاصة في تخفيف عبء هذه الاقنعة وأقل تلك الوسائل نجاحا في رأي البعض هو الانكار الذي نلجأ اليه لبعض الوقت وعندما لا يجدي فاننا نلقي بمالدينا في أي اتجاه دون ادراك لما نصنع بمشاعرنا ويجيء ذلك لأننا نخاف ان نرفع القناع للآخر الذي يمكن ان نثق به. ان اختيارنا لمن نتحدث اليه عن مشاكلنا يكشف في حد ذاته عما نريد ان نفعله بها.. اننا نكشف عن انفسنا بدرجة كبيرة خلال اختيارنا لعلاقتنا الحميمة بلا اقنعة. انا لا اؤمن برفع القناع كلية ولا أجد راحة مع من يظنون ان الصدق مع النفس ومع الآخرين انما يعني اطلاع العالم على تفاصيل المشاعر والتجارب. انها مشكلة صعبة تحتاج منا الى وقفة لتحقيق شكل من اشكال التوازن مع الذات ومع الآخر. نحن بشر نحب ونهتم ونتقلب ونتعب.. ونريد ان نكون بالقرب ممن نحب ونحتاج الى ان نتعايش مع انفسنا.. ولكن هناك ايضا ما يسبب لنا الاحباط والاكتئاب اذا توقعنا ان كل ما نريد يجب ان يكون.. ان افضل ما يقابلك في حياتك هو السعادة غير المتوقعة وليس التي نحاول ان نغتصبها او نطلبها من الحياة. فهل نرفع الأقنعة ونعيش واقعنا بصدق او على الأقل لا نرتدي اقنعتنا طوال الوقت والا نجعلها محكمة حتى نظن نحن انفسنا ان كل شيء عظيم. بقي ان اقول انني مدين لامرأة تدعى ايدا لوشان في رفع قناعي معظم الوقت.