يعتبر خالد بن يزيد بن معاوية بحق, من رواد علماء العرب والمسلمين في ميدان علم الكيمياء, بل هو اول من قاد قافلة الكيميائيين العرب والمسلمين. كما انه يعتبر ايضا اول من استعمل علم الكيمياء لصناعة بعض الادوية الضرورية لخدمة حقل الطب, لذا نجد ان علماء العرب والمسلمين اولوا هذا الفن العناية التامة. لقد اشتهر خالد بن يزيد بين معاصريه بحنكته ودهائه وسعة اطلاعه على معظم العلوم البحتة والتطبيقية, فهو اول من ادخل علمي الطب والكيمياء, والعلوم اليونانية الاخرى الى الامتين العربية والاسلامية. يقول محمد بن اسحاق بن النديم في كتابه الفهرست (الذي عني باخراج كتب القدماء في الصنعة (الكيمياء) خالد بن يزيد بن معاوية, وكان خطيبا شاعرا فصيحا حازما, ذا رأي وهو اول من ترجم له كتب الطب والنجوم, وكتب الكيمياء). واضاف محمود الحاج قاسم فيقول في كتابه الموجز لما اضافه العرب في الطب والعلوم المتعلقة به (وان اول من قاد هذه القافلة من الكيميائيين العرب, وادخل الكيمياء, والطب, وبقية العلوم اليونانية الى العالم العربي هو خالد بن يزيد بن معاوية). كانت فكرة تحويل المعادن الخسيسة الى معادن ثمينة كالذهب والفضة منتشرة بين العلماء آنذاك. ولاشك ان خالد بن يزيد بن معاوية تأثر كثيرا بهذه الفكرة الخلابة في البداية, وهي امكانية تحويل مادة النحاس الى ذهب, وقضى وقتا طويلا بالتفكير للوصول اليها, لانها مربحة لذا طلب مجموعة من العلماء الاكبر في حقل الكيمياء من مدرسة الاسكندرية المشهورة حينئذ راجيا ان ينجح مشروعه هذا والحق ان هذه المحاولات قادته الى الاعتماد الصادق على التجربة العلمية المخبرية والاستنتاجات الدقيقة وعدم الاكتفاء بالفرضيات والخزعبلات, ونتيجة لذلك استطاع خالد بن يزيد وزملاؤه من علماء العرب والمسلمين ان يبنوا منهجا واضحا لاجراء العمليات الاساسية المخبرية والتي في النهاية وصلت علماء العرب والمسلمين في علم الكيمياء الى اكتشاف مركبات كيميائية كثيرة. يقول محمد فائز القصري في كتابه مظاهرالثقافة الاسلامية واثرها في الحضارة (فقد استدعى خالد بن يزيد بن معاوية عددا من علماء الاسكندرية الى دمشق, واغدق عليهم المال, واحسن لهم مطالبهم, وكلفهم بالتجارب العلمية, والترجمة للحصول على الذهب من مادة النحاس): اما ابو الفرج الاصفهاني فيذكر في كتابه الاغاني ان خالد بن يزيد بن معاوية قضى مدة طويلة من حياته بطلب الكيمياء حتى انه برز بهذا الميدان الحيوي. وفي النهاية تمكن علماء العرب والمسلمين وفي مقدمتهم قائدهم خالد بن يزيد بن معاوية من اثبات وبوضوح تام انه ليس ممكنا تحويل معدن الى معدن آخر. لان جميع المحاولات التي قام بها علماء اليونان لا تعتمد على اسس علمية. ولكن خالد بن يزيد بن معاوية برهن بوضوح العلاقة المتينة بين الطب والكيمياء والتي قادته بالنهاية الى علم جديد (علم الصيدلة). وقد امتدح القاضي ابو القاسم صاعد الاندلسي في كتابه طبقات الامم خالد بن يزيد بن معاوية قائلا: ان خالد بن يزيد بن معاوية كان متضلعا في حقلي الطب والكيمياء, فهو اول من بين العلاقة المتينة بينهما, ويتضح من انتاجه في هذا المجال ان له باعا طويلا.